برر وزير العدل الامريكي جيف سيشنز الخميس، التفريق بين افراد عائلات المهاجرين غير الشرعيين، بجملة وردت في الكتاب المقدس مشدداً على ضرورة فرض احترام القانون في مواجهة المعارضة الديموقراطية والاستياء المتزايد في صفوف الجمهوريين.

وكانت ادارة الرئيس دونالد ترامب دعمت فصل ابناء المهاجرين عن آبائهم، لكن اعضاء الكونغرس الجمهوريين يشعرون باستياء متزايد من القوانين الامنية على الحدود التي تطبق لردع الذين ينوون الهجرة.

ونظم ناشطون الخميس يوم احتجاج على هذه السياسة التي وصفوها بأنها لا انسانية وخطيرة.

وفي اليوم نفسه، قال جيف سيشنز في خطاب خصص بأكمله لهذه القضية “يمكنني الاشارة الى الرسول بولس ووصيته الواضحة والحكيمة (…) بأنه يجب طاعة قوانين الحكومة لأنها جاءت من الله لإحلال النظام”.

واضاف ان “سياستنا التي يمكن ان تؤدي الى الفصل بين افراد عائلات لفترة قصيرة ليست غير عادية ولا غير مبررة”. وتابع ان “دخول الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة جنحة (…) ووجود اولاد لا يحمي”.

وذكر بأنه أمر “بأن يطلق مدعينا ملاحقات ضد مئة بالمئة من الذين يدخلون بطريقة غير قانونية” ويتم رصدهم على الحدود المكسيكية، في اطار سياسة عدم التسامح التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب.

ورفضت الناطقة باسم البيت الابيض سارة ساندرز التعليق بشكل مباشر على التصريحات لكنها قالت ان “فرض احترام القانون مرتبط جداً بالكتاب المقدس″.

ومنذ تشرين الاول/اكتوبر تم فصل مئات الاطفال عن آبائهم على الحدود، بما في ذلك ابناء عائلات جاءت لطلب اللجوء.

وتسارعت وتيرة هذه الحوادث منذ مطلع ايار/مايو عندما اعلن سيشنز ان كل المهاجرين الذين يعبرون الحدود بلا وثائق سيتم توقيفهم، سواء كان برفقتهم قاصرون او لم يكن.

وأكد سيشنز الخميس انه لا يمكن ارسال الاطفال الى “سجون” اقربائهم البالغين، مما يؤدي الى فصلهم عنهم.

وبدا الاستياء واضحاً في صفوف الجمهوريين في الكونغرس الخميس.

وقال زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس النواب بول راين “لا نريد فصل الاطفال عن آبائهم”. واضاف رئيس مجلس النواب “نرى انه يجب التسوية (هذا الوضع) عبر قانون حول الهجرة”.

واخفق الكونغرس خلال العام الجاري في تبني قانون لتسوية مختلف جوانب قضية الهجرة، بما في ذلك مسألة “الحالمين” حماية الذين قدموا اطفالاً في هجرة سرية الى الولايات المتحدة.

ويعمل الجمهوريون على اعداد نص اوسع حول الهجرة يمكن ان يعرض الاسبوع المقبل. وصرح مسؤول جمهوري كبير في مجلس النواب انه سيتم توضيح تعديل دستوري “للتأكد من عدم فصل القاصرين الذين يرافقهم بالغون ويعتقلون على الحدود عن ذويهم او الاوصياء عليهم”.

“تعذيب نفسي” 

في مواجهة الجدل، يؤكد الرئيس ترامب والبيت الابيض ان الوضع ناجم عن تعطيل الديموقراطيين لمقترحات القوانين التي يقدمها الجمهوريون حول الهجرة.

لكن زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي نفت ذلك الخميس. وقالت في مؤتمر صحافي ان هذه القضية يمكن ان تحل “بدقيقة واحدة اذا كان هناك جهد جدي. الامر يتعلق بعمل تنفيذي لوزير العدل ويمكن تغيير ذلك” بسهولة.

وانتقدت بيلوسي ابعاد العائلات التي تصل الى الحدود طلبا للجوء من اجل حفض اجراءات فصل الاطفال عن ذويهم.

واضافت “هذا ليس حلاً. الحل هو عدم فصل الاطفال عن اهلهم”، مشددة على انها سياسة “وحشية (…) يجب ان تتوقف”.

واعترف كثيرون بأن مشروع القانون الذي قدمه الاعضاء الديموقراطيون في مجلس الشيوخ خلال الاسبوع الجاري لوقف هذه الممارسات لا يتمتع بفرصة كبيرة ليلقى دعم الاغلبية الجمهورية، وعبروا عن املهم في ان يدفع “الشعور بالعار” ادارة ترامب الى التحرك.

وقال النائب لويس غوتيريز “لا يمكنني ان اتصور عملاً اكثر وحشية من قبل الحكومة (…) انه تعذيب نفسي”.

وكان المبشر الانجيلي فرانكلين غراهام الذي يتمتع بنفوذ كبير، قال انه يأمل في ان يجرى “شىء ما قريباً لحل” هذه المشكلة”. واضاف لقناة التلفزيون “كريشتيان برودكاستينغ نيتوورك” الثلاثاء “انه عار ورؤية عائلات مشتتة أمر رهيب لا أدعمه إطلاقاً”.