في لحظة و في طرفة عين  أصبحت الانظار متجهتا صوب السواحل الشمالية للمملكة لرصد اكبر عملية (تصوير) للهجرة السرية, 

لماذا كل هذا  الاهتمام بالضبط و في هذا الوقت بالذات?

لتسليط الضوء على بعض الاحداث المرتبطة بالموضوع, و لنعد بشريط الاحداث  قليل نحو الوراء, الوضع الذي سبق ان اشرنا اليه في مقال سابق نشر بهذا المنبر الاعلامي ( جريدة اخبارنا) تحت عنوان: رحلة الشتاء و الصيف بتاريخ 8/9/2018,  و الذي بينا فيه الاسباب التي تتحكم في هذا الملف و الدول المعنية به من قريب او بعيد.

و في هذه المرة سنركز الاهتمام على تداعيات هذه الاحداث المتسارعة و الهدف من انتشار عمليات مد  للهجرة الجماعية من المغرب الى اوروبا او على الاقل كما اراد ان يسوق لذلك.

على المستوى المحلي: يظهر ان هناك توجيها للراي العام نحو استنكار الوضع و اظهار حالة الامتعاض من الوقائع المرصودة, و اعتبارها حالة هروب جماعي من القهر و الظلم, و انعدام فرص الشغل, و غلاء الاسعار, و انعدام  شروط العيش الكريم و و و هذا من جهة , 

و من جهة اخرى يتم تصوير المملكة المغربية مستباحة الحدود و الشواطئ و لا سلطة لها على مياهها الاقليمية.

و ان عملية عبور بحر الابيض المتوسط نحو اسبانيا مجرد نزهة, و يظهر تصوير فيديو جموع المهاجرين عائلات من الاباء و الامهات و الابناء و بعض الصغار و الرضع ببدلات الانقاد من الغرق و قد اخذ بعضهم وقته لاخذ سلفيات و صور و فيديوهات مع وجود مساحات في هذه القوارب التي يبدو انها تطورت عن سابقتها الخشبية التقليدية كما لا يسمع لها صوت ازيز المحركات التي تدفع القارب نحو ارض الميعاد...

زيادة على اهتمام وسائل الاعلام بهذه الصور, و المشاهد الموثقة بأحدث اجهزة الهواتف الذكية المخصصة لذلك ( مقاومة الماء/ بطاريات بجهد مرتفع/عدسات متطورة/ تصوير عالي الجودة/ ثبات و استقرار الصورة...)

كما ان موقف المملكة المغربية القاضي باغلاق معبر بني انصار الحدودي مع مليلية منذ يوليوز الماضي يطرح اكثر من علامة استفهام ايضا.

اوروبيا ... و على الضفة الاخر قلق و توجس من مغبة استمرار هذه الحشود في التدفق من المغرب في اتجاه اوروبا, و تصريحات من الداخلية الاسبانية بسحب المساعدات المالية من المملكة لعجزها عن منع الهجرة -العلنية- من على اراضيها. و هو تصريح له وزنه و له ما له.

ثانيا توجه قوات مشتركة اسبانية-اوروبية لحراسة الحدود مع سبة و المليلية المحتلتين و هو اجراء غير مسبوق ايضا.

كل هذه الملاحظات تدفعنا للجزم بان هناك خطب ما وراء كل هذه الجلبة.

في تقديرنا كمتتبع للشأن المغربي-الاوروبي لا يسعنا الا أن نشير الى ان هناك لعبة شد الحبل, و لي الاذرع بين المملكة المغربية و الاتحاد الاوروبي, من جهة و بينها و بين اسبانيا من جهة اخرى, الهدف منه الضغط على المغرب للانخراط بقوة في منع تدفق المهاجرين نحوهم.

و التمهيد لسعر المتطلبات التي يحتاجها المغرب تكلفة لذلك و التي قدرتها بعض المصادر و خصوصا الاسبانية ب 60 مليون يورو و قد سبق ان اشرنا الى ان هذا المبلغ لا يستجيب و حجم الصعوبات و التحملات التي يتطلبها هذا الامر.



سعيد لكراين