رفضت إيران اليوم الجمعة دعوة فرنسا لإجراء محادثات بشأن قضايا تتجاوز الملف النووي معتبرة أن ذلك مستحيل طالما فشلت القوى الغربية في الوفاء بالتزاماتها الحالية.

ونقلت وكالة تسنيم عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله "في مثل هذه الظروف لا يوجد أمام الأوربيين سوى الالتزام بتعهداتهم في ما يتعلق بالاتفاق النووي".

وأضاف "لا نرى أنه بقيت ضرورة أو قيمة وحتى ثقة للتفاوض معهم وذلك أيضا في المواضيع غير القابلة للتفاوض".

وأشار المتحدث إلى أن "القادة الفرنسيين يعلمون جيدا أن السياسة الإقليمية لإيران تأتي في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف".

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان صرح الخميس بأن "إيران لا يمكنها أن تتفادى مفاوضات حول ثلاثة ملفات كبرى أخرى تثير قلقنا، هي مستقبل الالتزامات النووية بعد عام 2025 ومسألة الصواريخ البالستية وحقيقة أن هناك نوعا من الانتشار البالستي من جانب إيران والدور الذي تلعبه إيران في المنطقة".

وتابع الوزير الفرنسي "يجب أن نتحدث عن هذه الموضوعات الثلاثة، يجب أن يدرك الإيرانيون ذلك وهذه هي الرسالة التي أوجهها إليهم".

لكن قاسمي قال إنه يجب على أوروبا أولا أن تظهر أنها قادرة على إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو/ايار وإعادة فرض العقوبات عليها.

وندد بـ"عجز" الأوروبيين و"عدم قدرتهم على تقديم الضمانات الكافية والملموسة لصيانة اتفاق دولي يعتبر أهم انجاز دبلوماسي في العصر الحديث".

وتصرّ طهران على أن تقدم الدول الأوروبية الموقعة على اتفاق 2015 ضمانات باستمرار تدفق الاستثمارات للسوق الإيرانية واستمرار التعاملات المصرفية ومبيعات النفط الإيراني.

وتسعى واشنطن في المقابل لخفض صادرات إيران النفطية للصفر ضمن حزمة عقوبات أميركية أوسع تستهدف تضييق الخناق المالي على طهران وزيادة الضغوط لدفعها للتفاوض على اتفاق جديد يتضمن تشديد القيود على برنامج إيران للصواريخ الباليستية والتزاماتها النووية لما بعد 2025 وأيضا كبح الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وصعدت إيران في الفترة الأخيرة من لهجتها في محاولة لانتزاع ضمانات أوروبية قوية تمكنها من مواجهة تداعيات العقوبات الأميركية، لكن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي دعا الحكومة الإيرانية لعدم التعويل على أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووي.

كما أعلن أن طهران مستعدة للانسحاب من الاتفاق النووي إذا لزم الأمر و"إذا لم يحفظ مصالح إيران الوطنية".