جدد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، الأحد، رفض بلاده فتح مراكز لاستقبال المهاجرين الأفارقة.

جاء ذلك في حديثه في العاصمة الجزائرية للصحفيين، على هامش اجتماع الدورة السادسة للجنة الحدود الجزائرية النيجيرية التي انعقدت لبحث التنسيق بين البلدين بشأن مواجهة ظاهرة الهجرة السرية. وترأس اللجنة من الجانب النيجيري وزير الداخلية بازوم محمد.

وقال بدوي إن "الجزائر عبرت عن رفضها لفتح مراكز للمهاجرين الشرعيين على ترابها، وأعتقد أننا كنا واضحين كفاية". وتابع "نُسخر الكثير من الوسائل ونتخذ العديد من الإجراءات ضمن إطار إنساني مطابق للقيم العالمية والدولية".

وأوضح الوزير الجزائري أن بلاده تواجه حملة انتقادات "لا أساس لها من الصحة" بشأن تعاملها مع ملف المهاجرين الأفارقة. ونهاية مارس/آذار الماضي، أعلن بدوي أن بلاده رحّلت على مراحل، منذ 2014، نحو 27 ألف مهاجر إفريقي إلى بلدانهم.

وتواجه الجزائر خلال السنوات الأخيرة انتقادات من منظمات حقوقية دولية تطالبها بوقف ترحيل المهاجرين القادمين من الجنوب، لكن السلطات تؤكد أن ما يحدث عمليات نزوح جماعي تقف وراءها شبكات منظمة وتستهدف الأمن القومي للبلاد.

وتقول الداخلية الجزائرية إن البلاد تستقبل ما معدله 90 ألف مهاجر من عدة دول إفريقية سنويا. يشار أن لجنة الحدود الجزائرية النيجيرية التي تختتم أشغالها غدا الإثنين، ستبحث آليات مشتركة للتصدي للهجرة السرية وتأمين الحدود المشتركة.

وقالت النيجر والمنظمة الدولية للهجرة الأحد إن الجزائر رحلت ما يقرب من 400 مهاجر أفريقي كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا وأعادتهم إلى النيجر المجاورة عبر الصحراء.

وتكثف المنظمة الدولية للهجرة والاتحاد الأوروبي الجهود لإعادة المهاجرين إلى ديارهم بعد وفاة الآلاف أثناء قيامهم بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط في مراكب مكتظة. وكثيرون تتقطع بهم السبل حتى قبل الوصول إلى سواحل شمال أفريقيا سواء في ليبيا، حيث يعانون من الرق وسوء المعاملة على أيدي ميليشيات، أو في الجزائر.

وقالت ليفيا مانانت مسؤولة العمليات بالمنظمة الدولية للهجرة في رسالة بالبريد الإلكتروني إن مجموعة من 391 مهاجرا من 16 دولة من غرب ووسط أفريقيا وصلت إلى بلدة أساماكا في النيجر يوم الجمعة على متن ما بين 20 إلى 30 مركبة بعد اعتراضهم أثناء توجههم للعمل في عدة مدن جزائرية.

وأضافت "يقولون إن هواتفهم قد صودرت وإن الأوضاع سيئة..لا يوجد الكثير من الطعام والماء والغرف مكتظة". وأضافت "تم نقلهم في شاحنات بعد منطقة عين قزام ... ثم اضطروا للسير عبر الحدود... ومنهم عائلات تضم نساء حوامل وأطفال".

ورفضت الجزائر تأكيد عملية الترحيل لكنها قالت إن السلطات الجزائرية منعت 20 ألف مهاجر من الوصول إلى أوروبا منذ يناير كانون الثاني بفضل الإجراءات الأمنية المطبقة عند حدودها مع مالي والنيجر.