ظاهرة الباركينغ العشوائي

دون الإحساس بعبئها ؛ على المدى البعيد ؛ يضطر ملايين المغاربة إلى ركن سياراتهم ، من ثلاث إلى خمس مرات في اليوم الواحد واجتياز عتبة العبور أمام فيالق أشخاص أكثريتهم من ذوي السوابق العدلية أو المحتالين ؛ لا يتورعون عن إذاقة أصحاب السيارات ـ وهم يهمون بمغادرة المكان ـ أبشع ألوان الكلام الساقط ، سيما في الحالات التي لا يتلقون فيها أكثر من 2 درهمين " كأجرة ركن السيارة " . ومن خلال عملية حسابية بسيطة نجد أن ركن السيارات في المدن المغربية ؛ ومن خلال التوقف اليومي المتكرر بشوارعنا ؛ يستنزف طاقة صاحب السيارة ، فيدفع سنويا في المتوسط العام ما بين 2000 دهـ إلى 6000 دهـ ، وقد يتجاوز هذا السقف إذا أخذنا بعين الاعتبار المناطق السياحية الجبلية أو الساحلية ، حيث تتناسل ظاهرة السطو على الفضاءات وتحويلها إلى ركن السيارات Parking مقابل 7 دهـ إلى 10 دهـ .. مع الدفع المسبق وبفواتير زائفة مجردة من كل خاتم هيئة أو جهة .. !

اختناق الشوارع وأزمة الباركينغ

عرفت مدننا ؛ في العقود الأخيرة ؛ تصاعدا ملحوظا في وتيرة حركة السير بشوارعها المكتظة بتعدد أصناف الآليات العابرة ( حافلات ؛ شاحنات ؛ سيارات ؛ دراجات ثلاثية ؛ عربات مجرورة ؛ مارة وراجلون .. ) ، فإذا كان على المواطن العادي ركن سيارته " وسط هذه البيئة الخانقة " فيلزمه إمضاء عشرين إلى ثلاثين 20 دق ـ 30 دق بحثا عن موقف صالح لإيداع سيارته ، وحتى إذا ما تم العثور عليه فسيكون مجبرا ؛ في الحالات الاعتيادية ؛ على الترجل إلى استقضاء حاجياته مدة لا تقل عن ربع ساعة .

الحاجة إلى تنظيم مرافق ركن السيارات

حتى لا يبقى هذا المرفق عشوائيا ، وتحت رحمة أشخاص معظمهم من أصحاب السوابق العدلية ، يتوجب على السلطات المختصة ( وزارة التجهيز والأشغال العمومية ) تقنين هذا المرفق وتحديد سومة ركن السيارة ، أو اقتناء بطاقات تخول لصاحب السيارة ركنها بمدن معينة مقابل استخلاص رسوم سنوية ، مع العمل على تعيين القائمين وحراس هذه المرافق بزي خاص سواء داخل المدن أو في الضواحي ، والقطع مع ظاهرة ابتزاز أصحاب السيارات وإمطارهم بأبشع الشتائم .

الاستثمار في إقامة الجراجات تحت أرضية

هي دعوة مفتوحة ، يجب أن تبادر بها الحكومة بفتح المجال أمام الاستثمارات العمومية ؛ وخاصة داخل الحواضر والمدن الكبرى كالبيضاء والرباط وفاس والقنيطرة ومراكش وطنجة .. ؛ تروم إقامة أو استصلاح مرائب وجراجات ، سواء بمستوى تحت أرضية Sous terrain أو معلقة بتقنية المصاعد Car elevator/Ascenseur a voiture خاصة بالسيارات التي يتجاوز أمد إيداعها أكثر من أسبوع وذلك عبر بطاقات أداء موسمية أو سنوية ، في متناول جميع المواطنين للتخفيف من أعباء البحث عن مرفق لركن السيارة بشوارع تعرف على الدوام اكتظاظا لا يطاق ، مما يتعذر معه العثور على مرائب محروسة صالحة لركن السيارات .



عبد اللطيف مجدوب