صعدت موسكو ودمشق أمس اتهاماتهما لواشنطن بحماية مسلحين في محيط قاعدة التنف المتاخمة للحدود مع الأردن والعراق، ما عزز من احتمالات فتح النظام جبهة الجنوب بعد فشل صفقة لتسوية الملف، وأثارت مخاوف من حصول اشتباك روسي – أميركي. على خط موازٍ، واصل المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا جولته في المنطقة حيث أجرى محادثات في القاهرة أمس مع وزير الخارجية المصري سامح شكري محورها تحريك التسوية في سورية وإطلاق لجنة الدستور(راجع ص3).

وأفاد بيان للخارجية المصرية بأن المبعوث الأممي أطلع الوزير المصري على مستجدات الأوضاع في سورية سياسياً وأمنياً وإنسانياً، وتقويمه لجهود دفع العملية السياسية وتثبيت مناطق خفض التوتر وتنفيذ خارطة طريق تشكيل اللجنة الدستورية، وتحديد ولاياتها ومراجع الإسناد الخاصة بها تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأكد شكري «استمرار مساعي بلاده إلى إرساء الحل السياسي بما يحفظ وحدة سورية وسلامة أراضيها، وبذل كل الجهود لوقف نزيف الدم، وفقاً لمرجعيات الحل السياسي وقرارات مجلس الأمن». واعتبر أن الوقت حان كي تتكاتف جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل نهائي وشامل للأزمة السورية، والبناء على نقاط التوافق الدولية كنقطة انطلاق للدفع بالحل، والتحرك على أساس فرضية عدم وجود حل عسكري للأزمة مهما طالت.

وكان دي ميستورا اختتم مشاورات في طهران مع مساعد وزير خارجيتها للشؤون السياسية، وكبير مفاوضيها حول السلام في سورية حسين جابري أنصاري الذي قدم، وفق وسائل إعلام إيرانية، «مجموعة من المبادرات والاقتراحات المحددة للبدء بعمل لجنة صوغ الدستور السوري».

وفي مؤشر جديد إلى فشل الأطراف الإقليمية والدولية بالتوصل إلى صفقة تنهي ملف الجنوب السوري، صعّدت موسكو أمس اتهامتها إلى الولايات المتحدة في شأن حماية مسلحين. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات السورية، بمساندة من سلاح الجو الروسي، «أحبطت هجوماً للمسلحين من منطقة التنف الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، نحو مدينة تدمر». وأضافت: «تم إفشال تقدم المسلحين، والقضاء على 5 منهم، وسيارة نقل ودراجة نارية»، فيما لفت المركز الروسي لمصالحة أطراف النزاع في سورية إلى أن مخيم الركبان للاجئين، الواقع قرب القاعدة الأميركية، «أصبح ملجأ للمسلحين من كل المناطق السورية».

وأوضح المركز أن مخيم الركبان السوري للاجئين، المتاخم للحدود مع الأردن، وبسبب عدم وجود إمكانية لوصول السلطات السورية إليه، أصبح ملجأ للمسلحين من كل أنحاء سورية، بما في ذلك إرهابيو «داعش»، ومصدراً لتعبئة التشكيلات الإرهابية في الجزء المركزي من البلاد. ولفت إلى أن الأوضاع الإنسانية في المخيم حرجة بسبب منع القوات الأميركية أي محاولات لإيصال المساعدات الإنسانية إليه.

وفي بيان آخر، اتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة وفصائل المعارضة بالتحضير لهجوم كيماوي في دير الزور غرب نهر الفرات. وقالت في بيان إن لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن فصائل المعارضة، بمساعدة عسكرية من قوات أميركية، تحضر لاستفزاز جديد باستخدام مواد سامة في محافظة دير الزور.

بالتزامن مع ذلك، اتهم النظام السوري قوات التحالف الدولي الذي تقودة واشنطن بارتكاب مذبحة في جنوب الحسكة (شرق سورية). وقال إن ضربة جوية شنتها قوات التحالف قتلت 18 لاجئاً عراقياً في مدرسة في شرق سورية. لكن التحالف سارع إلى نفي صحة هذا التقرير، واصفاً إياه بـ «المفبرك».