رُبَّ ضَارَّةٍ نافعةٌ ، فقد طاش عقل أحد عناصر البوليساريو بسبب طمعه في رواتب خدام بوتفليقة وزبانيته الذين يوزعون  ملايير الدولارات  على البوليساريو  يمينا وشمالا  بلا حسيب ولا رقيب ، إلى أن أعمى الله ذات يوم  بصيرة  ذلك العنصر من  البوليساريو  الذي فَضَحَ  المستور  بمقال  مؤلم  لكل جزائري  حُرٍّ ، ومُحْرِجٍ  لشياتة  الجزائر وما أكثرهم ، ومع ذلك  تبقى آلام هذا  المقال أفضل  من البقاء  مخدوعين  في هؤلاء المرتزقة ، وخاصة فئة الشياتة  الجزائريين ،  كنا نظن أن  الراتب الواحد  لعنصر واحد من البوليساريو هو ظلم  في حق شاب جزائري عاطل عن العمل ، فجاءتنا  الطامة الكبرى والفاجعة المؤلمة باعتراف هذا العنصر من البوليساريو  ليعمق الجرح  ويوسع دائرة  استحمار الشعب الجزائري  ويعترف أن الفرد الواحد من البوليساريو  يتقاضى 10  رواتب على الأقل بطرق  النصب والاحتيال التي كشفها  أحد خبثاء  البوليساريو ليضحكوا بذلك  على  مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر ، يكفيهم أنه  وصفهم  بالدجاجة التي تبيض ذهبا فوق رؤوس  البوليساريو  ، وقال ذلك بطريقة  ساخرة  مستفزة !!!!

أولا:  غباء حكام الجزائر  يبيض ذهبا للبوليساريو الذي ضحك أخيرا على سَفَاهَةِ حُكَّامِنَا

ليس من عادتي أنْ أنقلَ مقالاً بكامله  وأبعثَ  به إلى جريدتنا  الغراء " الجزائر تايمز " لكن  وكما تعود  القراء الكرام  مني أنني أحدد  موضوعا  طَرَحَـتْـهُ  صحافة  البوليساريو و أعلق على بعض  فقراته أو أحلل  فكرة  لهم  تفضح  خبثَهم ودناءَتَهم  واحتيالهم  لامتصاص دمائنا ، وعمليات النصب التي  يقومون بها  على  المنظمات الدولية  المُغَفَّلَةِ ، لكن هذه  المرة استفزني مقالٌ كتبه أحد الانفصاليين  يدعى أحمد بادي محمد سالم وهو رئيَس تحرير مجلة البوليساريو المسماة  ( المستقبل الصحراوي ) .. كان  المقالُ بعنوان " شغور المنصب .. الدجاجةُ التي تبيض ذهباً لرجال الدبلوماسية الصحراوية " المنشور في ركن للأحرار فقط  بتاريخ 06 شتنبر 2018  ، ونظرا  لدرجة  الحَنَقِ والغَضَبِ وقمة الاستفزاز العالية  التي  أثارني  به  ذلك  الموضوع  الذي يُعَدُّ  فلتة  لسانية  فضحت البوليساريو بنفسه  ، ونظرا لسخريته  من  غباء حكامنا  وسفاهتهم ،  ونظرا  للتعبير البليغ والدقيق  والمستفز الذي  وصف  به  صاحب المقال مافيا الكوكايين الحاكمة  في الجزائر وهو (  الدجاجة  التي تبيض  ذهبا )  ، ونظرا  للصُّوَرِ  المتلاحقة  التي تسارعت في ذهني  للشياتة  الجزائريين الذين يدافعون  بحماسة عن هؤلاء المرتزقة  وعن  لصوص قصر المرادية  الذين تبنوهم  وصنعوا منهم  مبررا  لسفاهتهم  في  تبدير خيرات الشعب  الجزائري على قضية  خرافية  وهمية  هدفها  هو  أقرب  إلى الكابوس  منه  إلى السراب ، خاصة بعد أن انكشف  موقف هؤلاء المرتزقة من  كل  الأموال الجزائرية التي  ضاعت  من أجلهم  وعليهم داخليا وخارجيا ، حيث  بلغ  بهم  الأمر إلى  درجة  أن يَـشْــــمَتُوا  فينا  في صحافتهم  بل ( يَسْتَقْرِدُونَنَا  ) أي  يجعلوا   منا ( قِـرَدَةً ) يضحكون علينا  بعد أن  أعطاهم  النظام الحاكم في الجزائر  من  دمائنا ولحومنا  الكثير الكثير  طيلة 43  سنة  ولا يزال !!!!!  وكم من مرة  نَـبَّـهْـنَا  حكامنا  المجرمين  بأننا  نحن الشعب الجزائري  أحوج  لكل  سنتيم مما  يدفعونه  لهؤلاء المرتزقة  الذين  غرزوا  جذورهم  في أراضينا  وفي  جلودنا  وعروقنا  وشرعوا في امتصاص دمائنا  حتى  وقفنا  بل تجمدنا  في  مرحلة  التنمية  في درجة  الصفر أي  لم  نتجاوز  مرحلة   1975  العام الذي  تورطنا فيه  في  هذا المستنقع  الموبوء  ولم نتزحزح  عنه  طيلة  43  سنة  ولا زلنا ... لأن أموالنا  سائبة  تَغْرُفُ منها  العصابة الحاكمة علينا  وتعطي منها  للبوليساريو ما  يريد  ... استفزني الغضب الأحمر من هذه الصورة المؤلمة  التي تتلخص في  البيت الشهير:

إِذَا أنتَ  أَكْرَمْتَ  الكريمَ  مَلَكْتَهُ    ******    وإنْ أنتَ أكْرَمْتَ اللَّئِيمَ  تَمَرَّدَا

فكان أول رد فعل مني  هو أن أعمم  بسرعة  ذلك المقال  أولا وقبل كل شيء على صفحات  جريدتنا  الغراء  " الجزائر تايمز "  وقبل كل  تعليق ، لأن المقال  كان يضم بين سطوره  تعابير  استهزائية  وساخرة  واحتقارية  من مافيا  الكوكايين  الحاكمة في الجزائر ومن 40 مليون جزائري مغفل أو مستغفل  ، يسخرون  من  حكامنا  لأنهم   يسرقون من الشعب الجزائري خيراته  و يملأون  بها  جيوب  البوليساريو الذين  يتحايلون علينا  لمضاعفة  العطاء لأن  البوليساريو  استنتج   أن  حكامنا  يريدون  ربح  هذه  ( القضية المسخرة )  بأي ثمن  ، استنتج  البوليساريو  أن  حكامنا  أعمى  الطَّمَعُ  بَصِيرَتَهُمْ  بالإضافة إلى غبائهم   الفطري  الذي  يولد  معهم  ،  فاستغلوا   خزائن  الجزائر  المفتوحة  على مصراعيها  للبوليساريو خاصة  ، وكما يقال  إذا  اختصم اللصوص  ظهر المسروق كاملا  ، اليوم  ها هم  ( مصاصي  دماء الشعب  بموافقة حكام الجزائر )  يختصمون  فيما بينهم على  المسروق  فظهروا  بصفتهم الحقيقية  كلصوص  لا قضية لهم كما يزعمون  ، فهم من  ضمن  اللصوص  الجزائريين  الذين  يتحكمون  في  مصادر  أرزاق الشعب الجزائري ... نحمد الله أن  هؤلاء الانفصاليين الخونة  لوطنهم الأم المغرب ، لا يزيد  الزمان  إلا  في تعريتهم  وإظهار حقيقتهم ، فآخر أخبارهم  أن ما يسمى الدرك  الصحراوي قد  تمرد  على   قادة  الرابوني  بسبب  المطالبة بالمزيد في حقهم من المسروق  من الشعب  الجزائري ، فمزيدا من الانشقاق والتشردم  يا معشر البوليساريو لأن مصيركم هو المزيد من فضح عوراتكم  لأنكم  مجرد  (خضراء الدمن ) ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وخضراءَ الدِّمَن” فقيل: وما خضراء الدِّمَن؟ قال: “المرأة الحسناء في مَنبَت السُّوء” .. صدق رسول الله ... إن  مصير البوليساريو أن  يعرف العالم  كله  حقيقته :  من يكون وكيف صُنِعَ ومن صنعه ولأجل ماذا صنعوه ، فتأكدوا أنه  مصنوع لغاية  فإذا تحققت الغاية دمَّرُوه ، ولعل سلاسل الفشل التي توالت على هذا المخلوق المفتعل والمصنوع ، وسلاسل الهزائم  التي توالت على  دبلوماسية  من صنعه  ومنهم حكام الجزائر ، لعل فشل  هذا المشروع  الانفصالي  ضد الوحدة الترابية لأحد مكونات  المنطقة المغاربية بدولها الخمس ، أعيد وأقول بدولها  الخمس  (05) لا غير [ ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا ]  ، هو الذي  فجر الكيان الانفصالي المصطنع المسمى  البوليساريو ، فشل هذا  المشروع  الانفصالي هو الذي فجر هذا الكيان   من الداخل وشرع في تدمير ذاته بذاته  لأنه  يحمل في بنيته  التركيبية خلية  مسرطنة  ، ولتدقيق  التعبير : الخلية المسرطنة  هي خلية  الانفصال  عن  الأصل ، فها هي هذه الخلية  تتمرد  بدورها ،  ونرجو  أن  يكون التمرد على ذاتها  انجازا  داخاليا  فقط  لا غير حتى  تتناثر  أشلاؤه  وحده في الهواء  ويصبح نسيا منسيا  ، ومن هنا  سيظهر للعالم  بل وقد ظهر  لمفوضية الاتحاد الأورروبي  - على الأقل - أن البوليساريو ليس ممثلا  لساكنة  الساقية الحمراء ووادي الذهب ، ظهر لهم أنه مخلوق لا جذور له ، ومن هنا  صدق في حقهم  الحديث الشرف ، فهم مجرد  (خضراء الدمن )  وخضراء الدمن هي النبتة أو الزهرة التي تنبت في المزابل لا جذور لها  فبمجرد أن  تلمسها  تجدها  وكأنها  موضوعة  فقط على هذه المزبلة ،  والمزبلة -  مع الأسف -  هي  أرض الجزائر التي جعل منها  بوتفليقة  أكبر مزبلة في إفريقيا  بل  جعلها  المزبلة / القارة  وما  أكثر الدلائل على ذلك أولها  بلوغ الجزائر حضيض القحط  الاقتصادي والاجتماعي والتنموي وآخرها  انتشار وباء الكوليرا  وما خفي أعظم  ...

ثانيا : قصة خصام لصوص  البوليساريو  فيما  بينهم :

وقصة  اختصام  لصوص  البوليساريو شَرَحَهَا  كاتب المقال  المدعو أحمد بادي محمد سالم وهو رئيَس تحرير مجلة البوليساريو المسماة  ( المستقبل الصحراوي ) في أن  الفرد الواحد من  الدبلوماسيين الذين يمثلون البوليساريو  في الخارج  ( وهم بالمئات إن لم نقل  بعشرات  المئات )   أصبح هذا الفرد الواحد من البوليساريو الذي له  منصب واحد  في الداخل أو الخارج  يتوالد ويتكاثر بالانقسام  مثل ( الأميـبا  )  أي بوليساريو  واحد  ينقسم  على نفسه  ويصبح  2 بوليساريو ... ثم 2  بوليساريو  يصبحون 04  بوليساريو  ثم  04  يصبحون 08  وهكذا ... وكل هؤلاء  في منصب واحد  حسب  ما هو رسمي  في سجلات  الرابوني ولدى  المافيا الحاكمة في الجزائر ، أي عند إبراهيم  الرخيص وعند  بوتفليقة ، ومن  كان قبلهم  بعشرات السنين من المغفلين  من حكام الجزائر  وشياتيهم  كبارا  وصغارا  الذين  لا يملكون ذرة  من الكرامة  وعزة النفس ويتمادون في طمعهم وغرورهم  وغرقهم في الجهل  والبلادة إلى آذانهم ، السؤال :هل هؤلاء يُعْـتَـبَرُونَ  من الشعب الجزائري ؟ حاشى لله أن يكون هؤلاء من الشعب الجزائري القح والحر الأصيل ، فهذه الحالة  تفضح  شيئا  آخر وهو أن  العدد الذي  يتبجح  به  حكام الجزائر  من البوليساريو في مخيمات  الذل بتندوف قد فضحه هذا المقال ، بمعنى أن  العدد  هناك  مغشوش أي مضخم  حيث يعتبر الفرد الواحد الذي يعيش في مخيمات  العار بتندوف  بمثابة 10 أو 20  وربما  100 شخص من البوليساريو  وهو في الأصل  شخص واحد ... لذلك  ترفض  المافيا الحاكمة  في الجزائر دخول منظات متخصصة في إحصاء اللاجئين  إلى مخيمات تندوف . باختصار شديد  لقد  فضح  هذا المقال تضخيم  عدد دبلوماسيي  البوليساريو في الخارج  لدرجة أنهم أصبحوا  يتخاصمون  فيما بينهم عمن  له حق استغلال  المنصب الدبلوماسي الافتراضي  وراتبه  المضمون  ، ولما أحس بالغبن  كتب هذا المقال وأعطى بنفسه الدلائل على ذلك  وأكبر دليل ارتباط  هذه  الفضيحة بالدجاجة التي تبيض ذهبا  وهي مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر ...

ثالثا : البوليساريو  يفضح  ازدراءه  وسخريته من حكام الجزائر بكل  تلقائية :

اليوم  أصبح  حكام الجزائر  قطعة  قماش قذرة  يمسح  فيها  البوليساريو  أقدامهم الوسخة  بعد أن  اغتنى منهم من اغتنى ولا يزال البعض منهم  يعصر ما بقي من  فتات  في خزينة  مافيا  الكوكايين  الحاكمة في الجزائر .... يقول البوليساريو  للمافيا الحاكمة  في الجزائر حسب المقال المذكور :

1) نحن نعلم أنكم  تسرقون أموال  شعبكم  فلماذا لا نستفيد من سرقاتكم ؟  فأموالكم  ليست لكم  وبما أنها  أموال محكوم عليها  بالضياع  فلماذا  لا نستفيد منها  نحن معشر البوليساريو أيضا ؟  وهي أموال ضائعة ضائعة  و نحن لا يهمنا  مصير الشعب الجزائري  المغفل ... وهكذا كان للبوليساريو  ما أراد  طيلة 43  سنة .

2) إن الشياتة الجزائريين الذين دافعوا ولا يزالون يدافعون عن البوليساريو  تحت شعار " مبادئ الثورة الجزائرية " التي منها  النضال من أجل تحرير شعوب العالم من الاستعمار أما الشعب الجزائري  فليذهب  إلى الجحيم ، أقول إن هؤلاء الشياتة  الجزائريين حينما يقبلون  سخرية البوليساريو والضحك على الجميع  ( رئيسا وحكومة وشعبا )  باعتبارهم  أغبياء يبيضون  ذهبا  في  سلة البوليساريو ، حينما يقبلون ذلك من البوليساريو  ويستمرون في  دعمه  فإنهم  خونة  للوطن الجزائر  وللشعب ، وبالتأكيد  هؤلاء  ليسوا  جزائريين  بل هم حفدة  الجنرال دوغول ، لأنه هو الذي وضع  مخطط  تدمير الجزائر وشعب الجزائر حتى بعد رحيله ، ولا شك أنه يسخر من الجزائريين وهو في قبره  راضٍ  عما  تفعله  المافيا الحاكمة في الجزائر بالشعب الجزائري .

3) لعل البوليساريو  تأكد من  ظهور مؤشرات  ( سن اليأس )  البادية  على  الدجاجة التي كانت تبيض ذهبا ، وعليه  أن يقوم الآن وبسرعة  ليجد  مخرجا  لوجوده  المهدد بالانقراض حتما ، لأن المهمة التي صنعوه من أجلها  بدأت تظهر معالم  انتهاء مدة صلاحيتها  .

4)  لقد بدأت  معالم  انقراض  البوليساريو  أولا  مع  ما تعيشه  الدجاجة  ( التي كانت تبيض لهم ذهبا  ) ، فيما تعيشه  هذه الدجاجة  من  مآسي وكوارث سياسية واقتصادية  واجتماعية ، ومع  فرار  معظم دول إفريقيا  منهم  وكأنهم  بعير أجرب  ( 40 دولة  إفريقية  تنكرت لهم من أصل 55 ) ، ومع إصرار مفوضية الاتحاد الأوروبي على  المزيد من النبش  في  جذور خرافة البوليساريو المفبركة من خيال وحوادث  سبعينات القرن الماضي ، فترة  الحرب الباردة التي استغلها  الجنرال فرانكو والقذافي وبومدين لاستمالة  المرضى بوباء الشيوعية والاشتراكية  من الذين سقطوا في شباك  ليبيا  القذافي وجزائر بومدين  ولم  يستفد من هذه الدول  لا  الشعب الجزائري ولا الشعب الليبي ،  لقد  استفادت هذه الدول  وحدها من  البترودولار  الليبي الجزائري أما الشعبان اللليبي والجزائري فقد  عاشا  ولا زالا  يعيشان معيشة  البادية  في القرن  18 ... أما  الخرافة  التي  بنيت  عليها  البوليساريو فقد أصبحت اليوم خردة  في مزبلة التاريخ  تحاول مفوضية الاتحاد الأوروبي أن تقف على  خيوطها  وبدأت أولا  بتهميش بل إقصاء البوليساريو  وسحب  اعترافها  بكونه  الممثل الوحيد  لساكنة  إقليمي الساقية الحمراء ووادي  الذهب ، فهل سيبقى  الاتحاد الأوروبي  دجاجة  أخرى  تبيض ذهبا  على رؤوس  البوليساريو حتى ولو  تأكدوا من أن  البوليساريو  كان مجرد ( وهم )  أو ( فزاعة ) ؟

5)  لقد تأكد العالم أن النظام الجزائري  الحاكم  في أرض الجزائر  هو نظام بلا  شعب ، وكان  شعبه الوحيد -  حتى هذه الساعة - هم شردمة من المرتزقة  تسمى البوليساريو ، لكن اليوم  والبوليساريو  يفضح  لعبة  الدجاجة التي  كانت تبيض  لهم ذهبا  وهي  مافيا  الكوكايين الحاكمة في أرض الجزائر ، كيف سيكون رد  فعل  النظام  الجزائري وقد  ضحك عليهم  كيانٌ  صنعوه  بأيديهم ؟

عود على بدء :

يتحدثون عن الوحدة الوطنية  الجزائرية ، وقد أصبح العالم كله ، يعرف جيدا ، و يعلم علم  اليقين  أن كل مدينة  في الجزائر أصبحت  عبارة عن  جزيرة  محاصرة  ومعزولة عن باقي  المدن  الجزائرية  الأخرى ، وخير مثال مدينة  قسنطينة  التي لم  تعد مدينة  لها علاقة بباقي  التراب الجزائري ، مدينة قسنطينة في شرق الجزائر أصبحت ممنوعة  على أي جزائري أن  يزورها  ، لقد  أصبحت  قسنطينة مدينة مُحَاصرة  وسكانها  مبهورون  أمام  هذا الحصار الأمني المضروب عليهم   ضد  دخول أي  جزائري من أهاليهم  لا يقطن بقسنطينة ، نعم  ممنوعة عن الجزائريين  وليس على الأجانب ،  وحتى حينما   اكتشفت  السلطات  في قسنطينة أن جزائريين  جاءوا  زائرين  لقسنطينة  وهم  يقطنون في فنادقها  تحركت قوات الأمن بسرعة  وأخرجوهم من  الفنادق بالقوة   ورافقوهم  إلى  خارج مدينة  قسنطينة  بالقوة ، إذن  يحق لنا أن نتسأل : ماذا يجري  في قسنطينة ؟ هل طالب سكان قسنطينة بالانفصال عن الدولة الجزائرية ؟ هل قامت في قسنطينة  انتفاضة  ولا أحد  من سكانها يعلم بذلك  ؟  سكان  قسنطينة  ينكرون  أن في قسنطينة  أي انتفاضة بل الأمور عادية ، لكنهم  لا  يعرفون  لماذا  حوصروا  وهم  أولى  بمعرفة  ما يجري في  حق ساكنة  قسنطينة ...ساكنة قسنطينة  يستنكرون  عزلهم  عن باقي الوطن أليسوا  في دولة  ديمقراطية  والمواطن الجزائري  له حق التنقل في  وطنه  من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه .... وهذه إحدى أغرب  الحكايات  التي  يمكن أن يرويها  الشعب الجزائري  عن حالة الاستثناء التي  تعيشها الجزائر  طيلة  56  سنة  وما تزال ... 

وأخيرا  ظهر السبب فلا  تستغربوا :  لقد تأكد  مؤخرا  أن  مدينة قسنطينة هي تحت الاحتلال ، نعم  تحت الاحتلال ...مدينة قسنطينة تحت احتلال  الحزب الوحيد  المسمى جبهة التحرير الوطني  ( الآفة الآن ) وقد حاولت  سلطات قسنطينة  أن تُطَهِّرَ  مدينتها  من  بعض العناصر الجزائرية  التي زارت  قسنطينة  وهي مضادة  للآفة الآن ، فقامت سلطات  قسنطينة  بحصار هذه العناصر لتخليص البلاد من  كل شيء يمس قداسة  ( الآفة الآن )  المبجلة ، بل حتى بعض السياح الجزائريين الذين تم العثور عليهم في  فنادق المدينة وليس لهم أية علاقة  بالسياسة  قد تم طردهم  بالقوة من المدينة  حتى  تتأكد سلطات ( الآفة الآن )  عفوا  سلطات  قسنطينة من عدم تسلل أي عنصر مضاد ( للآفة الآن ) إلى مدينة قسنطينة  المحتلة ... ألم نقل لكم في مقال سابق عنوانه " تربيةُ الحزب الوحيد تُعْطِي شعْباً سِلْبِياً مُصَاباً بالقحط الفكري والسياسي ولن يُنْتِجَ نُخَباً سياسيةً أبداً " ؟؟؟... فحصار قسنطينة من طرف السلطات  دليل على القحط  الفكري والسياسي الذي تغلغل في مسام  سلطات  كل  المدن  الجزائرية ...

لقد حاول بعض الجزائريين  من غير سكان مدينة قسنطينة  ومن الذين أصبحوا غير مقتنعين  بأسطوانات  ( الآفة الآن )  قاموا بزيارة  مدينة من مدن وطنهم ( القارة  الجزائرية ) وهي مدينة  قسنطينة  لفتح حوار  مع سكانها  فاكتشفوا ما هو أفظع من  القحط السياسي المنتشر في عموم الجزائر والذي جاءوا من أجل  فتح حوار بخصوصه  مع ساكنة  قسنطينة ، فاكتشفوا  أن بلادهم  مستعمرة من طرف  قوة  أعطت لنفسها  حق احتلال  البلاد بكاملها دون  استشارة  الشعب ، اكتشفوا  أن ( الآفة الآن )  ليست  حزبا سياسيا  من ضمن الأحزاب السياسية المنشترة  كالفِطْرِ  في الجزائر ، بل اكتشفوا أن هذا الحزب أصبح  له  جيش وقوات أمنية  ورجال الدرك يحاصرون  المدن باسمه  وعلانية  ومن  لم  يعجبه  الحال  فليشرب  مياه البحر ، فمدينة قسنطينة هي مِلِكٌ  لحزب ( الآفة الآن ) لذلك فقد هبت جميع القوات لحماية ما تملك ...

يبدو أن أيام الدجاجة  التي  كانت تبيض ذهبا  على البوليساريو  قد بدأت  تكثر أخطاؤها  بل  بدأت تكثر زَلَّاتُهَا ، نعلم جميعا أن الجزائر محكومة  بالحزب الوحيد  المعلوم ، لكن أن  تظهر محاولة  فرض  هذا الحزب الوحيد بالقوة  العمومية  الجزائرية التي هي مسؤولة عن حماية كل فرد من  أفراد الشعب الجزائري بدون تمييز أو استثناء ،إنَّ  فَرْضَ هذا الحزب بالقوة  العمومية  له دلالات  خطيرة جدا جدا ، ولعل هذه الدجاجة  التي كانت تبيض ذهبا أصبحت  تبيض  قنابل موقوتة إن لم نقل  قنابل نووية  سيتساءل الشعب كله عن أي قانون  يسمح  للحزب الوحيد  المسمى جبهة التحرير الوطني أن يحتل  شبرا من  الوطن  بالقوة  العمومية  ؟

فإلى أي  ظلام  مجهول  ذاهبة  إليه  أيتها  الجزائر  المهضوم  شعبها  في كل  حقوقه ، حتى  في بيته الصغير ....أعطيتم المال الكثير لأوباش  يشمتوننا  اليوم  وينعتونكم  بالدجاجة التي كانت  تبيض عليهم  ذهبا ...فلو  مَتَّعْتُمُونَنَا  أنتم  بحقوقنا  السياسية والاقتصادية والاجتماعية  التي هي حق من حقوقنا  لما غزا  الرعب  والخوف  المُمِيتُ  قلوبَكم  من  مجرد أفراد منا  يتحركون  في وطنهم ... بئس الحالة  أن  يسكن الرعب قلوب  حكام  يخافون من  تحركات  أفراد  عزل من  شعبهم  بين  مدن  وطنهم !!!!

لكن رب ضارة نافعة .....

 

سمير كرم  خاص للجزائر تايمز