في يومٍ دموي يُذكِر بالجمعة الأولى لـ «مسيرات العودة»، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس أربعة فلسطينيين وأصابت أكثر من 600 آخرين، خلال مشاركتهم في «مليونية القدس» في الذكرى الـ51 للنكسة واحتلال المدينة، في وقت تجمع نحو ثلث مليون فلسطيني في باحات المسجد الأقصى المبارك في الجمعة الرابعة من شهر رمضان.

وتوجه آلاف الفلسطينيين منذ ساعات الصباح الى مخيمات العودة الخمسة في قطاع غزة، وأشعلوا النار في إطارات السيارات البالية، وأطلقوا عشرات الطائرات الورقية التي تحمل في ذيولها كتلاً نارية، وأسقطوها في حقول ومزارع في مستوطنات محاذية للقطاع.

واندلعت حرائق كبيرة في الأحراش المحيطة بالمواقع العسكرية الإسرائيلية في منطقة ما يسمى «غلاف غزة»، بفعل الطائرات الورقية الحارقة. ووفق الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، نشر الجيش مئات القناصة خلال ساعات الليل على حدود قطاع غزة، إضافة إلى كتائب القوات البرية من الألوية «401» و «غولاني»، وكان نشر في منطقة الجنوب بطاريات «القبة الحديد» لمواجهة تهديدات الصواريخ أو قذائف الهاون.

وقالت مصادر طبية إن أربعة فلسطينيين استشهدوا ونحو 600 جرحوا، بينهم مئة إصابة بالرصاص، 7 منها في حال الخطر، كما أصيب 26 طفلاً، و14 سيدة، وعدد من الصحافيين، مشيرة إلى إصابة المصور الفوتوغرافي لوكالة الصحافة الفرنسية محمد البابا.

وفي مشهد لافت، وصلت والدة الشهيدة المسعفة رزان النجار التي قتلتها قوات الاحتلال الجمعة الماضي، إلى مخيم العودة شرق خزاعة، وهي ترتدي معطف ابنتها الأبيض وبطاقتها التعريفية، لتحل محلها في «عملها الإنساني». وأوضح شهود لـ «الحياة» أن النجار ساعدت في إسعاف الجرحى وإخلائهم.

وقالت الوالدة في مقطع فيديو تداوله ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي: «رسالتي لكل الطواقم الطبية أن تستمر في عملها حتى نكمل رسالة الشهيدة رزان. وجودي هنا إثبات لحقي في العودة، ورسالتي إلى الشهيدة رزان أنني سأواصل ما كانت تقوم به من دعم للمتظاهرين وإسعافهم ودعم الطواقم الطبية. أنا ووالدها وأخوتها سنكمل رسالتها».

وللمرة الأولى، منذ انطلاق «مسيرات العودة» في 30 آذار (مارس) الماضي لمناسبة «يوم الأرض»، وعلى رغم محافظة المسيرات على زخمها وشعبيتها وطابعها السلمي، إلا أن «الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار» لم تعلن فعالية مركزية يوم الجمعة المقبل، على غرار ما فعلت طوال أيام الجمع الماضية، في ما وصف بأنه «استراحة محارب». ودعت في بيان مساء أمس إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل، الذي يصادف عيد الفطر المبارك، «جمعة التراحم والمواساة» لزيارة بيوت الشهداء والجرحى وإقامة صلاة العيد في المخيمات الخمسة شرق القطاع. لكنها أكدت «استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، ونتطلع إلى أن تتوسع لتشمل الضفة المحتلة ومدن فلسطين المحتلة عام ٤٨ وباقي أماكن وجود أبناء شعبنا الفلسطيني في الدول المجاورة».