كان البوليساريو  يملأ الدنيا  صراخا بكونه  الممثل الشرعي الوحيد  لساكنة  الصحراء  المغربية ، وهو كذب  صُرَاحٌ  ... هذه مجرد ترهات  لا قيمة لها ، وليس هناك أي سند قانوني دولي تعتمد عليه البوليساريو  بكونها حقا وحقيقة هي الممثل الوحيد لساكنة الساقية الحمراء ووادي الذهب المغربية وإلا من يعيش  في الصحراء المغربية  منذ 1975 ؟ لكن ما هي قصة نشر أكذوبة البوليساريو الممثل الوحيد  لساكنة  الصحراء المغربية ؟

هناك مؤامرة  مفضوحة نسجها  المقبور القذافي والمافيا الحاكمة  في الجزائر والفاشيست من العسكر الإسباني وعلى رأسهم الجنرال فرانكو ، نسج  المذكورون أعلاه مؤامرة  حبكوا  خيوطها   ليسقط فيها كثير من أغبياء  رؤساء دول إفريقيا  وبعض دول الموز في أمريكا اللاتينية بالإضافة لبعض الدول التي لم يعترف بها المغرب طيلة  وجوده قط مثل كوبا وكوريا الشمالية والفيتنام على سبيل المثال .

أولا : قصة البوليساريو مع الفاشيست الإسبان : لم يستسغ الفاشيست من عسكر الإسبان المَقْلَبَ الذي كان مفاجأة لهم وهي المسيرة الخضراء التي طردهم بها المغرب من الصحراء أواخر عام 1975 . وبعد موت الجنرال فرانكو وطيلة ست سنوات بعد خروجهم من الصحراء لم ينسى الفاشيست الإسباني ذلك المقلب ،لأنهم لم  يستسيغوا الطريقة التي رضخت بها إسبانيا - في ذلك الوقت - كدولة أخرجها المغرب من مستعمرتها الصحراوية ، وبعد ست سنوات قاموا بمحاولة انقلاب عسكري على الملك خوان كارلوس في 23 فبراير عام 1981 وكان من الدول التي أيدت ذلك الانقلاب الفاشل هي الجزائر وليبيا القذافي ، لذلك فلا يزال الفاشيست الإسباني لحد الساعة ( ونحن في 2018 ) يعطف عطفا شديدا على أبنائهم من البوليساريو ولا يزالون على عهد الجنرال فرانكو في عدائهم للمغرب لأنه نزع منهم الصحراء المغربية ، ولا يزالون ، رغم ما نسمع من ديمقراطية في إسبانيا ،فإن موقفهم من قضية الصحراء عندهم مثله مثل موقف  حفدة  الجنرال دوغول من الحركي الحاكمين في الجزائر ، لقد مات دوغول لكنه ترك  من ينوب عنه  في تنفيذ  مخطط  تأبيد التخلف في الجزائر وقد  حقق أهدافه ، ألا تعيش الجزائر اليوم أسوأ  أيامها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ...

وبخصوص  الصحراء فإن الفاشستيين المنتشر بين عسكر  الإسبان  وكذلك  بين الشعب الإسباني لا يزالون  يعتبرون أن الحسن الثاني قد لعب بهم وضحك على ذقونهم  ، وأن كل مغربي  أصله من  الصحراء المغربية يرفض أن يكون مغربيا  ويفضل أن يكون  من البوليساريو فإن إسبانيا ترضى به وبالاسم الذي اختاره الانفصاليون لأنفسهم ألا وهو " البوليساريو " ، إذن السؤال هو : هل يكفي أن تلتقي مصالح الفاشيست الإسبان الاستعمارية التوسعية مع مصالح  المغاربة الانفصاليين  لكي تكون " جبهة البوليساريو " هي الممثل الوحيد لجميع ساكنة الصحراء المغربية ؟  فهذا  حمق وجنون ...ومن يعيش في الصحراء المغربية  منذ 1975 عيشة الرفاهية بل منهم من أصبح من أغنياء إفريقيا إن لم نقل من أغنياء العالم ؟

ثانيا : قصة البوليساريو مع المقبور القذافي : في المحاولة الانقلابية الأولى  ضد المرحوم الحسن الثاني يوم 10 يوليوز 1971 أذاعت ونشرت كل الإذاعات الليبية وقنواتها بل وصحفها الورقية التي انتشرت في العالم صبيحة اليوم الموالي لمحاولة الانقلاب الفاشلة والتي كانت تحمل التهاني والتبريكات للشعب المغربي الذي خلصه الجيش المغربي البطل من الطاغية الحسن الثاني رغم أن المحاولة الانقلابية فشلت بعد حوالي أربع ساعات من قيامها  في نفس يوم 10 يوليوز 1971 ومع ذلك لم يتدارك الإعلام الليبي ( وقيل كذلك الإعلام المصري هو أيضا  قد نشر صباح  يوم 11 يوليوز خبر الانقلاب الناجح  في المغرب )  لم يتداركوا نشر حقيقة  فشل الانقلاب بعد أربع  ساعات من قيامه ، طبعا كان القذافي يكره  كل الملكيات العربية لكنه كان يحب كثيرا  ملكيات أذغال إفريقيا لأنها  بايعته  أميرا  عليها وعلقت على صدره  كل جلود  الحيوانات  المفترسة  المقدسة في طَوْطَمِهَا  التعبدي  الخرافي .. ولما ظهرت قضية الصحراء انقض عليها  القذافي بيديه وأسنانه مشاركا الفاشيست الإسبان وكذلك الفاشيست من عسكر الجزائر .. طبعا عدو عدوي  صديقي وهكذا  تدفقت الأموال الطائلة من ليبيا  ومن الجزائرعلى الانفصاليين المغاربة ولا يهم  القذافي تسميتهم ، فسواءا سموا نفسهم " جبهة تحرير المغرب " أو " حركة استقلال صحاري العالم "  فهو مع شردمة مخيمات تندوف  وهم الذين – في نظره  يمثلون ساكنة الساقية الحمراء ووادي الذهب حتى ولو كانوا بضعة عشرات وكان  ساكنة  الساقية والوادي عشرات الملايين لأنه بالنسبة إليه  قد حصل على منفذ  ضد عدوه  الكريه المرحوم الحسن الثاني ، وكم أغذق المقبور القذافي على الانفصاليين من المال والسلاح ، وقد كان المغرب ينشر صور تلك الأسلحة والذخائر والتي  كانت تحمل اسم  الجماهيرية  العربية الليبية مند مارس 1977 ...

ثالثا : أما قصة كابرانات فرانسا الحاكمين على الجزائريين مع البوليساريو فهي معروفة : كانت عداوة حكام الجزائر مع المغرب متأصلة ومتجذرة لدرجة  يقال معها أن هناك " قَـسَـمٌ " اسمه  قَسَمُ العداوة الأبدية للمغرب ، أي أن كل جزائري  بلغ  منصبا حساسا  في الدولة الجزائرية ، أي المناصب التي  تتطلب أداء قسم أمام  الرئيس ، يقال أنه يتضمن  الحَلِفَ بالأيمان المغلظة أن يحافظ على عداوته  العميقة  لدولة المغرب الرسمية  وملك المغرب وأن يستغل كل فرصة للدفاع عن مبررات هذه العداوة الراسخة حتى ولو كانت مجرد أكاذيب وتخاريف ( مثل أكذوبة  عبد القادر مساهل التي قال فيها بأن الطائرات المغربية  التي لا تحمل ركابا من البشر بل تحمل القناطير المقنطرة من الحشيش  توزعه على المطارات العالمية ، طبعا إنه يدافع  عن وطنه ولو  بالأكاذيب ) لكن الله كشف  حكام الجزائر ذات يوم  حقا وحقيقة  تناقلتها  كل وسائل الإعلام العالمية بالصوت والصورة وهم يهربون القناطير المقنطرة من الكوكايين  داخل اللحوم التي يستوردونها ، وبعدها أصبح العالم  يسمونهم بحكام الكوكايين ..

 لم تبدأ قصة هؤلاء مع الانفصاليين المغاربة بحملهم في الشاحنات العسكرية وتهريبهم إلى تندوف ، بل بدأت قبل ذلك  بتوفير أماكن الاجتماعات في الجزائر واللقاءات للتخطيط  للهجمات الإرهابية على الجيش المغربي والموريتاني ، ولما  جاءت التسمية  لم يفكر الحلوف الجزائري  الجاثم على صدر الشعب الجزائري في تسمية  هؤلاء الانفصاليين لكنهم  فتحوا لهم  خزائنهم  ليغرفوا منها ما يشاءون إلى أن خربت  دولة الجزائر خرابا  أصبح فيه الانفصاليون  يغتنون ويهربون  من الجزائر إلى موريتانيا أو إلى جزر كاناريا  لأن  الجزائر  فرغت خزائنها وأصبحت عبارة عن مزبلة  تنتج  الميكروبات والفيروسات  الفتاكة  مثل جراثيم  الكوليرا  وغيرها ،  لقد فرغت  خزينة  الدولة الجزائرية  فعلا ، فكيف تتحمل هذه الخزينة  سرقات لصوص النظام  الحاكم عسكر ومدنيين + شياتي النظام + المتسولين من حكام إفريقيا + المصاريف التي تضمن بقاء الهيكل العظمي المنخور لهؤلاء الانفصاليين الخ الخ الخ ..) ..

لقد اكتسب  اسم البوليساريو  انتشاره  من الأموال الطائلة التي  تدفقت عليه من  الجزائر الدولة وقبلها  ليبيا القذافي ، وانتشر مع هذا الاسم أي البوليساريو ما يسمى  ظلما وعدوانا " الممثل الوحيد  لساكنة  الصحراء المغربية "... وهو كذب ردده  الذين تقاضوا  أجورا على ذلك  وخاصة من دول إفريقيا  التي لم يبق اليوم مع  حكام الجزائر رسميا سوى ( 15 ) دولة  وهذه حقيقة أخرى  تمزق أكباد  قادة  هذه الجماعة الارتزاقية ،15 دولة من أصل  55 دولة من إفريقيا فقط هي التي لا تزال تعتبر هؤلاء الانفصاليين  يمثلون ساكنة  الساقية ووالودي   كذبا  وزورا  وبهتانا  .....

رابعا : فمن أين جاء البوليساريو بكونه هو الممثل الوحيد لساكنة الساقية والوادي:  لم يكن البوليساريو في يوم من الأيام  طيلة 43  سنة ممثلا وحيدا لساكنة الساقية الحمراء ووادي الذهب ، فكل ما في الأمر أنه  صَنَعَ هذه الأكذوبة  مثل ما صُنِعَتْ دويلته  بالأكاذيب  والنصب والاحتيال على بعض رؤساء الدول المغفلين بقوة المال الجزائري ووسائل الصرف الصحي للإعلام الجزائري وعلى حساب تنمية الشعب الجزائري الذي أفلست بلاده وظهرت فيه أمراض الدول المغرقة في التخلف بسبب  تهور كابرانات فرانسا الحاكمين والجاثمين على صدور الشعب الجزائري ، ليس هناك أية وثيقة رسمية دولية باستثناء ما تتضمنه وثائق نقابة رؤساء إفريقيا التي كانت تسمى منظمة الوحدة الإفريقية  التي كانت في مِلْكِ القذافي وجنوب إفريقيا والجزائر أما بقية الدول فأكثرها  عبيد للمال الليبي والجزائري ، فمن تلقى راتبه السنوي  فهو من أصدقائهم ومن لم يتلقى راتبه منها  فهو من أعدائها ، إلى أن حولها القذافي رسميا  مؤسسة تابعة للجماهيرية الليبية وسماها " الاتحاد الإفريقي " ... ومات القذافي وبقي يتامى القذافي وراءه  في حيص بيص فلا هم  من المغضوب عليهم ولا هم من الضالين ، ولما تفشى الفساد  في منظمة " الاتحاد الإفريقي " وتأكد المغرب أن نفوذ حكام الجزائر وجنوب إفريقيا قد مات بين دواليب " الاتحاد الإفريقي " عاد المغرب إلى مقعده  في هذه  المنظمة القارية مرفوع الرأس ، لكن المغرب عاد وفي نيته أن يشطب اسم  الدويلة الوهمية من لائحة أسماء الدول الإفريقية في هذه المنظمة  المنخورة  بالفساد  العام ، وعلى رأس هذا الفساد أنها  وحدها  دون غيرها  التي تقول في وثائقها  زورا  وبهتانا  بأن البوليساريو هو الممثل الوحيد لساكنة الصحراء المغربية ، ومن هنا  سيدخل المغرب  لنسف  وتفجير هذا المصطلح / الأكذوبة ...

خامسا : وماذا جاء على لسان البوليساريو نفسه في هذا الباب : لقد بدأت روائح  التشطيب على مصطلح  " الممثل الوحيد لساكنة الصحراء المغربية "  تفوح في الأفق  الدولي ، وقد  شعر بهذه الهزة  المدمرة  قادة البوليساريو أنفسهم ...وإنني اخترتُ أن أبدأ بما  جاءت به  تخمينات واستشرافات البوليساريو أنفسهم لهذا  التهديد المدمر والخطير على وجودهم  في القريب العاجل ، أي لم يعودوا  ممثلين  وحدهم  لساكنة الصحراء المغربية ، وجاء ذلك في وثائق لمنظمة الاتحاد الأوروبي ، ففي صباح يوم  29  غشت 2018  بدأت مفاصيل البوليساريو  تَصْطَكُّ  وتهتز ، وانهارت أعصابه عندما  قرأت  جُمَلاً  صريحة وواضحة  لا تعترف بهم  كممثلين وحدهم  لساكنة الصحراء المغربية ، أي حسب وثائق منظمة الاتحاد الأوروبي – من الآن -  قد تم  التشطيب النهائي على العبارة  الجوفاء الظالمة  والتي تتبجح بها البوليساريو وهي أن "  البوليساريو هو الممثل الشرعي الوحيد  لساكنة  الساقية الحمراء ووادي الذهب "  لقد تم إقبار هذا  المصطلح  نهائيا  وفي وثائق دولية  منها  وثائق منظمة الاتحاد الأوروبي فقد جاء على لسان البوليساريو نفسه  في مجلة المستقبل الصحراوي الانفصالية ما يلي : فتحت عنوان ( بروكسيل : المفوضية  الأوروبية والمؤامرة الجديدة )  كتبت مجلة المستقبل الصحراوي مايلي : ( ملاحظة  لابد منها : كل السطور القادمة هي  منقولة حرفيا  من مقال المجلة الانفصالية أي بدون  حرف واحد زائد للتعليق على ما  جاء في مقال المجلة الانفصالية ، أما التعليق  فسيكون  بعدها  وستتم الإشارة إليه ، وتجدر الإشارة أنه تم حذف  بعض  الجمل  التي لم تغير المعنى لأنها كانت مجرد  تعاليق للبوليساريو على موقف  الاتحاد الأوروبي  الجديد ، تعاليق تفيض غضبا على المنظمة الأوروبية  فقط لا غير  ) ........  تقول هذه المجلة الانفصالية : " تسربت أخبار شبه مؤكدة عن تقديم لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي مقترحا بتخصيص تمويل مالي للجمعيات الحقوقية الصحراوية الناشطة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، و أكدت اللجنة أن ذلك من شأنه أن يساهم في أن تلعب الجمعيات الحقوقية الصحراوية دورا حاسما في الجهود الدولية الهادفة الى حل النزاع في الصحراء الغربية...”يأتي هذا المقترح- المؤامرة بمبادرة من المفوضية الأوروبية لِـيُـلَخِّصَ كُلَّ ماجادت به عبقرية خبرائها من دسائس للوصول الى الإلتفاف على قرار محكمة العدل الأوروبية و إبعاد جبهة البوليساريو كمفاوض و ممثل وحيد للشعب الصحراوي." [...] " مع بداية الصراع في أبريل الماضي لم تخف المفوضية نيتها في القفز على قرار المحكمة و اعتباره ثانوي أمام المصلحة التجارية الكبرى للإتحاد الأوروبي مع شريكه المغرب بل صرحت السيدة  موغوريني اثناء لقاء جمعها في بروكسيل في نفس الشهر بوزير خارجية الاحتلال السيد بوريطة بأن الإتفاق مع المغرب بشأن ضم الثروات الصحراوية الفلاحية منها و البحرية سيتم في القريب العاجل. إنه منتهى الغرور موقف المتعالي والمحتقر![...] وتوضح المفوضية الأوروبية بأنه تم إعتماد البروتوكولين بعدما تلقت ردودا ايجابية – حسب زعمها –حول المزايا السوسيواقتصادية التي ستحققها التفضيلات التعريفية لمنتجات الصحراء الغربية ” بعد إجراء سلسلة من المشاورات مع الممثلين المحليين الصحراويين، والمجتمع المدني والهيئات الأخرى، و في ذلك كذب وتزوير للحقائق.[....]  وَتُـعِـدُّ المفوضيةُ مسودةَ القرارِ في غرفة مظلمة وتتجرأ على استعمال المصطلحات المغربية غير القانونية و غير المؤسسة مثل ” أقاليم” للإشارة الى أراضي الصحراء الغربية المحتلة و “السكان المحليين” بدل الشعب الصحراوي و إستشارة” بدل موافقة، كما جاء حرفيا في نص قرارمحكمة العدل الأوروبية و هي مصطلحات تتناقض تماما مع لوائح الأمم المتحدة و تبين احتقارها لوضع الصحراء الغربية كاراضي غير مستقلة خاضعة لتصفية استعمار تقوده الأمم المتحدة.[....]وتُـقْصِي المفوضيةُ الأوروبية كليةً الشعبَ الصحراوي من المحادثات التي أجراها وفدها الى المغرب، حيث 98 جمعية صحراوية لم تستدع ولم تستشر و ادعت أنها حظيت بموافقة الجميع على مقترحاتها بل بكل خسة و دنائة تنسب الى جبهة البوليساريو موافقتها على المسودة بعد الإجتماع بها، وفي ذلك مغالطة و تسويف كشف عنه المستشار الألماني في مسائلة بالبونديستاغ وكذبته الجبهة وقته ..."

(انتهى كلام الانفصاليين الذي جاء في المقال المنشور في مجلتهم  المستقبل الصحراوي )....

سادسا : التعليق على ما جاء على لسان البوليساريو في هذا الباب : من خلال  كلامهم  يتبين أن البوليساريو يعترف بنفسه في هذا المقال بأن أسطورة  اعتبار البوليساريو ( الممثل الوحيد لساكنة الصحراء المغربية ) قد دَمَّرَتْهَا  مفوضيةُ الاتحاد الأوروبي نهائيا  وضربت  بها عرض الحائط وجعلت أصحابها يدورون حول أنفسهم من شدة  الغيظ ...إذن انتهت أسطوانة  " البوليساريو الممثل الشرعي الوحيد لساكنة  الصحراء المغربية " وإلى الأبد ...وإن كل ما كانوا  يتبجحون به من أن الأمم المتحدة  تعتبرهم  الممثل الوحيد لساكنة  الساقية الحمراء ووادي الذهب هو مجرد  دعاية كاذبة  وتزوير ملفق أطلقته  مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر ويعلم الله كم  أنفقوا  من أموال  ليقولها  بيدق من بيادق الأمم المتحدة أمام  ميكرفون  الأمم المتحدة ، والعالم لا  يثق إلا في ما هو مكتوب ، وهذه الاتفاقية  بين المغرب  والاتحاد الأوروبي موثقة  وسيتم  تفعيلها  في القريب العاجل ، وحينما تعترف البوليساريو أن  بيادقها  في الداخل قد  تنكروا لها  فذلك يعني أن  انفصاليي الداخل قد  انتهت مدة صلاحيتهم  لأن  خزينة  الدولة المُمَوِّلَة  وهي  المافيا  الحاكمة في الجزائر قد  فرغت  وتبعها  إفراغ  البوليساريو كممثل وحيد  للصحراويين من  محتواه  من الداخل ، فأصبح  مصطلحا  أجوف والسبب أن  الاتحاد الأوروبي قد  أدرك بوسائله الخاصة أن  البوليساريو ليس سوى  صك  تجاري لا يمثل إلا  الجماعة  الظاهرة  في الواجهة  والتي تتحرك بالأموال الجزائرية ، أما  الساكنة الصحراوية  الحقيقية  فهي التي تعيش في  إقليمي  الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وأن  مخيمات تندوف أصبحت فارغة  إلا من  المتشردين من الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر مع بعض  الرهائن  الصحراويين  العجزة  لا تزال الجزائر الرسمية  تحاصرهم  هناك ، ويؤكد حكام الجزائر هذه الحقيقة برفضهم دائما رفضا مطلقا لأي منظمة دولية للدخول لمخيمات تندوف من أجل إحصاء الصحراويين الحقيقيين بهذه المخيمات ، وبما أنه  لاوجود لما تدعيه  الجزائر في مخيمات تندوف  من أرقام  من صنع خيالهم فهي تتمسك بالرفض المطلق لدخول الأجانب هناك إلا لبعض الأجانب من ممثلي  بعض الأحياء والحارات  والأزقة الأوروربية  التي لا تمثل إلا  نفسها ، هؤلاء تستعد لهم  سلطات  الجزائر وتهيئ  لهم  بعض ( الكومبارس ) يمثلون دور الصحراويين ، أما الصح  الصحيح  فحكام الجزائر يرفضون  دخولهم  للمخيمات نهائيا  باعتبارها  منطقة عسكرية  محظورة على المدنيين ، وهذا ما تنبهت له منظمة الاتحاد الأوروبي  وشرعتْ  منذ الآن ( 2018  )  في الاتصال بالصحراويين الحقيقيين  الموجودين بإقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب بل أغلبيتهم الساحقة لم تغادر ديارها منذ 1975 ، وهو ما عبر عنه مقال البوليساريو  أعلاه  من اعترافات  تدل على أن  أساطيره  قد  تبخرت  :

*  تخصيص الاتحاد الأوروبي  تمويلا ماليا  للجمعيات الحقوقية الصحراوية الناشطة في المناطق المحتلة ( أي في الصحراء المغربية ) وهذا يعني أن الأوروبيين لم يعودوا يعترفون بالجمعيات الصورية  التي يصنعها  حكام الجزائر ويقدمونها  للمجتمع الدولي على أنها من البوليساريو   (  الممثل الوحيد  لنفسه  )  وكأن المناطق الصحراوية  الحقيقية ليس فيها  صحراويون من حقهم  أن يتمتعوا بخيرات  أرضهم التي يعيشون عليها ولم يغادروها  أبدا ... تعالوا  معي أيها القراء الكرام  لنفهم  كيف ينظر البوليساريو إلى ساكنة  الصحراء المغربية ، يعتبر  البوليساريو  نفسه وصيا  على ساكنة  إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب أما  المحتجزون في مخيمات الذل بتندوف فأولئك رهينة  مضمونة  بيد  عسكر الجزائر ، ويقدم  البوليساريو نفسه  للمنظمات الدولية على أن كل المفاوضات والاتصالات و المساعدات  والمِنَحِ  وكل ما له علاقة بساكنة  الصحراء المغربية سواءا داخل المخيمات أو في الساقية الحمراء ووادي الذهب فالمسؤول عنهم هي ( جبهة البوليساريو  ) وليس المغرب ، أليس هذا حمق واضح وضد المنطق السليم  والتفكير الحر  ؟  والعكس هو الصحيح  فالمغرب هو المسؤول والوصي على ساكنة  إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب ، و ذلك  بقوة معاهدة مدريد التي  تنص صراحة أن إسبانيا قد سلمت  تدبير شؤون  مواطني هذين الإقليمين للمغرب وموريتانيا ، وكذلك كان ، واستمر الأمر إلى غشت 1979 حيث خرجت موريتانيا صاغرة  ذليلة من وادي الذهب تحت ضعط  عسكر الجزائر وميليشيات  البوليساريو ، لكن المغرب بعزيمته  استطاع استكمال وحدته  الترابية  من طنجة إلى لكويرة ، فهل مِنْ مُعارض ؟  

*  تصف البوليساريو اتصال الاتحاد الأوروبي بالصحراويين الحقيقيين الذين يعيشون في الساقية الحمراء ووادي الذهب  ( منظمات ومواطنين )  بأنها مؤامرة بمبادرة من المفوضية  ويُـلَخِّصَ كُلَّ ماجادت به عبقرية خبرائها من دسائس للوصول الى الإلتفاف على قرار محكمة العدل الأوروبية و إبعاد جبهة البوليساريو كمفاوض و ممثل وحيد للشعب الصحراوي ، والحمد لله أن البوليساريو يعترف بنفسه بأن هذه  المؤامرة  جاءت بمبادرة من المفوضية الأوروبية ولم  تحشر فيها  المغرب ، فقد انجلت الحقائق للأوروبيين  بعد أن  نضب  معين الدولار  الجزائري الذي  لم  يستفد منه الشعب الجزائري ولو استفاد منه  إضافة إلى  ربح  الصحراء الغربية ربما  سيكون  النظام  له  مبررات  للدفاع عن نفسه وهو يعيش أيامه الأخيرة  في عام 2018 .

*  " إبعاد جبهة البوليساريو كمفاوض و ممثل وحيد للشعب الصحراوي." وهي صيغة جاءت على لسان البوليساريو نفسه في المقال أعلاه ، فإلى متى سيبقى البوليساريو يكذب على العالم ؟ لقد قال ابراهام لينكولن  (يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت ) ... كفى ، فهل أدركت  المافيا  الحاكمة في الجزائر ومعها شردمة  البوليساريو أنهم  لن يستطيعوا  خداع كل الناس كل الوقت ...

*  يعترف البوليساريو أن الاتحاد الأوروبي تجرأ على استعمال المصطلحات المغربية مثل ” أقاليم” للإشارة الى أراضي الصحراء الغربية المحتلة و “السكان المحليين” بدل الشعب الصحراوي و “إستشارة” بدل موافقة ... ونسأل  المتعاطفين مع البوليساريو : متى كان هناك شعب اسمه الشعب الصحراوي في الجنوب المغربي ؟ ومتى  كانت  موافقة  البوليساريو ضرورية  ومؤكدة  ولها  قيمة  في القانون الدولي ؟  إن البوليساريو  كذب على نفسه  وصدق أكاذيبه  واليوم  تَعَرَّتْ أكاذيبه  أمام العالم ، وبدأ البوليساريو يستشعر أنه  مدفوع إلى الهامش بل إلى الهاوية وأن خرافاته  أصبحت  متآكلة  وأنه وحده الذي يرددها  مع  المافيا الحاكمة في الجزائر

*  و تعترف البوليساريو  بنفسها أن المفوضيةُ الأوروبية  أقصت كليةً ما يسمى ( الشعبَ الصحراوي) من المحادثات التي أجراها وفدها مع المغرب، حيث 98 جمعية صحراوية لم تستدع ولم تستشر .... ومن يكون ( الشعب الصحراوي ) سوى  البوليساريو  فقط دون غيره وكأن آباءهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم الذين يعيشون منذ الأزل  في الصحراء المغربية  لا قيمة لهم  طالما  أنهم لا يبايعون جبابرة  البوليساريو ومجرميهم ، لقد تأخرت  مفوضية الاتحاد الأوروبي في إعلان هذا الموقف  ربما لأنها  كانت  تحت  ضغط اللوبي الجزائري الجنوب إفريقي والذي بدأت  تتفكك  أواصره  وسينهار قريبا ، ولأن  مفوضية الاتحاد الأوروبي قد أدركت أن أوروبا  بنفسها  منقسمة على نفسها  لكنها  تداركت  ذلك وبدأت  بمراجعة مواقفها فيما يخص المصلحة العامة التي تجمع الشعوب الأوروبية  برمتها  وليس  مثل حكام  المنطقة المغاربية  وخاصة  الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس الذين لا يروا مصالح شعوبهم  بواقعية وعقلانية ، فمثلا  لماذا  يبقى حكام الجزائر عنصرا  ضد  كل حل يدفع  المنطقة  للخروج من منطق الدفع  نحو النفق  المسدود ، أما  العسكر الحاكم في موريتانيا  فقد استطاب  النزعة التسلطية  على شعب المليون شاعر والتي  استعارها من عسكر الجزائر  وأصبحت موريتانيا  جزءا من  المعضلة  بعد أن كان العالم  ينظر إليها  كعنصر قد  يُلْحِمُ  أواصر شعوب المنطقة المغاربية ، لكن  المشكل  في موريتانيا ربما يكمن في تنامي  تيار مطلب عودة  إقليم وادي الذهب لموريتانيا  أو  تسليمها  للبوليساريو وذلك  بإيعاز من عسكر الجزائر ، وعسكر موريتانيا لم يستطع  التحكم حتى في جزء كبير جدا  من المساحة  المفروض أنها مساحة موريتانية  ( 800  ألف كلم مربع  في شمال موريتانيا تخلت عنها موريتانيا للجزائر والبوليساريو ولبارونات المخدرات  وتجار السلاح  والبشر، وأعلنتها  منطقة محظورة  على  المدنيين للتسترعلى  ضعفها وجبنها  ) .. أما تونس فلا حول لها ولا قوة ، وكل  موقف  إيجابي منها  حول قضية الصحراء بكونها  مغربية  يعود عليها  بالويل والتبور وعظائم الأمور  من  الأشرار الحاكمين  في الجزائر لأنهم  يمقتون أي موقف أو حركة  تدفع بالمنطقة المغاربية نحو  الوحدة  التي كان يحلم بها أجدادنا  قبل  1954 لأن بداية  تدمير هذا الحلم  بدأ على يد الخونة  الحركي الجزائريين الذين تسللوا  إلى  الثورة  الجزائرية  بعد قيامها ، لذلك بدأ  انحراف الثورة الجزائرية عن مبادئها  يظهر جليا  فور الاستقلال المزعوم عام 1962  وسببه  اختراق عسكر فرانسا  للثورة  الجزائرية  والانقضاض على الحكم إلى اليوم ، وكان أهم مظاهر هذا الانحراف  هو محاربة كل شكل من أشكال  الدفع بدول المنطقة المغاربية  نحو التقارب والوحدة بل  محاربة  حتى أي شكل من أشكال  العيش وفق مبادئ حسن الجوار المتعارف عليها دوليا.

عود على بدء :

صَدَّعَ  البوليساريو رؤوسنا بكونه الممثل الوحيد لساكنة الصحراء المغربية ، واليوم  وفي سنة 2018  صفعته  المفوضية الأوروبية  بتهميشه أولا  وتبني  المصطلحات المغربية  في كل الوثائق  التي تصدرها المفوضية  كاستعمال مصطلح  السكان المحليين والأقاليم الصحراوية  مثلا ، وثانيا في استشارة  هؤلاء السكان المحليين مباشرة  ، وكل خطوة من هذه الخطوات الأوروبية  تعتبر طعنة خنجر قاتلة  في صدر جنرالات فرانسا الحاكمين على الجزائر وبيادقهم  من الانفصاليين المغاربة  الذين ضيعوا  أعمارهم  في  التخاريف مقارنة مع  إخوانهم  وبني جلدتهم  الذين لم يغادروا  إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب الذين أصبحت لهم  مكانتهم الدولية وأصبحوا  أعضاء معترف بهم  وحدهم  كممثلين منتخبين  لهذين الإقليمين يشاركون  في جميع اللقاءات الدولية ، وكما تناقلت كثير من المنابر الإعلامية  ومنها حتى  الجزائرية  أن البوليساريو الذي كان يهيمن على اللقاءات مع  المنظمات الدولية  أصبح يرفض دعوات المنظات الدولية  لأنها  أصبحت  هي آخر من  يتم  الاتصال بها ، أي  بعد الاتصال  بالهيئات والمنظمات  التي تمثل فعلا  ساكنة إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب ، فقد  تبنى البوليساريو منطق حكام الجزائر الذين يغلقون عليهم  جميع الأبواب والنوافذ  كلما  حُوصِرُوا  بالحقائق  الساطعة  التي تفقأ  العيون ، وهو ما فعلت البوليساريو مع مفوضية الاتحاد الأوروبي فقد أغلقت الأبواب أمام  هذه الأخيرة ، والسبب  هو أن مفوضية الاتحاد الأوروبي  استمعت أولا وقبل كل شيء  لممثلي  المغاربة  القاطنين بإقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب أو ما  سمتهم ( بالسكان المحليين ) قبل دعوة البوليساريو الذي رفض هذا المنطق وهذه المنهجية الجديدة  واعتبرها  تفضيلا  للسكان المحليين  عليهم ، بل اعتبروا  ذلك  مؤشرا  قويا على أن  نهايتهم  قد  قربت ، أو أنهم  لم يكونوا مستعدين لهذا  الانقلاب  من طرف مفوضية الاتحاد الأوروبي ...

وخير ما يقال في هذه الوضعية المشكلة  هو ما تركه  ابراهام لينكولن  حكمة أبدية  حينما قال : (يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت )...

لقد انتهى زمن خداع كل الناس كل الوقت يا مرتزقة  كابرانات فرانسا  الجاثمين على صدر الشعب الجزائري ،  كما أن هذا القول يصدق على  مافيا الكوكايين الحاكمة  في الجزائر : قريبا  سينتهي زمنكم ، زمن خداع كل الجزائريين  كل الوقت ....

 

إنه منطق التاريخ  الذي  لايخطئ أبدا ....

سمير كرم  خاص للجزائر تايمز