انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي حملة مقاطعة  الحليب وبعض أنواع المياه المعدنية والنفطية في المغرب ، ومن الغريب أن حتى بعض الجرائد الالكترونية  المغربية سقطت في فخ  المخابرات الجزائرية وساهمت في نشر الدعوة لمقاطعة بعض المواد الغذائية وعلى رأسها " الحليب " وهو ما أثار انتباهي ، لماذا ؟  

فكما نحج حكام الجزائر بسياساتهم الخرقاء منذ 56  سنة في جعل المواطن الجزائري  يقف في الصف منذ صلاة  الفجر من أجل " كيس صغير من حليب غبرة " ، ونجحوا في تدمير البنية التحتية الفلاحية التي تركها المستعمر حينما غادر الجزائر ، وحينما  نشروا القحط السياسي والفكري في الجزائر ...في ذلك الوقت اعتمد المغرب سياسة فلاحية  وزراعية  وسياحية  تنويع مصادر الطاقة  في مخططاته لتنويع مداخيل الاقتصاد الوطني خاصة وأن المغرب كان بإمكانه  التكاسل  والاعتماد  فقط على  الفوسفاط الذي  يعتبر المغرب  المُصَدر الثاني في العالم  لهذه المادة التي  تحتاجها  الفلاحة في أرجاء العالم  ولا تختلف في أهميتها  عن النفط .

هل تلجأ المخابرات الجزائرية إلى تفقير المغرب عن طريق نشر مقاطعة المنتوجات المغربية ؟

لا يمكن أن يترك حكام الجزائر المغرب وهو يحصد النجاحات تلو الأخرى وخاصة ما  رشح عن  التقرير الأخير لمجلس الأمن ( نهاية أبريل 2018 ) الذي اجتمعت كل الآراء الواردة  عنه أن يميل لصالح المغرب لدرجة أن  روسيا وإثيوبيا  رفضتا  التصديق عليه مطالبتين المجلس تغيير بعض فقراته  التي تصب في صالح المغرب وتضع  البوليساريو في مواقف دولية  محرجة ، هذه  هي آخر صفعة يتلقاها حكام الجزائر ، وإذا عدنا للصفعات القديمة نجد :

1) الاستقرار السياسي في المغرب ووضوح مستقبله السياسي ، مقابل الغموض المهيمن على رأس السلطة في الجزائر ومستقبلها .

2) غزو المغرب لإفريقيا تجاريا واقتصاديا ( المغرب ينشر فروعا من أبناكه في إفريقيا وكذلك فروعا  لشركات التأمين بها )

3) عودة المغرب المظفرة لمنظمة الاتحاد الافريقي .

4) الهزة النفسية التي  أحدثتها  إطاحة  المغربي  فوزي لقجع بمنافسه محمد روراوة خلال انتخابات اللجنة التنفيذية للإتحاد الأفريقي لكرة القدم والتي أجريت بأثيوبيا.وحصل لقجع على 41 صوتاً، مقابل7 لمنافسه الجزائري روراوة، ليشغل رسميا منصب عضو المكتب التنفيذي ل “الكاف”.

5) استعداد المغرب لتنظيم  منافسات كأس العالم 2026 .

6) الفشل الذريع الذي سقط فيه حكام الجزائر حينما أرادوا تقليد المغرب في تنظيم  ندوة  للمقاولات الاقتصادية  التي حضرها بعض الأجانب وانتهت قبل أن تبدأ  بنزاع بين  عبد المالك سلال رئيس الوزراء الجزائري ورمطان العمامرة وزير الخارجية في الحكومة السابقة  من جهة  والباطرونا  الجزائرية  بقيادة  علي حداد الذي سَخِرَ من سلال الذي غادر مع لعمامرة  قاعة  المنتدى ، وقد أتم المنتدى أعماله في جو من  الجهل  بقواعد وأصول وقوانين  دولة  الانفتاح على  المقاولات  الخاصة ، كان ذلك  منتظرا لأن الجزائر عاشت في قوقعة  اقتصادية  وممنوع  على حاكم الجزائر الفعلي أن  يفتح  رؤوس أموال أخرى  تزاحم الدولة التي تقوم مقام  الفلاحين والتجار وأرباب الحرف اليدوية ( هزلت والله ) .... الجزائر دولة فاشلة اقتصاديا لأنها  لا تزال تسير  بعقلية  القرن 19  وربما القرن 18 ... ولما رأى حكام الجزائر الاختيارات الاقتصادية  للدولة المغربية وأرادوا  تقليدها  فشلوا  فشلا ذريعا  في أن  يتواصلوا  فيما بينهم ، فحتى التواصل بين مكونات الاقتصاد الجزائري مقطوع  والدليل  غضب عبد المالك سلال ولعمامرة من  رئيس الباطرونا  علي حداد وخرجا  من أول منتدى يمكن أن يكون  لبنة أولى في تنويع  مصادر اقتصاد البلاد  وتحريره ...( ولن يكون ذلك أبدا  طالما  يحكم الجزائر عصابة  تجمع  الانتهازي بالعسكري وهم جميعا يكرهون الشعب الجزائري لأنهم  حركي أبناء حركي )

7) إن الجزائر لا علاقة لها بما يجري في ربوع العالم من  تطور سريع  في  آليات  التبادل التجاري بين الدول لأن  الجزائر  ليست عضوا في منظمة التجارة العالمية ... لماذا ؟ لأن حكام الجزائر لا يزالون  ينتمون لعقلية  القرون الوسطى ولم  يفهموا  أن  التجارة الدولية أصبحت علما  جديدا  وتسير بآليات  جديدة عصرية  نافعة للشعوب وتطوير مؤهلاتها  الاقتصادية بالاحتكاك فيما بينها ، وظلت الجزائر إلى اليوم  تعاني كلما  طلبت الانضمام  ( لمنظمة التجارة العالمية )  إلا  ووجدت أن  الملف الجزائري لا يزال ناقصا  بدرجة  تخلف  خيالية  وترفض المنظمة  قبول الجزائر فيها .

8)    في حين أن إحدى معاهدات  التجارة العالمية قد تم التوقيع عليها في مدينة مراكش المغربية في 15 أبريل 1994  ...( ولعل رفض حكام الجزائر الدخول في هذه المنظمة التجارية العالمية هو كون إحدى  معاهداتها  تم التوقيع عليها  من طرف أغلبية الدول العالمية في مراكش المغربية ، كما حدث لمعاهدة اتحاد المغرب العربي لأنها وقعت كذلك في مراكش المغربيةعام 1989 )...

حذاري مخططات المخابرات الجزائرية ليصبح الشعب المغربي يطالب" بشكارة حليب وحبة بطاطا":  

لقد فرحنا نحن جيل ما قبل الثورة الجزائرية ( أكرر تعبير جيل ما قبل الثورة الجزائرية لأنه بعد الثورة الجزائرية  أصبح  حكام الجزائر أعداءا للشعب الجزائري  نفسه  ثم أصبحوا أعداءا  لشعوب المنطقة المغاربية بكاملها )  نحن الذين نحمل في عقولنا وقلوبنا محبة شعب عظيم وكثير العدد وله مقومات الأمة التي يمكن أن تنافس أعظم الأمم : " هذا الشعب هو شعب المنطقة المغاربية  بدوله الخمس بجميع أطيافه العربية والأمازيغية والأندلسية والإفريقية "  جيلنا  - هذا - لا يزال يحمل حلم الوحدة المغاربية من أقصى نقطة في حدود  ليبيا شرقا إلى أقصى نقطة  غربا في حدود موريتانيا بنهر السينيغال ، قلت لقد فرحنا أن المملكة المغربية قد انبجست من هذا العفن السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبدأت تظهر على الشعب المغربي  بوادر أنه قد وضع  قطار النمو الاقتصادي لبلده على السكة الصحيحة  خاصة حينما  غزا إفريقيا  اقتصاديا رغم كيد الكائدين ، لا نقول سوى ما يقوله  المغاربة الذين يحبون بل يعشقون  بلدهم وشعبهم المغربي ، يقولون بأن المغرب لم يحقق كل ما يتمناه  فعلا ، لكننا  نقول – معهم -  بأنه على الأقل لا يعيش محنة ( كيس حليب غبرة وحبة بطاطا )  الذي يعاني منها شعب المليون ونص شهيد  طيلة 56 سنة من الاستقلال المفترى عليه ، شعب  المغرب لا نشك في محبته  الخالصة ليس للجزائريين  فقط ولكن لكل الشعب المغاربي من أقصى حدود ليبيا مع مصر إلى نهر السنيغال ...

فاحْذَرْ  أيها الشعب المغربي إن حكام الجزائر  ومخابراتهم يخططون لتدمير الاقتصاد المغربي خاصة وأنهم فشلوا في تغيير النظام  المغربي وفشلوا في قضية الصحراء المغربية وفشلوا في تقليد المغرب في كل شيء ( مسجد الحسن الثاني - مصانع السيارات  بتصدير ملايين السيارات – الطريق السيار وجدة أكادير – الميناء المتوسطي العظيم – سواعد الشباب المغربي  العاقل المتعقل والنشيط  والحيوي  الخ الخ الخ )  مقابل شباب  جزائري  معظمه مزطول من ( ليحيطيست )  الذي لا  يبحث إلا عن الهروب من الحكرة  بواسطة الحريك أي الحركة عبر قوارب الموت ...

عود على بدء :

احذر  أيها الشعب المغربي من مخابرات الجزائر  فستبدأ  بدعوتكم إلى مقاطعة  المواد الاستهلاكية  وبعدها إلى مواد صناعية  وبعدها إلى مواد فلاحية  ومنها  إلى مواد أخرى  ينتجها المغرب وشيئا فشيئا  ستعم  الفوضى  وبعدها ستعم  البطالة  تحت شعارات  ظاهرها  ( النضال  من أجل رفاهية الشعب المغربي ورفع الظلم عنه )  وباطنها  تدمير  حياة شعب المغرب  ودولة المغرب من الداخل ...وهكذا  سنصبح  جميعا دولتين  غنيتين  وشعبيهما  شعب  فقير ، وستصبحون من الفقاقير ، أي حتى تصبحوا  مثل الجزائريين الذين  يقفون في الصف منذ  صلاة الفجر من أجل ( شكارة حليب غبرة )  فحذاري إن قلبي يتقطع  عليكم  إذا نجح  مخطط  المخابرات الجزائرية  لتدمير الاقتصاد المغربي بل والدولة المغربية ، فلا تسقطوا  في فخ المخابرات الجزائرية التي تتربص بكم  فحكموا عقولكم ، أما مشاكل غلاء المعيشة  فهي قابلة  للحل لكن دون  الطعن في  عمود من أعمدة الوطن وهو الاقتصاد المغربي وإذاك  لن ينفعكم  الندم  لأن المستثمر سيحمل  أمواله  ويدخل بها إلى أي مكان  يضمن فيه  الأمن  لأمواله ..... وقد تكون الجزائر أو تونس وَلِمَ  لا  فالحذر الحذر ... فالحذر الحذر...

سمير كرم خاص للجزائر تايمز