قد يبدو  العنوان غريبا ، لكن الحقيقة هي أنه كلما  ابتعدت الشفافية والمصداقية عن أي مفاوضات إلا وكان مصيرها  الفشل الذريع بدون شك ... ومن يستطيع وضع ثقته في عصابة مافيوزية لا تتقدم إلا في الفساد ونشر المؤامرات والدسائس المافيوزية ؟

أي مفاوضات هذه والبوليساريو متشبث بالاستقلال والمغرب متشبث بأرض الصحراء ؟

من يكذب على من ؟ المغاربة واضحون ، لا مفاوضات خارج ضمان سيادته على الأرض الصحراوية المغربية ، أما حكام الجزائر الذين يدفعون  البوليساريو ألا يتحدثون عن شيء آخر غير "الاستقلال " للصحراء ، ومن يفعل من البوليساريو غير ذلك فهو خيانة للقضية  الوطنية الجزائري المقدسة  قضية الصحراء الغربية  ، فهم يدفعون البوليساريو  في أي مفاوضات مع المغرب لرفض أي حل غير استقلال الصحراء الغربية استقلالا تاما ....

 يا أصحاب العقول تعالوا  معي نفكر بعقولنا  بعيدا عن عقول الشياتة الجزائرئيين الذين انضموا لأسطوانة استقلال الصحراء ، وكنا  نعتقد أنهم معارضون للنظام الجزائري ، ضحكوا علينا  زمنا طويلا  ثم انكشفوا عن  كونهم  جزائريون  معارضون للنظام الجزائري  ولكن لا يزالون متشبثون  باستقلال الصحراء ، فأي معرضة تتماهى مع  مشاريع انفصالية  للنظام الجزائري  ، كنا نعتقد أنهم سيعملون على السير معنا في نهج المنطق الذي يمكن تلخيصه في " إزاحة هذه العقبة الكأداء التي تقف عثرة في طريق إعادة لحمة  100  مليون نسمة من الشعوب المغاربية "  خذعونا لكن ما خذعوا إلا أنفسهم .

قلنا تعالوا  نفكر بعقولنا نحن : إذا  كان المغرب متشبث بصحرائه وحكام الجزائر يدفعون البوليساريو في اتجاه إبقاء الحال على ما هو عليه والمطالبة  بالاستمرار في التشبث بالاسقلال  ، فلماذا هذا اللغط  سواءا  في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة عامة أو في منظمة الاتحاد الإفريقي التي ما دخلت قضية  إلا  زادتها  تعيقيدا على تعقيد ؟ ولماذا الحديث عن مفاوضات وكل طرف يقع على نقيض الطرف الآخر ؟

إهدار الأموال في العبث :

كل حركة لشخص ينتمي للأمم المتحدة بكل أجهزتها  منذ خروجه من مقر عمله  بنيويورك وعَدَّادُ  الدولارات ( comteur de dollars )  يحسب ، وكل شخص ينتمي لمنظمة الاتحاد الإفريقي بكل أجهزتها منذ خروجه من أديس أبابا  وكونتور الدولارات  يحسب ، وجميع الموظفين في مثل  هذه  المنظمات  يعتبرون السلام  والوئام أكبر عَدُوٍّ  لَهُمْ منذ أن قتل قابيل أخاه هابيا ... لأنه  بحلول السلام سيتوقف ( comteur de dollars ) ، سيتوقف عداد الدولارات التي يغتنون بها ، وكل فئة  الحالمين بالالتحاق بمثل هذه  المنظمات والهيئات التابعة لها  غالبا ما تجد  دولهم الأصلية من أفقر دول العالم المتخلف لكن أنانيتهم  تدفعهم لشعار ( أنا ومن بعدي الطوفان ) ، ويعملون بجد على زيادة  تعقيد  المعضلة وليس البحث عن حلولٍ لها .... وهكذا  قوم يغتنون على حساب أقوام  ضائعة  في الفيافي  تحتاج  لقطرة ماء في الصيف ولخيط صوف  يغطيهم  من البرد القارس ، على حساب أقوام  يموتون جوعا ، قوم  نسوا  معنى الحياة  البشرية  لأنهم  ولدوا  بين الأفاعي والعقارب ووزير خارجيتهم  محمد سالم ولد السالك  يستبدل ( الكَنَبَاتِ ) الفاخرة  وسرائر أفخم الفنادق بأرقى من سابقاتها ، وهو يستقبل هذا ويودع الأخر ويلقي التصاريح ذات اليمين وذات الشمال  كلها  تصاريح يناقض بعضها بعضا ، إنه  يعيش حياة البدخ أكثر من الرئيس إبراهيم الرخيص ، طبعا لقد استعار محمد سالم ولد السالك  وزير خارجية الوهم السرابي ، استعار حياة بوتفليقة زمن بومدين الذي كان هو كذلك يبني مستقبل الجزائر الذي شاء رب العالمين أن يجعله بين يديه في أخريات أيامه ، مستقبل أسود من ( الزفت ) سياسيا واقتصاديا وجتماعيا....

 إن هذه المنظمات تلقي أموالها في صحراء قاحلة  تمتص كل سنتيم  بدون  زحزحة  المشكل  الصحراوي ولو سنتيما  واحدا...

الحل بيد حكام الجزائر لكن كيف ومعظمهم  متورط في فضيحة  الكوكايين ؟

 لقد استوى الجنرال الهامل  المدير العام للأمن الوطني الجزائري بالمافيوزي كمال الشيخي ( البوشي ) واستوى الجنرال مناد  نوبة قائد الدرك الوطني الجزائري وكذلك  مراقب الشرطة نور الدين براشدي والعميد غالي بلقصير رئيس أمن ولاية وهران كلهم استووا في الدرجة  الإجرامية  مع كمال الشيخي صاحب أكبر مافيا  اللحوم  في إفريقيا ( البوشي ) واستوى مقداد بن زيان مدير الموظفين بوزارة الدفاع بالبوشي الجاهل  الجزار ، واستوى بوجمعة بودواور مدير المالية بوزارة الدفاع بالجزار البوشي العامل المنفذ لأوامر ساداته  بتوريد  المخدرات الصلبة  وعلى رأسها الكوكايين ... وما خفي كان أعظم وكانت هذه الأسماء ترعبكم وتخيفكم  وتذلكم إذلالا  في حين أن الله تعالى قال في محكم كتابه :" مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهَ أمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ { يوسف 40 } صدق الله العظيم

وعندما  كنا نقول  ونعيد القول مرارا  وتكرارا أن الجزائر تحكمها  مافيا ، بل قلنا إن النظام الجزائري نظام مافيوزي مجرم  يجب أن يقدمه  المجتمع الدولي لمحكمة الجرائم الدولية  الخاصة  بالجرائم ضد  الإنسانية  لأنهم  عصابة لا تزيد الأيام  إلا  تأكيدا لمافيوزيتهم  وكشفا لعوراتهم  الإجرامية .... كان كلامنا من باب التهويش ، والآن هل هذا تهويش ؟

لقد وجد حكام الجزائر في افتعال قضية الصحراء المغربية   ضجيجا لإلهاء الشعب الجزائري  ليخوضوا  هم  في مغامراتهم  المافيوزية  وينسى الشعب  قضية التنمية  الاجتماعية  ، فحتى الترويج  والدعايات الكاذبة  التي تقول بأن المغرب هو الذي يغرق الجزائر بالحشيش فما هي إلا  للتغطية عن الجرائم  الضخمة  مثل تهريب السلاح  عن طريق الدولة الجزائرية الرسمية والتجارة في البشر عن طريق تنظيم مافيات محكمة  الصنع  لتهريب البشر عبر البحر  للتخلص من الشباب الجزائري  الذي يشوش  عن مؤامراتهم  ضد الشعب الجزائري ، وأخيرا  التجارة في المخدرات الصلبة  مثل الكوكايين والهيرويين ... وما  كان بإمكان  أن تمر هذه  الجريمة الفظيعة  لولا  الأجهزة الأمريكية التي  اِقْـتَـفَـتْ  الباخرة  منذ انطلاقها من البرازيل ولم يتصل (DEA)  وهو إدارة مكافحة المخذرات  بالولايات المحدة الأمريكية ، قلنا  لم  يتصل هذا الجهاز الأمريكي  بالجزائر لأن  جميع حكامها  عسكر ومدنيين فاسدون مفسدون  وأمريكا  لها ملف خاص بكل مجرم من  المجرمين الحاكمين في الجزائر ، لذلك اتصلت  سلطات مكافحة المخذرات الصلبة الأمريكية  بالجيش الإسباني مباشرة  الذي ترك الأمر سرا  حتى اقتربت من المياه الإقليمية الإسبانية فسيقت  الباخرة المحملة بالكوكايين الجزائري  التي تم  توقيفها في عرض المحيط الأطلسي و اقتيادها لأحد موانئ جزر  كناري بالمحيط الأطلسي ، وأمرت  السلطات البحرية الاسبانية  قبطان السفينة أن يتجه إلى ميناء فالنسيا الإسباني المُجَهَّـزِ  بأكثر الأجهزة  تطورا  للكشف العميق عن  أخطر أنواع المخدرات ، وفعلا  اتجهت الباخرة  المحملة  بالكوكايين الجزائري إلى ميناء  فالنسيا  ، وهي التي كان  خطها المقرر  هو من البرازيل إلى ميناء وهران ، وبعد التأكد من  حمولتها من اللحوم  المحشوة  بـ 702  كيلو من الكوكايين في ميناء فالنسيا  ، تم الاتصال بالجيش الجزائري وقيل بالقايد صالح نفسه ، ويعتبر ذلك  أول  خروج عن الأعراف  الدولية الذي  يفترض  الاتصال بوزارة الخارجية  وهي التي  تقوم بباقي  عمليات  البحث والتحري ، وبما أن العالم كله  وبما في ذلك  أمريكا وإسبانيا  يعرفون  يقينا  تاما  أن  حكام الجزائر كلهم  وبدون استثناء  فاسدون مفسدون  فقد  اتفقت أمريكا  وإسبانيا  على إخراج هؤلاء الفاسدين من موضوع 702  كيلو من  الكوكايين الموجهة لميناء وهران ، وقرروا  إبعاد هؤلاء الفاسدين  الجزائرين والتعامل مع الجيش الجزائري مباشرة  مع  الحرص على تسجيل كل كلمة  معه  لتحميله  مسؤولية  أي تحريف لمسار  تعميق البحث في فضيحة القرن  الجزائرية ، ولولا  هذه  الصرامة في التعامل الأمريكي الإسباني  مع الجيش الجزائري  في شخصأعلى  قائد فيه وهو القايد صالح بالإضافة غلأى إبلاغه أن  كل  حوار معه في هذه الفضيحة سيكون مسجلا  معه ...

وهذه  فضيحة  قد نشرت كل  تفصيلها وسائل الإعلام الأمريكية  والاسبانية  كما نشرت مسارها  للتأكيد على  إبعاد الطريق الدبلوماسي الفاسد في الجزائر ( الذي يوجد على رأسه  الفاسد  المفسد عبد القدر مساهل  وقبله رمطان لعمامرة  وكل زبانيتهم  وشياتيهم  ) وركزت على وضع الفضيحة  الملتهبة بين يدي  قايد صالح  ومتابعته  دقيقة بدقيقة  وخاصة وأنه  نائب وزير الدفاع وهو بوتفليقة نفسه  وقائد الأركان العامة للجزائر ، بمعنى وكأنها وضعتها بيد بوتفليقة رئيس الدولة  نظرا  لتفويض  قيادة  الجيش للقايد صالح ، تابعوه  لحظة بلحظة حتى  تأكدوا أن  القضية  أخذت  المجرى الصحيح  أثناء البحث في حيثياتها ، فإسبانيا طريق إلى أوروبا  والأوروبيين يخافون على شبابهم من  تمرير هذه السموم من وهران إلى  مالغا  الإسبانية  أومارسيليا الفرنسية ...

إن النظام الجزائري المافيوزي  المجرم  لن يتخلى عن قضية الصحراء لأنها  كانت ولا تزال من العظام التي تُلْقَى للشعب الجزائري  ليقضقضها  ويتلهى بها  ليستمر هو في  إنجاز أفعاله  المافيوزية  الكبرى  أمثال  فضيحة الكوكاييين بالإضافة  لسرقة  أموال الشعب الجزائري ، ولتذهب تنمية البلاد إلى الجحيم ...

يعلم الله كم  من صفقات الكوكايين والهيرويين  أدخلتها  الدولة المافيوزية الجزائرية  طيلة  56 سنة ، لأن حكام الجزائر أكبر الراشين والمرتشين في العالم  ،  لكن ما كل مرة تسلم الجرة .... ولن تنفع  حكام الجزائر تصدير مصائبهم إلى دول الجوار لأن الزمن كشاف  للكذابين والمجرمين مهما طال الزمان .

على سبيل الختم :

كلما  اقتربت  وجهات النظر  بين المغرب وحكام الجزائر  إلا وطفت على السطح فضيحة جزائرية  ترمي بالصدق والمصداقية والشفافية إلى أبعد مدى ، ففضيحة الكوكايين الجزائري  ستزيد من  تصلب  الجزائريين بالدفع  بحل قضية الصحراء إلى قرون أخرى في المستقبل حتى لن ترى  النور أبدا  نحو الحل ... وأنتم  يا ساكنة مخيمات الذل بتندوف ما عليكم إلا أن  تبحثوا لحل  بأنفسكم ، لأن قادة البوليساريو قرروا  أن تبقَوْا هناك إلى ما لا نهاية بين العقارب والأفاعي ، ومن التحق بإسبانيا لن يبقى دائم التذكر في  حياة خيام  الذل بتندوف ، ومن فرَّ إلى فرنسا ليستقر في مخيم اكديم ازيك 2  قرب بوردو  فقد  ذاب في هواها ولهوها  وستبقون وحدكم  هناك يضحك  عليكم أمثال محمد سالم ولد السالك وإبراهيم الرخيص ....

وإلى فضيحة  مافيوزية  بقيادة  الفاسدين الحاكمين في الجزائر ، ولن تعجزهم  تنويع الفضائح  كما أعجزتهم  قضية تنويع  موارد  الدخل الاقتصادي لأنهم خُلِقوا  للفساد ولم  يخلقوا  للصلاح أبدا .. كان الله في عونك أيها الشعب الجزائري ، فمتى تنتفض  ضد البوليساريو  لأنه هو الضباب الذي  يعمي بصركم وبصيرتكم ..

سمير كرم خاص للجزائر تايمز