تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة عن ملامح اتفاق على وقف لإطلاق النار في الغوطة الغربية بين دمشق ومسلحي مجموعات وصفتها بالإرهابية بعد استسلامهم.

وقالت إن مسلحي تلك المجموعات استسلموا "نتيجة خسائرهم الكبيرة في الأفراد والعتاد وتدمير تحصينات لهم خلال استهداف سلاحي الجو والمدفعية لأوكارهم وتجمعاتهم خلال الساعات الماضية".

وبحسب المصدر ذاته سيدخل الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بمجرد التأكد من التزام المجموعات المسلحة بكل تفاصيله.

ونقلت الوكالة عن مراسلها الحربي قوله، أن بنود الاتفاق تقضي بإخراج معظم المجموعات "الإرهابية" بعضها إلى إدلب والآخر إلى البادية الشرقية، بينما ستتم تسوية أوضاع المجموعات الأخرى.

وقال أيضا إنه تم تخيير مسلحين من جماعات أخرى بين المغادرة النهائية والبقاء في يلدا وببيلا وبيت سحم وتسوية أوضاعهم.

وبالرغم من الاعلان عن هذا الاتفاق، أكدت وكالة الأنباء السورية أن العملية العسكرية مستمرة إلى حين "الانتهاء من تفاصيل بنود الاتفاق كاملا"، مشيرة إلى أن الحكومة السورية تدرك أن "بعض المجموعات الإرهابية قد تراوغ وتعرقل بعض البنود".

وتشن القوات السورية منذ الخميس عملية عسكرية واسعة تستهدف فصائل مسلحة في منطقة الحجر الأسود ومحيطه ضمن تحرك يستهدف تطهير محيط العاصمة دمشق من كل الجماعات المسلحة واخراج مسلحيها وعائلاتهم من جميع قرى وبلدات الغوطة الشرقية إلى كل من إدلب ومدينة جرابلس بريف حلب.

وفي تطور آخر على علاقة بالأزمة السورية، أبدت روسيا الجمعة استعدادها لفعل كل ما يلزم من أجل تنفيذ الاتفاقيات والقرارات التي تم التوصل إليها في الأمم المتحدة وفي مؤتمري سوتشي وأستانا حول سوريا، مؤكدة على ضرورة البقاء في أطر القانون الدولي.

وكانت موسكو تشير إلى الضربات الجوية الغربية التي استهدفت السبت الماضي مواقع سورية على علاقة بالأسلحة الكيماوية.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء بالمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن روسيا ستفعل كل شيء ممكن لتنفيذ القرارات الدولية والاتفاقات في اجتماعات استانا ومؤتمر الحوار الوطني في سوريا.

وتابع "لقد مر أقل من شهر على لقائنا الماضي يوم 29 مارس (اذار) واليوم نلتقي في ظروف ليست فيها آفاق إطلاق الحوار برعايتك (دي ميستورا) وفقا لقرار 2254 واعدة مثلما كانت منذ شهر".

وشدد الوزير الروسي على ضرورة مواصلة العمل من أجل اطلاق الحوار وعدم الاستسلام للوضع الراهن.

وقال موجها حديثة لدي ميستورا "سنعمل كل شيء يمكن لمنع التحول عن الاتفاقات المحورية التي تم التوصل إليها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفي إطار عملية أستانا ومؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وسنسعى لتحقيق التزام جميع شركائنا بهذا النهج بالذات وعدم قيامهم بمحاولات تطبيق سيناريوهاتهم الجيوسياسية على حساب مصالح الشعب السوري".

وكان يشير إلى الضربات الغربية التي استهدفت مواقع سورية في الآونة الأخيرة ردا على هجوم كيماوي يعتقد الغرب أن النظام السوري نفذه.

وقال الوسيط الأممي من جانبه إن الأولوية في الوقت الراهن في سوريا هي ضرورة تخفيض حدة التوتر، محذرا من أن الوضع الراهن حولها يشكل "خطرا للأمن والسلام".

ودعا دي ميستورا إلى ضرورة استمرار الحوار بين روسيا والولايات المتحدة عبر ممثلي البلدين العسكريين لمنع وقوع الاشتباك بين القوتين في سوريا، قائلا إن "ذلك سيمكننا من تجنب التداعيات الأكثر رعبا".

وفي ما يتعلق بمهمة بعثة منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في سوريا، أوضح أن الأمم المتحدة تسعى لتسريع دخول البعثة إلى موقع الهجوم في دوما.

وكانت روسيا قد شككت في الرواية الغربية حول تنفيذ القوات السورية هجوما كيماويا في دوما بالغوطة الشرقية، معتبرة أن تلك الرواية والمشاهد مفبركة من قبل فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) قصد استقطاب تدخل عسكري غربي.