نفى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الأحد أي علاقة لبلاده بالهجوم الذي وقع السبت في منطقة الأحواز في إيران وأسفر عن مقتل 29 شخصا، متهما طهران بـ"التحريض" ضد بلاده.

واعتبر قرقاش أن الاتهامات الإيرانية للإمارات محاولة للتنفيس المحلي، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية بفعل العقوبات الأميركية وإلى مستوى الاحتقان الاجتماعي الذي تعيش على وقعه إيران منذ أشهر في ظل ازدياد الخناق الدولي عليها وعلى ضوء الانهيار الحاد في قيمة الريال الإيراني وما رافقه من توترات في الشارع لم تعد خافية على أحد.

وكانت طهران اتهمت "دولة خليجية صغيرة" لم تذكرها بالاسم بالوقوف وراء هذا العمل "الإرهابي".

وأفادت حصيلة رسمية بأن 29 شخصا قتلوا في الأحواز، كبرى مدن محافظة خوزستان التي يشكل العرب غالبية سكانها، عندما أطلقت مجموعة مسلحة من أربعة رجال النار صباح السبت على حشد كان يحضر عرضا عسكريا.

وكتب قرقاش في تغريدة على تويتر "التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف ويتصاعد عقب هجوم الأحواز في محاولة للتنفيس المحلي".

وبحسب الوزير الإماراتي فإن " موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح واتهامات طهران لا أساس لها"Twitter Ads info and privacy

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الإماراتي في طهران لإبلاغه "باحتجاج حازم على التصريحات غير المسؤولة والمهينة التي أدلى بها مستشار" للحكومة الإماراتية، في إشارة إلى جامعي إماراتي.

ولم توضح طهران اسم المسؤول الإماراتي ولا أين أدلى بتصريحاته.

وحذرت طهران القائم بالأعمال الإماراتي من أن "الحكومة الإماراتية ستتحمل مسؤولية  أي دعم فاضح للإرهاب يعلنه أفراد مرتبطون" بها، وهو افتراء آخر يضاف إلى افتراءات سابقة ضد دولة الإمارات التي لم تدخر جهدا في مكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف.

ووضع قرقاش إصبعه على الجرح الإيراني حين أشار إلى أن افتراءات طهران على الإمارات محاولة للتنفيس المحلي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه إيران منذ انسحاب الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي في مايو/ايار والعودة للعمل بنظام العقوبات السابقة.

وضيّقت العقوبات الأميركية بشدّة على إيران فيما سيبدأ تطبيق حزمة ثانية أشد قساوة في نوفمبر/تشرين الثاني يستهدف جزء منها خفض صادرات طهران النفطية إلى الصفر.

وأدى التراجع الحاد في قيمة الريال الإيراني إلى موجة احتجاجات شعبية بدأت من بازار طهران وتوسعت لاحقا لتشمل عددا من المحافظات الإيرانية رفعت فيها شعارات تطالب برحيل الحكومة وشعارات مناهضة للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي.

واتهم المتظاهرون المؤسسة الدينية والسياسية بالفساد، مطالبين أيضا بالتوقف عن إهدار مال الشعب في سوريا، في إشارة إلى الدعم الإيراني المالي والعسكري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقبلها أخمد الحرس الثوري الإيراني احتجاجات شعبية قتل فيها خمسة إيرانيين وكادت أن تتحول إلى انتفاضة.

وإلى جانب الاحتقان الاجتماعي تواجه إيران توترات غير مسبوقة في الأقاليم النائية التي تعاني من القمع والتهميش. وتضم تلك الأقاليم أقليات تعاملها طهران كمواطنين درجة ثانية على مستوى الخدمات والتوظيف والتنمية.

وتواجه إيران حركات متمردة ومسلحة انبثقت من الأقليات التي تضطهدها طهران منذ عقود.

وهذه الأوضاع مجتمعة تختزل حجم الاحتقان الداخلي وفي الأقاليم النائية وهي في النهاية نتاج طبيعة للسياسات التي تعتمدها إيران.

وللتغطية على كل تلك المشاكل التي تهزّ المؤسسة الدينية والسياسية، تلجأ إيران إلى سياسة الهروب إلى الأمام محاولة إلقاء مسؤولية ارتداد سياستها عنفا على وضعها الداخلي إلى دول الجوار كما هو شأن افتراءاتها الأخيرة على الإمارات ومحاولة الزجّ باسمها في أتون ما تتعرض له طهران من اضطرابات أمنية واجتماعية.

ولا تخرج افتراءات إيران على الإمارات عن سياق حملة تشويه الدولة الخليجية التي اعتمدت مقاربة عملية في مواجهة الإرهاب لقيت إشادات عالمية وترحيبا من المجتمع الدولي.