أعرف جيدا أن الشياتة الجزائريين لا يقرأون ما يكتبه  بعض الانفصاليين من البوليساريو الذين  ينتقدون  قيادة البوليساريو  بالدلائل  والحجج  ، سبب ذلك أن هذه الانتقادات هي موجهة بصفة  غير مباشرة إلى  المغفلين الأغبياء من  حكام الجزائر  والشياتين  الجزائريين والجهات  البليدة التي  تمنح  المال للبوليساريو ليبقى هذا الهيكل  العظمي واقفا  كفزاعة  الحقول .

إليكم  مقال البوليساريو  الذي ينتقد فيه  أين تضيع  أموال الشعب الجزائري  وهو منشور في الجريدة الالكترونية  الانفصالية " المستقبل الصحراوي " يوم 05 /9/ 2018 :

العنوان : شغور المنصب .. الدجاجة التي تبيض ذهباً لرجال الدبلوماسية الصحراوية

الشغور في الديبلوماسية الصحراوية .الفانوس السحري الذي يمنح صاحبه مستودعا لاموال جمعيات التضامن وادارة اكراميات الفيزات للطامعين والاقارب

قبل ايام حضر الرئيس الصحراوي مراسيم ترسيم الرئيس الزمبابوي الجديد في ظل غياب الرجل الاول في السفارة الصحراوية بهذا البلد الافريقي الأكثر تضامنا مع القضية منذ عهد موغابي وحتى خليفته الحالي ، ورغم تعيينه لايزال السفير الصحراوي في هذا البلد غير راضيا عن التغيير الذي شمله ولامنضبطا لثقافة الدولة التي تفرض على الموظف الرضي بأي منصب يوجه له ، الغريب انه وفي ذات الوفد الذي رافق الرئيس يوجد دبلوماسي آخر عين حديثا مستشارا بالرئاسة مكلفا بالاتحاد الافريقي وهو الذي لايزال يشغل وظيفيا منصب الممثل الاول في اقليم استورياس الاسباني ، حالة الرجلين ليست نشازا اذ تتعدد حالات الشغور والغيابات الطويلة في مكاتب وتمثيلات الجبهة بمختلف دول العالم حتى صارت هذه الحالة وكأنها موضة .

بعد سنوات من “لفقايع” يقوم النظام بترضية الممثل الذي احس بالغبن ، يعود الرجل الى الواجهة بعد أن سئم “الكراج” ، يشرع في ترتيب اوراقه للسفر وبعد اسبوع يعود الى داره في تندوف او إبله في البادية او عائلته في الباسك ليواصل حياة الإستفراغ التي ادمن ، اضافة الى لقاء الرفقة والاقران الذين يصعب عليه هجران احاديثهم و”اسواقتهم” وغزواتهم مع النساء ، يغيب الرجل عن مكتبه اشهرا وربما وسنوات حتى اذا اقبل موسم عطل السلام عاد وفي يده الفانوس السحري فيزات الجولة واموال الجميعات المشرفة على البرنامج .

رغم حالات الشغور الكثيرة إلا ان الوزارة الوصية على القطاع عادة ماتركز في الحلول على التمثيليات التي تجد أن اصحابها ليسوا ممن يمكنهم إحداث الضجيج الكثير و”الصكة” وبالمحصلة لايكون له في “فريك “القبيلة “اخوت” وبالتالي يسهل تقديمه ككبش فداء يقدم للراي العام الغاضب حتى يدرك الجمهور ان عصا الوزارة منصفة .

حالات اخرى من الشغور تتم بطريقة اذكى حيث يغيب الرجل الاول ويحضر ظله ، والظل هنا قد يكون قريب له مهاجر في البلدة التي عين فيها الممثل او شبكة علاقات مصلحية مع رؤوساء جمعيات التضامن تقوم على توزيع الريع ، وفي هذه الحالة يكون العمل وفق قاعدة لكم الاموال ولي حق تصريفها في المخيمات عبر مشاريع اختار انا المستفيدين منها ، تصوروا ان ديبلوماسيا يحول تؤامات الى ابن عمه مسؤول دائرة و مشاريع هذه التؤامات تدور معه حيث يدور ، وآخر يوزع مشاريع دعم الفئات الهشة التي تقوم بها بعض الجمعيات خاصة من ايطاليا ، أو مايعرف ببرنامج “التبني عن بعد ” تحول الى دائرة معينة لان اغلب سكانها من بني العمومة بل ويسمى المشروع على الزوجة او احد الابناء ، على هكذا اتفاق تتم الصفقة ، يحق للمثل الصحراوي الغياب طويلا في شانه الخاص بالمخيم ويترك لرؤوساء الجمعيات حق التحدث باسم الشعب الصحراوي بالنيابة عن الدبلوماسي الغائب .

بعد سبات الخريف والشتاء وحين يمر الربيع والعيد الكبير ، يأتي الصيف محملا بالآماني والإكراميات حيث الفيزات ملك حصري للممثل الذي يستيقظ مع أول درجات الحرارة ويحمل القضية ببروغندا فيسبوكية كثيرة ، فمع كل صيف يسخر الممثل ابواقا من الشباب لنقل نشاطاته الصيفية مع صور للاطفال ونقل يومياتهم على الشواطيء في تغطية تكاد تشبه تغطية خدمة الجزيرة مباشر ، ظاهرها خدمة القضية وباطنها خدمة الرجل الذي ينتظره تقييم ندوة الخارجية السنوية ، مع الصيف تصبح المواقع الالكترونية مستقلة ورسمية منابر حية يكتشف خلالها القاريء نشاط الممثل الذي ينام طويلا ويستيقظ اخيرا بفضل فريق من الاعلاميين المهرة مهمتهم تجميل صورة الرجل النائم خريفا وشتاءا وكذا كوكبة من المشرفين الذين يسافرون كل صيف رفقة افواج الممثل صاحب الفانوس السحري حتى اضحى لكل ممثل مشرفيه وفريقه الاعلامي والمؤلفة قلوبهم من نشطاء الفيسبوك .

واقع “السيبة” الذي تعيشه الديبلوماسية الصحراوية لايزال بعيدا عن انظار الرئيس الذي يجد ان الجيش اولوية الاولويات ، تاركا الحبل على الجرار للوبيات الفساد التي تتقاسم الديبلوماسية مثنى وثلاث ورباع ، لكل منهم فريق عمل وشبكة من العلاقات مع الاجانب الذين لايتعاملون الا مع من يأتي من قبله على شاكلة الحمام الزاجل ، وهنا تغيب الدولة وتحضر العلاقة الشخصية بعيدا عن انظار الشارع الصحراوي ، وفي حالة مس الممثل تحويل او تغيير يصرخ ويستنجد باصدقائه الاجانب ، فيتم توقيف اي عمل مع الوافد الجديد الذي مهما كان طموحه سيجد العراقيل من كل جانب وتلك هي حالة الشباب الذي عين في التغييرات الماضية .

لسنوات طويلة ركب الكثير من الديبلوماسيين ظهر الدولة لمنافعه الشخصية ، وخلف قناع مساعدة القبيلة والضعفاء صنع لنفسه عروق في الارض يصعب اجتثاثها مع الاجانب ، وضع منحه الحق دوما في التمرد الاخلاقي على المجتمع وعدم الانضباط الوظيفي مع مؤوسسته الرئيسية ، وبالمحصلة نشأ جيل من الديبلوماسيين غير المنضبظين وهم في سن الاحداث فكيف نريدهم أن ينضبطوا وهم في ارذل العمر.
إَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ. وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ.

أحمد بادي محمد سالم / رئيس التحرير.

انتهى مقال البوليساريو الذي يصفع شياتة الجزائر صغارا وكبارا  ليعرفوا أين  ضاعت أموالهم طيلة 43  سنة  ليتولد بعدها  في الجزائر القحط   الاقتصادي والفكري ( أي التعليمي  الدراسي ، والسياسي والصحي )  والعدل والأمان ....

بدون تعليق ، فمتى ينهض الشعب الجزائري ليقول : كفى .. كفى  لسنا  أغبياء لهذه الدرجة !!!!!

سمير كرم  خاص للجزائر تايمز