في سابقة منذ الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001، أعلنت حركة «طالبان» وقفاً للنار لثلاثة أيام مع قوات الأمن الأفغانية، خلال عيد الفطر، استثنت منه «قوات الاحتلال» الأجنبية. وأعربت السلطات عن أملها بأن تفضي هذه الخطوة إلى سلام دائم، علماً أنها أتت بعد يومين على إعلان الرئيس أشرف غني هدنة أحادية.

ووَرَدَ في بيان أصدرته الحركة: «على جميع المجاهدين وقف العمليات الهجومية ضد القوات الأفغانية، خلال الأيام الثلاثة الأولى لعيد الفطر. ولكن إذا تعرّض المجاهدون لهجوم، سندافع عن أنفسنا بشراسة». واستدرك البيان أن وقف النار لن يشمل عمليات «طالبان» ضد «قوات الاحتلال» الأجنبية في أفغانستان، وتابع: «يجب ألا يتواجد أعضاء طالبان وسط الحشود العامة خلال احتفالات العيد، لأن العدوّ قد يستهدفنا». وأشار إلى أن قيادة الحركة قد تفكّر في إطلاق أسرى حرب، إذا تعهدوا الامتناع عن القتال مجدداً. وقبل ساعات من إعلان «طالبان»، شنّت الحركة هجومَين على قوات الأمن في ولايتَي هرات وقندوز، ما أسفر عن مقتل 36 جندياً.

ورحّب محمد هارون شاخانصوري، الناطق باسم غني، ببيان الحركة، قائلاً: «نأمل بأن تلتزم تطبيق وقف النار. ستتخذ الحكومة الأفغانية كل الخطوات اللازمة للامتناع عن سفك دم، وتأمل بأن تصبح هذه العملية طويلة الأمد وتؤدي إلى سلام دائم».

وكتب وزير الدفاع الأفغاني محمد ردمانيش على موقع «تويتر»: «نأمل بأن يتواصل وقف النار». وتحدث عمر زاخيلوال، السفير الأفغاني لدى باكستان، عن «خطوة مهمة تجاه إمكان إحلال السلام». وكتب على «تويتر»: «نأمل بأن تمتد متعة عدم إراقة الدماء الأفغانية خلال العيد، بحيث تصبح بقية السنة عيداً أفغانياً».

أما تاداميشي ياماماتو، الموفد الدولي الخاص إلى أفغانستان، فأعرب عن أمله بأن يكون إعلان وقف النار بمثابة «الحجر الأساس» لمحادثات سلام بين الحكومة و»طالبان».

وكان غني أعلن الخميس هدنة أحادية مع «طالبان»، تستثني تنظيمَي «القاعدة» و»داعش»، لافتاً إلى أنها ستستمر بين 12 و19 الشهر الجاري. وبرّر قراره بـ «فتوى تاريخية صادرة عن مجلس العلماء الأفغان» الذين أوصوا الاثنين الماضي بوقف النار مع «طالبان»، وأصدروا فتوى تحرّم التفجيرات الانتحارية، معتبرين أن «الجهاد» في أفغانستان «ليس شرعياً»، ودعوا إلى محادثات سلام. وبعد ساعة على نشر الفتوى، فجّر انتحاري «داعشي» نفسه عند مدخل الخيمة التي عُقد فيها اجتماع رجال الدين، موقعاً 14 قتيلاً.

ولم تردّ «طالبان» على عرض غني في شباط (فبراير) الماضي، إجراء محادثات سلام بين الجانبين، على أن تتمكّن الحركة من أن تصبح حزباً سياسياً، إذا وافقت على وقف النار واعترفت بدستور أُقرّ عام 2004.

وعلّق ديبلوماسي أوروبي على قرار «طالبان»، قائلاً: «ربما ستُختبر وحدة مسلحي الحركة خلال الأيام الثلاثة. إذا لم تقبل الفصائل وقف النار، ستتواصل الهجمات». واستبعد ديبلوماسي أجنبي في كابول أن تكون «شبكة حقاني ضمن» الهدنة، وتابع: «لن أُفاجأ إذا حصلت حوادث وأعلن داعش مسؤوليته عنها».

وكتب شاه جهان سيال، المقيم في ولاية ننغرهار، على موقع «فايسبوك»: «لثلاثة أيام فقط لن تقتلنا طالبان. إذا توصلوا إلى اتفاق سلام مع الحكومة، سيحملهم الأفغان على الأكتاف». وكتبت ديوا نيازي، المدافعة عن حقوق النساء، على مواقع التواصل الاجتماعي: «تعيش طالبان. أخيراً يمكننا التنهّد بارتياح خلال أيام العيد، وآمل بأن يصبح وقف النار دائماً».