يصيح السيلفي لا علاقة لي بالسلفي ولا بالحداثي.. أنا كائن لحظة..أنا مؤرخ للحظة..ولكنكم أيها المغاربة الأشقاء تماديتم كثيرا في سلفياتكم..لي سيلفي الخاص بي.. بمنظومتي وسياقي وتحولاتي، ولم أكن أعتقد ذات يوم أن أجد نفسي في غرائب الأمصار والصور والمواقع...

يحز في نفسي أن أرى شواهد القبور توضع والثرى يواري جثمان الفقيد بينما شابة في مقتبل العمر تؤرخ للحظة الوداع. أهكذا نودع الأحباب وهم يوارون الثرى؟..بالتقاط صور؟..أين كنا حينما كانوا أحياء؟..يفكر السيلفي بنفسه في تلك اللحظة بين الحلال والحرام..بين الحياة والموت..بين صراع المتناقضات..بين قبر ممد بطوله وجثمان يستريح..ألهذا أنجبت لأزور المقابر وشواهد القبور وأكون حاضرا فيها؟..أنا سيلفي غايتي الأولى أن أعكس الفرحة التي تتسع في البسمات.

لكم يا معشر المغاربة طرق ووسائل فضلى في تنميط ما لا ينمط..في أن يصبح عادة ثقافية بامتياز..جعلتم مني أنا السيلفي العبد الضعيف أضحوكة في بقاع الأرض كما جيرانكم من الأعراب..كل أنواع المأكل والفواكه وجدت نفسي أمامها حتى أصبت بتخمة قاتلة لم أعد قادرا على محاربتها..يشتكي الفيسبوك مني أني أثقلته كل جمعة بسيلفي الكسكس وبسيلفيات حلوى أعياد الميلاد وبموائد رمضان الشهية وبلحوم "العيد الكبير"...جعلتم مني أضحوكة وبطنا منتفخا وعقلا لا يفكر سوى في الشهوة والأكل...جعلتم مني قطعا من القبلات المباشرة..لمن توجهون قبلاتكم الشبقية؟ لي أم للآخرين؟ ماذا يدور بخاطركم حينما تنفخون شفاهكم وترعدون قبلا شبقية؟ تجعلون مني شخصا يغالب الريح ويعوي..قلت بئسا لهذه القبل التي لا تنتهي...قلت لا بأس ولكن وجدت سيلفي أخطر بما يكون شبقيا..سيلفي الصدر المنتفخ، ولم أفهم له مغزى. من عاداتي أن أكون موجها نحو اتجاه عام وليس موجها بطريقة عمودية على الصدر والمناطق الحساسة..تثيرون شهوتي..توقظون الشيطان في بشكل مرتجل...أنا أيها السادة لست نمطيا ولا أحب التنميط، أنا رحب برحابة من ابتدعني شكلا للاحتفاء وشكلا للحياة وليس شكلا استعراضيا للقوامات الهندسية والجسدية..لا تختزلوني فقط في أجسادكم وصدوركم وقبلكم ومؤخراتكم، بل اختزلوني في بهجة الحياة وأفقها الرحب..

أنا السيلفي فكرة..لغة غير نمطية..قصص للحب..مؤشرات على الذات العاقلة والحواس اليقظة في محفل الجماعة..أنا فكرة تجسد الحياة ولغة حية تحتفي ببهجة الحياة وتؤرخ للحظات الجميلة بشكل النحن حيث تعابير الفرح بادية ولست موائد للأكل واستعراض البذخ..احترموني قليلا وأبدعوا في بقدر ما تشاؤون فأنا لون للإبداع.

 

عبدالله الساورة