شددت المملكة العربية السعودية على ضرورة تسليم محافظة الحديدة اليمنية إلى الحكومة الشرعية في اليمن، لمنع استخدام مينائها قاعدة عسكرية لانطلاق الهجمات الإرهابية ضد الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر. وأكد خبراء الأمم المتحدة أنهم يملكون أدلة جديدة على تورط إيران بتسليح جماعة الحوثيين.

وفيما تتكبد ميليشيات جماعة الحوثيين خسائر فادحة على جبهة الساحل الغربي، عرض رئيس «اللجنة الثورية العليا» للجماعة محمد علي الحوثي، مقايضة بين وقف الجماعة العمليات العسكرية في البحر الأحمر ووقف التحالف العربي عملياته هناك.

وأكد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له إحدى ناقلات النفط السعودية من قبل الحوثيين غرب ميناء الحديدة، «يثبت بما لا يدع مجالاً للشك خطر ميليشياتهم ومن يقف وراءها على الأمن الإقليمي والدولي». وزاد أن تهديد ناقلات النفط «يؤثر في حرية التجارة العالمية والملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر».

وقال الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة جازان (جنوب السعودية) المقدم يحيى عبد الله القحطاني، أن فرق الدفاع المدني تلقت أمس «بلاغاً عن سقوط مقذوفات أطلقتها الميليشيات في اتجاه قرية المحانش في محافظة صامطة، ما أدى إلى تضرر أحد المنازل من دون إصابات».

إلى ذلك، طرح محمد الحوثي على حسابه على موقع «تويتر» أمس أفكاراً، تدعو إلى «وقف العمليات العسكرية البحرية من طرف واحد»، مطالباً التحالف العربي بـ «وقف عملياته في البحر الأحمر لمدة محدودة قابلة للتمديد». وأشار إلى «إمكان وقف العمليات على كل الجبهات، إذا قوبلت المبادرة بخطوة مماثلة» من قوات الشرعية والتحالف العربي.

وأكدت الأمم المتحدة أن لديها مزيداً من الأدلة على تورط إيران بتزويد الحوثيين صواريخ باليستية وطائرات من دون طيار (درون)، خصائصها مماثلة للأسلحة المصنعة في إيران. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن فريقاً للجنة خبراء أوضح في تقرير سري قدّمه إلى مجلس الأمن، أن «صواريخ باليستية، وأسلحة أخرى، أُرسلت من إيران إلى اليمن بعد فرض الحظر على الأسلحة عام 2015».

وأشار التقرير الذي أعدّه خبراء الأمم المتحدة إلى أن «أسلحة استخدمتها الميليشيات أُجريت لها معاينة أخيراً، بما فيها صواريخ وطائرات من دون طيار، تُظهر خصائص مماثلة لأنظمة أسلحة معروف أنها تُصنع في إيران»، مُرجحاً أن تكون الصواريخ «صُنعت خارج اليمن، وشُحِنت أجزاؤها إليه».

وتسعى لجنة الخبراء إلى تأكيد معلومات تشير إلى أن الحوثيين «يستفيدون من مساعدة مادية شهرية من طهران على شكل وقود»، في وقت تؤكد إيران أنها لا تدعم الميليشيات مالياً.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التقى في واشنطن، الوزير العماني المكلف الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله، وبحثا في الملف اليمني. وأفادت الخارجية الأميركية على «تويتر» أمس، بأن الوزيرين «أكدا أهمية استمرار دعم جهود الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، وضرورة أن يحرص الأطراف اليمنيون على عدم التصعيد».

ميدانياً، أفادت مصادر عسكرية بأن قوات «ألوية العمالقة» استأنفت عمليتها في اتجاه مركز مديرية الدريهمي جنوب الحديدة. وأشارت إلى أن هدف العمليات «القضاء على جيوب الميليشيات، ووقف تسللها، وتأمين خطوط إمداد القوات المشتركة اليمنية».

وحرر الجيش اليمني بدعم من التحالف أمس، مواقع في مديرية نهم شرق صنعاء. وقال مصدر للمركز الإعلامي للقوات المسلحة إن الجيش «استكمل تحرير جبال البياض بالكامل، بعد معارك ضارية فجر (أمس)، تكبدت خلالها الميليشيات 17 قتيلاً».

واستكملت القوات اليمنية تحرير الجبال المحيطة بمركز مديرية باقم شمال غربي محافظة صعدة، وتطهيرها من جيوب الميليشيات بالكامل.

وفي البيضاء، قُتل المشرف الأمني على مديرية الشرية، الذي عيّنه الحوثيون، «أبو الزهراء العباسي» بانفجار في منطقة آل السلالي أمس.

وأعلن الجيش أن 3500 عنصر من الميلشيات سقطوا بين قتلوا وجرحوا على جبهات تعز منذ مطلع العام السنة.