دافعت الولايات المتحدة الثلاثاء عن التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، مؤكدة استمرارها في دعمه في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وفي مواجهة ادعاءات لخبراء أمميين تتناغم مع رواية الميليشيا الإيرانية حول مزاعم تتعلق بارتكاب التحالف انتهاكات ومقتل مدنيين في غاراته.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في مؤتمر صحافي في واشنطن "نتعاون مع السعوديين والإماراتيين منذ عدة سنوات مع قيامنا بكل ما هو ممكن للحد من إمكانية إصابة أو مقتل مدنيين"، مضيفا "لم نواجه ولا مرة واحدة بنوع من اللامبالاة عندما عبرنا عن قلقنا".

وتابع "نعلم أن التدريب الذي قدمناه لهم يعطي نتائجه"، فيما يؤكد التحالف التزامه بالقانون الدولي والإنساني وحرصه على تفادي سقوط قتلى في صفوف المدنيين.

وقال الوزير الأميركي أيضا "شاهدنا طيارين اكتشفوا وهم في الجو أن مهمتهم محفوفة بالمخاطر، فرفضوا إلقاء القنابل بينما كان سبق وسمح لهم القيام بذلك. كما شاهدنا إجراءات اتخذت لتحديد المناطق" التي توجد فيها مدارس أو مستشفيات.

وأضاف ماتيس "نقر بأن أي خطأ هو مأساوي تماما، إلا أننا لم نلاحظ أي ازدراء من قبل الأشخاص الذين نعمل معهم لذلك سنواصل العمل معهم للحد من هذه المأساة".

ويقدم العسكريون الأميركيون الخبرات إلى الطيارين السعوديين والإماراتيين لتجنيب المدنيين القصف، إلا أن قوات التحالف العربي اتهمت مرارا بارتكاب تجاوزات، خصوصا في ما يتعلق بمقتل مدنيين في غارتين في الثالث والعشرين من اغسطس/اب غرب اليمن.

كما أدت غارة أخرى نسبت إلى قوات التحالف العربي في محافظة صعدة في شمال اليمن إلى إصابة حافلة كانت تقل أطفالا، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المطالبة بفتح تحقيق مستقل.

وختم ماتيس بالقول "نعم نحن نعيد بشكل دائم النظر في الدعم الذي نقدمه، إلا أن أفضل ما يمكن القيام به هو التوصل إلى مفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة".

واتهمت الأمم المتحدة قوات التحالف العربي بالمسؤولية عن "جرائم حرب" مزعومة في اليمن، في حين أن الولايات المتحدة تقدم لهذه القوات التدريب والدعم بالوقود بشكل خاص.

أشار الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إلى أنه سيواصل مساعدته للتحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل في اليمن حتى مع اعترافه بأن الدعم الأميركي "ليس مطلقا" وسط حملة تشويه يقودها الحوثيون ضد التحالف من خلال مزاعم بتسببه في مقتل مدنيين.

وتقود السعودية تحالفا يدعمه الغرب لإعادة حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى صنعاء بعد أن انقلاب مسلح على السلطة نفذه الحوثيون المدعومون من إيران عام 2015.

وتزود الولايات المتحدة ودول غربية أخرى التحالف بالسلاح ومعلومات المخابرات. وانتقدتها جماعات حقوق الإنسان بسبب غارات جوية شنها التحالف وقتلت مئات المدنيين في مستشفيات ومدارس وأسواق.

وتقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن مساعداتها تساعد على الحد من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وتتضمن هذه المساعدات إعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود والتدريب على إصابة الأهداف .