هدد اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الجارة الغربية الجزائر بالدخول معها في حرب زاعما أنها تستغل الأوضاع الأمنية في ليبيا ومدعيا تجاوز جنود جزائريين الحدود الليبية ولم يستبعد متتبعون وجود يد فرنسية تحرّك حفتر من وراء الستار بهدف ابتزاز الجزائر التي ترفض التدخل الأجنبي في شؤونها وشؤون غيرها..
وأظهر مقطع فيديو نشرته قناة الجزيرة القطرية اللواء حفتر وسط مجموعة من مؤيديه وهو بصدد تهديد الجزائر وتأكيده على إمكانية نقل الحرب في لحظات إلى الحدود الجزائرية مضيفا أن السلطات الجزائرية اعتذرت عن التصرف الفردي للجنود الجزائريين وتوعدت بإنهاء هذه الأزمة في غضون أسبوع واحد.
ووفقا لموقع aljazair1 فإن تصريحات حفتر تشكل تحديا لجهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر بين فرقاء الأزمة الليبية التي طال أمدها حيث سعت الجزائر منذ اندلاع الأزمة في ليبيا إلى بذل جهود لحلها كما استقبلت العاصمة الجزائر وفودا ليبية من جميع الأطراف للوصول إلى حل يرضي الجميع.
ولم يصدر لحد الساعة أي رد فعل رسمي من الجانب الجزائري.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات حفتر ليست غريبة عليه حيث اتهم اللواء الليبي المتقاعد سنة 2014 الجزائر ودولا عربية عدوة بمحاولة السيطرة على ثروات بلاده.
ورأى متتبعون أن اليد الفرنسية قد تكون وراء تطاول حفتر على بلادنا وتجرئه على تهديدها بالحرب وأن الرجل الباحث عن الأضواء والمثير للقلاقل لا يتحرك من تلقاء نفسه مشيرين إلى أن حفتر معروف بعلاقاته مع جهات في فرنسا قد تكون دفعته للتهجم على أشقائه في الجزائر بحثا عن تحقيق أجندة معينة تستوجب الكثير من الحذر في الجزائر..
في المقابل لم يأخذ الجزائريون على محمل الجد تصريحات الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر التي هدد فيها بنقل الحرب إلى الحدود الجزائرية واتهم الجيش الجزائري باستغلال حالة الحرب الراهنة في ليبيا للتوغل في الأراضي الليبية واعتبروا أنها مجرد تصريحات عبثية .
وحسب ما أشار إليه موقع العربي الجديد فقد تفاعل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع التهديدات المزعومة لحفتر معتبرين أنه يجهل حقيقة القوة العسكرية الجزائرية القادرة على تأديبه سياسياً وعسكرياً محذرين من أن يكون حفتر بصدد نقل رسالة سياسية من طرف ما أو محاولة استدراج الجزائر.
وتساءل الناشط السياسي رضوان بن عطاء الله ماذا يريد حفتر من الجزائر؟ مشيراً إلى أنه لعل حفتر أخطأ التقدير بتصريحاته الأخيرة ضد الجزائر واعتقد وهماً أن الجزائر تمر بمرحلة ضعف لظروف داخلية لكنه تناسى أو غفل أن الجزائر لا يستفزها ولا يستدرجها ولا يحركها تصريح فالجزائر موقفها مبدئي وواضح لا تتدخل في شؤون الغير ولا تقبل من الآخر أن يتدخل في شؤونها الداخلية .
بدوره علق الباحث يحيى جعفري على تصريحات حفتر قائلا قوات حفتر هي تشكيل من المجرمين القتلة مؤيد بالفتوى الوهابية والمال الخليجي والسلاح الصهيوني وهو بالفعل تهديد قائم وخطر حقيقي والمعطيات الجيوسياسية في صالحه كخنجر يزداد سمية كل يوم والواجب هو التضييق عليه وخنقه في المهد بالطرق الممكنة كتنظيم وتوجه نشأ على خلفية التأسيس لحالة عداء وانتقام بين بلدين (الجزائر وليبيا) ظلا يحكمهما على مدار التاريخ الجوار الحسن والتعاون المثمر والأخوة الجامعة .
ووصف محمد العابث حفتر بأنه غبي ليبيا الذي يهدد الجزائر وهو الذي لا يملك حتى جيشا ويمكن محوه بأعوان الحماية المدنية معتبرا أن تصريحات حفتر رسالة من أميركا إلى الجزائر والورقة هي الجنوب الجزائري .
وكتب عبد النور ابن الناصر معلقا على تصريحات حفتر هذا اللواء الليبي لم يَرَ طائرات الإمارات والطائرات المصرية تقنبل الشعب الليبي ولم يشاهد الجيش المصري يخترق الحدود الليبية ولم يشاهد التشاديين الذين يجندهم في صفوف قواته ولم يشاهد الطائرات الفرنسية تقصف بنغازي فقط رأى الجزائر التي تحمي حدودها وتنأى بنفسها عن الصراع في ليبيا وعلى الأقل لم تصرح أنها تساند طرفا على آخر بل وتسعى إلى الوفاق بين جميع الأطراف ولم يكن الشعب الليبي عدوا للشعب الجزائري والجزائر يا حفتر لم تطمع في يوم من الأيام في شبر من ليبيا أو دولة أخرى ولم تهدد دولة من دول الجوار ولكنها لا تقبل من مرتزق مثلك يهدد بلد الشهداء .