العالم كله يعرف أن حكام الجزائر يملكون  ترسانة هائلة من السلاح ، وكل الإحصائيات التي تصدرها الهيئات المكلفة بتتبع التسابق على التسلح  بين مختلف دول  العالم  يُصَنِّفُونَ الجزائر هي الدولة الثالثة في إفريقيا بعد مصر وجنوب إفريقيا من حيث تكديس السلاح ،وحينما نقول تكديس السلاح  فإننا نعني مَلْءَ  الثكنات بركام  ضخم  من السلاح ، وكل عام يتزايد تضخيم هذا التكديس فوق بعضه البعض ... وهكذا كل سنة تخرج ميزانية  ضخمة جدا تقتطع من قوت الشعب الجزائري لزيادة تكديس السلاح  وتراكمه في الثكنات الموزعة  على الأركان الأربع  للبلاد ...وكان معظم هذا السلاح و لا يزال موجها  لصدور الشعب الجزائري دون غيره .

بوتفليقة لا يعمل على تنويع موارد اقتصاد البلاد ولكنه يسارع إلى تنويع السلاح لمحاربة الأعداء الوهميين.

بعد أن رَسَّخَتْ  أجهزة إعلام الصرف الصحي الجزائرية  الرسمية العَفِنَةُ ، بعد أن رسَّختْ في أذهان الشعب  الجزائري أن كل الحشيش الذي يغزو  الجزائر هو قادم من المغرب ، مع العلم أن الجزائر قد يغزوها  الحشيش وغيره من  المخدرات من كل بقاع العالم : من تركيا أو أفغانستان أو لبنان أو مصر بل ومن  الجزائر ذاتها لأن  الحاجة وليدة الاختراع ، فقد  هيأ  كثيرٌ من الفلاحين الجزائريين أراضٍ  لزراعة  الحشيش الجيد  ...

ولما  انتشر استعمال المخدرات بكل أنواعها  بين فئات الشعب الجزائري ولم تعد ( الشمة )  تُهَدِّئُ غليان مُخِّهِ  ونزواته  هي ولا أي سم آخر من المخدرات ، فقد تطور الشعب إلى استعمال  الحشيش بكل أنواعه  المُصَنَّعِ وغيرِ المُصَنَّعِ ، لكن دولة مافيا المخدرات الجزائرية لم تعد قانعة  بمفعول الحشيش  على أدمغة الشعب  من جهة  ومن جهة أخرى أصبحت  أسطوانة  المغرب هو الذي يغرق الجزائر  بالحشيش ، أسطوانة  مشروخة  وغير ذات قيمة  ولم يعد يصدقها أحد ، من هنا  فقد استنتجت الدولة الجزائرية المافيوزية ما يلي :

1) لم  يعد  للحشيش  المفعول  الناجع  لتركيع  الشعب الجزائري  وانبطاحه  كما كان ، فقد فَكّرتْ الدولة المافيوزية الجزائرية  فيما هو  أكثر نجاعة  لتركيع الشعب أو الفئة القادرة على  تطوير نفسها  لاقتناء  المخدر الأكثر نجاعة من الحشيش وهي المخدرات الصلبة مثل الكوكايين والهيروويين . وقد يقول قائل :  كيف  للشعب الذي ليست له القدرة على  شراء شكارة حليب  بإمكانه أن يشتري الكوكايين والهيرويين الأغلى ثمنا ؟  الجواب بسيط : هناك فئة  لم تكن تتناول الحشيش ولا المخدرات الرخيصة الثمن  مطلقا  وتعتبره  خاصا  باالفقاقير وذلك منذ  استقلال الجزائر وهي فئة اللصوص الحاكمين  في الجزائر بل كانت  زبونا  مفضلا  لكارتيلات  دول أمريكا الجنوبية والوسطى ، أما  المدمنين  من الشعب الجزائري على المخدرات فإن الدولة المافيوزية الجزائرية  تضمن لهم  القدر الذي يكفيهم من التخدير الجديد ، فهي ضامنة  الوئام  والاستقرار  بواسطة توزيع  الكميات  الكافية من الكوكايين ، ولنا على ذلك براهين سنقدمها في حينها .

2) استقرت الحالة بين الجزائر والمغرب في  اللاسلم واللاحرب ، لكن الدولة المافيوزية الجزائرية  لا يهدأ  لها  بال  على استمرار هذه الحال فكان قرارها الأول هو  استمرار  البحث من أجل تعميق  حفرة  تخلف الشعب الجزائري والمتمثل في التوقيف النهائي منذ زمان  لكل حركة تنموية اجتماعية  ينتفع  منها  الشعب الجزائري ، حيث تَمَّ  وضعه على سكة  المنزلق  السريع نحو هاوية  الحضيض  الاقتصادي والاجتماعي وعلى رأسها  قطع  الرشاوي التي كان يستفيد منها الشعب الجزائري على شكل إعانات مالية  قبل انهيار أسعار المحروقات ، ورفع  الدعم عن كثير من  المواد الاستهلاكية الضرورية  ومنها الوقود والكهرباء ، أما القرار الثاني فهو البحث عن تنويع  السلاح  الذي ينفعها  داخليا وخارجيا ، ألم  نقل ونكرر أن ترسانة سلاح الجيش الجزائري كانت ولا تزال  موجهة  لصدور  الشعب الجزائري ، فكذلك ترسانتها  في  المخدرات  التي تخزنها وتراكمها  لوقت الحاجة  فهي موجهة للشعب الجزائرري عند الحاجة  ومنها  سلاح الكوكايين  المدعم  ليصبح بأرخص الأثمان ..

3) لا يمكن أن ننسى أن المقبور هوغو تشافيز رئيس فينزويلا صديق الجزائر الوفي كان قد قرر عام 2005 إغراق الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا  بالكوكايين ، وهذا  أسلوب آخر من الأسلحة لمحاربة العدو لا يمكن أن تغفله الدولة المافيوزية الجزائرية ، لذلك  فعوض أن تبحث الدولة المافيوزية الجزائرية عن تنويع مصادر الاقتصاد للبلاد فقد اجتهدت مثلما اجتهد المقبور تشافيز لمحاربة أمريكا وأوروبا  بإغراق المغرب  بالكوكايين ،  لقد وجدت الدولة المافيوزية الجزائرية  البديل الفعال لتخدير الشعب داخليا  ولمآرب لها أخرى  خارج البلاد .وكان الحل  الذي اتخذته الدولة المافيوزية الجزائرية  يكمن في تنويع مصادر المخدرات من الحشيش إلى الكوكايين والهيروويين لمحاربة عدوها  الأول وهو الشعب الجزائري وبعده  المغرب وغيره.

هل يعمل بوتفليقة على تخزين سلاح الكوكايين في الجزائر لِيَغْزُوَ به المغرب وفرنسا ؟

أصبحت فضيحة 702  كيلو من الكوكايين التي اكتشفتها إدارة مكافحة المخدرات  بالولايات المحدة الأمريكية  ( DEA)  مُحَمَّلَةً في باخرة  منذ إقلاعها  من البرازيل ، قلنا أصبحت هذه الفضيحة حديث العالم  بأجمعه ، أما  خرافات وخزعبلات  الصراع على رأس هرم السلطة داخل الجزائر فيمكن الرد عليها  بالقولة المشهورة "  ليس في القنافد أملس " فالجزائر – شاء من شاء وكره من كره – مبنية منذ أن انقلب بومدين على الحكومة المدنية برئاسة فرحات عباس وإصداره البيان رقم 1 في 15 جويلية  1961 ، قلنا  منذ ذلك  التاريخ أي قبل استقلال الجزائر الرسمي في 5 جويلية 1962 كانت دولة الجزائر  مبنية  على أساس مافيوزي أي إن الجزائر دولة مافيوزية ، أما تبادل الأدوار فذلك أسلوب من أساليب المافيات في العالم التي قد تنتهي  بالاغتيال  السري أو العلني ،المهم نحن نعيش في دولة مافيوزية  تعرت عورتها  منذ انهيار أسعار النفط والغاز وبدأت خيوط  غطائها  تنسل  وتتفكك حتى أصبحت لا تستر عوراتها  الكثيرة ...

وبعد فشل بوتفليقة في كل شيء حتى في حرب المخدرات مع المغرب قرر أن يعمل على تخزين كميات هائلة ( مثل كميات السلاح الهائلة المكدسة في الثكنات )  تخزين كميات هائلة من مخدر الكوكايين  للهجوم  به  على المغرب ، وكأنه يغير مصدرا من مصادر  الدخل الاقتصادي الجزائري المهيمن على الجزائر ( اقتصاد الريع الغازي والنفطي)  الذي لن يستطيع التخلص منه ...

إن علاقات بوتفليقة مع كارتيلات كولومبيا و المكسيك والبرازيل وفنزويلا والسالفادور والهندوراس ونيكاراغوا وغوتيمالا وغيرها من كارتيلات العالم  وبما فيها  مافيات  الكوكايين والهيرويين بالولايات المتحدة الأمريكية نفسها ، إن  علاقة  بوتفليقة بتلك الكارتيلات المذكورة  قد وفرت له  أضعاف ما  ضبطته إدارة مكافحة المخدرات  بالولايات المتحدة الأمريكية  ( DEA) في الباخرة المتجهة إلى وهران ( 702 كلغ  فقط ) من الكوكايين في ذكرى عيد الاستقلال المجيد ..

لقد كان بوتفليقة  يخطط  لإغراق المغرب بالكوكايين وافتضح أمره حينما  ألقت عناصر من الجيش المغربي القبض على ثلاثة أفراد من ميليشيات البوليساريو وبحوزتهم طن ونصف من الكوكايين أي 2500 كلغ من الكوكايين  ضعف كمية  باخرة  وهران وزيادة ... لقد أراد بوتفليقة أن يمحوَ  فضيحته  المافيوزية الفاشلة  بسرعة البرق  ومَسْحِ  أياديه القذرة  بأموال  المخدرات الصلبة ، أراد أن يمسحها في  ظهر  المغرب ، لكنه ازداد  تشويها  في نظر العالم لأنه  أثبت على نفسه  أنه هو رأس مافيا  التجارة  في المخدرات الصلبة ( الكوكايين والهيروين )  وأراد  أن  يقلب  صورة  الجزائر  المافيوزية  المتخصصة في الكوكايين  لتنتقل  هذه  الصورة  القذرة  إلى  المغرب   .

على سبيل الختم :

لم تعد أسماء الجنرالات سواء  المُقالين أو الفارين  تعني للعالم شيئا ، لم يعد يعنينا من يكونون أو ما سوف يكون مصيرهم  لم يعد يعنينا من يكون الجنرالات : قايد صالح -  الهامل – مناد نوبة – غالي بلقصير ، لم يعد يعنينا  قاضي القضاة المسمى لوح ( بالمناسبة هو اسم على مسمى ) لم يعد يعنينا مقداد بن زيان أو بوجمعة بودواور أو نور الدين براشدي ، لم تعد تعنينا سواءا  الأسماء  الباقية أم المغادرة  لمناصبها أو الهاربة من الفضيحة  لأننا  أصبحنا نعرف  كينونة  دولة الجزائر  وماهيتها ومن تكون  بين دول  العالم ......لقد تعرت الدولة  المافيوزية الجزائرية ولم تعد تلك الأسماء سوى  جزئيات لا تعني شيئا  لأن النظام برمته قد انكشفت عورته ، فقد  كان معنى  ضبط  ثلاثة  عناصر من البوليساريو  ومعها  2500  كلغ  من  الكوكايين من طرف الجيش المغربي  وفي  التراب  المغربي  وفي ظرف قياسي بالنسبة لفضيحة 702 كلغ المتجهة لوهران ، كان له  معنى  خطيرا جدا ، فقد انقلب فيه  السحر  على الساحر ، وإذا  قلنا  البوليساريو  فإننا  نقول  حتما  الدولة المافيوزية الجزائرية ، لقد كان معنى ذلك  كالتالي :"  إذا  ضُبِطَتْ  باخرةٌ  متجهةٌ إلى  ميناء  وهران  وعيلها  702  كلغ  فقط من الكوكايين فتلك  قطرة  من  البحر الذي تختزنه الدولة  المافيوزية الجزائرية وتخطط  له  الدولة  المافيوزية الجزائرية ، ألا وهو  إغراق المغرب ، حتى يقال إننا لسنا وحدنا  الذين نتاجر في الكوكايين فها هو المغرب  يخزن ضعف ما استوردناه من البرازيل ، يريدون ضرب المغرب  وربما  حتى فرنسا  المَيَّالَةُ  للموقف المغربي في قضية الصحراء المغربية ، إغراقهما  بالمخدرات الصلبة  من الكوكايين والهيرووين ، وهذا  معناه أن الدولة  المافيوزية الجزائرية كانت منذ أمد بعيد  تكدس هذه السموم  في بلادها  لاستعماله  عند الحاجة  إِذْ  لا يمكن  إطلاقا جمع ضعف  المقدار الذي  كان متجها  إلى ميناء  وهران في  ظرف قياسي ( حوالي أسبوعين ) ... إن للجزائر خزانٌ  ضخم  من الأسلحة التي بعضها  قد  أصابه  التلف والصدأ  ، وخزان ضخم أخر من  المخدرات الصلبة من الكوكايين والهيرووين  تختزنه منذ مدة طويلة لاستعماله عند الحاجة  ، ولما  افتضح أمرها في فضيحة كوكايين وهران  قررت  تلطيخ  وجه المغرب  بقاذوراتها  ، فهذه الجزائر قد تحولت إلى دولة  مافيوزية  غيّرتْ  خطتها  بعد أن  أصبحت  قزما  في إفريقيا  وفي عيون رؤساء  الدول الإفريقية  ، وكما قلنا  في مقال سابق ، فقد أرادت أن تختصر الزمن  لتتدارك زَلَّاتِهَا ، لكن لقد سبق السيف العدل أي إن الأمر الواقع أسرع  في فرض نفسه  على العصابة الحاكمة في الجزائر فوجدت نفسها  تنتقل بسرعة البرق من دولة  ثورية إلى دولة  مافيوزية .....

فما رأي  هؤلاء : عبد القادر مساهل - عبد المالك سلال- رمطان لعمامرة – عبد العزيز بلخادم –  أحمد أو يحيى -  – زيدان خوليف – الصادق بوقطاية الخ الخ الخ .... وكل الذين  ينطحون الصخر من أجل تلميع الصورة  القصديرية الصدئة  للدولة المافيوزية الجزائرية ....   

وإلى نوع جديد من أسلحة  الدمار الشامل الموجه للشعب الجزائري  قبل غيره ...

سمير كرم  خاص  للجزائر تايمز