أكدت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية أنها «تتابع باهتمام التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة في شأن الأزمة» اليمنية. وأشارت إلى إحالة التقرير الأخير لـ «مجلس حقوق الإنسان» على فريقها القانوني، لافتةً إلى أنها «ستتخذ الموقف المناسب وتعلنه، بعد المراجعة القانونية».

في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أن واشنطن «تدعم السعودية في الدفاع عن نفسها في اليمن»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «تراجع على الدوام الدعم للتحالف». ونقلت وكالة «رويترز» عن الوزير قوله خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أمس، إن هدف أميركا «هو خفض الخسائر المدنية إلى الحد الأدنى، ونقل النزاع اليمني إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في أقرب وقت».

وفيما اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات جماعة الحوثيين أمس في اتجاه مدينة نجران جنوب المملكة، أعلن مسؤول في حكومة الشرعية اليمنية مقتل «صاحب القرار العسكري والسياسي للحوثيين في صنعاء» عبد الكريم أمير الدين الحوثي، بغارة لمقاتلات التحالف في محافظة الحديدة (غرب).

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أكد أمس، أن التقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة في شأن اليمن «يستوجب رداً». وكتب على حسابه في موقع «تويتر»: «لا بد لنا من مراجعته (التقرير) والرد على حيثياته، ومراجعة ما يقوله عن فظائع الحوثيين وإجرامهم واستهدافهم المدنيين». وأضاف: «يبقى الأساس في أزمة اليمن تنفيذ التحالف دوره نحو استعادة الدولة اليمنية، وحفظ مستقبل المنطقة من التغول الإيراني، ومن تقويض أمننا لأجيال مقبلة... تلك هي أولويتنا، وعلينا انطلاقاً منها تنفيذ ما يلزم على الصعيد الإنساني والتنموي، والإغاثة». وزاد: «الحروب تحمل في طياتها آلاماً، وأفغانستان والعراق وسورية شواهد، لكننا في خاتمة المطاف مسؤولون عن أمننا واستقرارنا، وهما أولويتنا».

يذكر أن بعثة خبراء تابعة لمجلس حقوق الإنسان أشارت في تقرير لها أمس، إلى أن «أفراداً من الحكومة اليمنية والتحالف، يُحتمل أن يكونوا نفّذوا هجمات في انتهاكٍ لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياط». لكن التقرير أكد في الوقت ذاته أن الميليشيات «ارتكبت انتهاكات واسعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم دولية، بما فيها القتل والتعذيب، وتجنيد أطفال والاعتقال التعسفي، وقنص المدنيين وقصف المناطق السكانية عشوائياً، وفرض قيود خطرة على حرية الدين والتعبير».

والتقرير الذي تناول أوضاع حقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة من أيلول (سبتمبر) 2014 إلى حزيران (يونيو) 2018، سيُعرض خلال الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان في أيلول المقبل لمناقشته.

ميدانياً، قال وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، إن عبد الكريم أمير الدين الحوثي أحد أعمام زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي قتِل بغارة لمقاتلات التحالف في الحديدة. وكتب القديمي في حسابه على «تويتر» أمس، أن الجماعة «تتحفظ عن إعلان مقتل الرجل»، من دون تقديم تفاصيل. ويعتبر عبد الكريم قيادياً حوثياً بارزاً، وورد اسمه في المرتبة 12 ضمن لائحة الـ 40 «إرهابياً حوثياً» التي أعلنتها السعودية.

إلى ذلك، أفاد موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش اليمني في حسابه على «تلغرام» ليل الإثنين- الثلثاء، بأن ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع للحوثيين في مطار صنعاء وقاعدة الديلمي شمال العاصمة.

وفي تعز التي تشهد جبهاتها معارك ضارية، حققت قوات الجيش تقدماً واسعاً في اتجاه مدينة الراهدة، بالتزامن مع تقدمها في منطقة الحوامرة التابعة لمديرية ماوية جنوب شرقي المحافظة. وقال مصدر عسكري لموقع وزارة الدفاع اليمنية، إن الجيش «سيطر على منطقة الشعوب في عزلة الحوامرة، وتقدم في اتجاه منطقة الغباري والقحيفة».

وعلى جبهة القبيطة، تقدمت قوات الجيش في اتجاه «سوق الإثنين»، وشددت الخناق على الميليشيات من الجنوب والشرق والغرب على جبل «جالس»، بعد سيطرتها على منطقة الخضر. كما حررت مواقع في منطقة الشريجة (بين محافظتي تعز ولحج) بعد معارك مع الحوثيين، أسفرت عن سقوط عدد من عناصر ميليشياتهم بين قتيل وجريح وأسير.

على صعيد آخر، دان وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، بشدة «منع الميليشيات المنظمات الدولية من توصيل المساعدات والاغاثة وتوزيعها في مديريات الدريهمي والتحيتا في محافظة الحديدة». وقال لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن هذه الإجراءات «إرهابية ومخالفة للقانون الدولي والإنساني، خصوصاً أن تلك المديريات تعد الأكثر احتياجاً وفقراً». وطالب منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ليزا غراندي بـ «سرعة التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة لدخول منظمات الإغاثة الى تلك المناطق».