يصف كتاب جديد للصحفي الأميركي الشهير بوب وودورد، البيت الأبيض في ظل رئاسة دونالد ترامب بأنه غارق في "انهيار عصبي" دائم، حيث يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على زعيم يمكن أن يتسبب جنون الارتياب لديه وغضبه بشل العمل لأيام.

والكتاب الذي حصلت صحيفة واشنطن بوست على نسخة منه قبل صدوره بشكل رسمي يذكر أن ترامب يمارس ضغوطا بشكل هستيري على موظفيه لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى ولا يترك أمامهم سوى خيار تجاهل أوامره.

وفي حادثة يوردها الكتاب، يشير وودورد إلى أن ترامب سأل مستشاره للأمن القومي في 19 يناير/كانون الثاني عن سبب احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري مكلف في شبه الجزيرة الكورية وشعر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بضرورة أن يبلغه بأننا "نفعل ذلك من أجل منع حرب عالمية ثالثة".

وبعد الاجتماع، قال ماتيس لرفاقه بحسب الكتاب أن درجة الفهم لدى ترامب موازية "لتلميذ في الصف الخامس أو السادس"، أي طفل في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره.

ويكشف الكتاب المنتظر لوودورد "خوف، ترامب في البيت الأبيض" تجاهل مساعدي الرئيس لأوامره بشكل دوري أو سعيهم إلى منع إصدارها.

ويعطي مثالا على ذلك غاري كوهن الذي كان كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض وذهب بعيدا العام الماضي إلى درجة سحب أمر رئاسي عن مكتب الرئيس كان في حال توقيعه سيلغي الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وفي ابريل/نيسان عام 2017 بعد الهجوم المفترض للرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة الكيميائية ضد مدنيين، كتب وودورد أن ترامب طلب من ماتيس قتل الأسد.

وقال ترامب لوزير الدفاع "فلنقتله، لنذهب إلى هناك ونقتل الكثير منهم".

ووافق ماتيس على التصرف، لكن بعد أن وضع سماعة الهاتف قال لأحد مساعديه أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات "مدروسة أكثر" ضد سوريا، كانت على شكل غارات جوية عقابية.

وودورد الذي لا يذكر مصادره بالاسم لكن يبدو أن لديه علاقات مع العديد من العاملين داخل البيت الأبيض يقول إن بعض وزراء ترامب ومسؤوليه الكبار يكنون ازدراء عميقا للرئيس.

ويذكر أن كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي قال لزملاء إنه يعتبر ترامب مثابة "معتوه" و"أحمق".

وأضاف كيلي "من غير المجدي محاولة إقناعه بأي شيء. لقد انحرف عن السكة. نحن في عالم مجنون".

كما قال "لا اعرف حتى لماذا نحن هنا. إنها أسوأ وظيفة تقلدتها".

ووفق صحافيين، يعيش البيت الأبيض منذ أسابيع في حالة ترقب مع اقتراب موعد صدور الكتاب بشكل رسمي في 11 سبتمبر/أيلول.

ومؤلف الكتاب الذي اشتهر بعد كشفه مع كارل برنستين فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون، نشر سابقا كتبا قوية ومحرجة عن الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما.