أكد أندري أزولاي المستشار الملكي ورئيس مؤسسة أناليند أن "المغرب يظل بلد كل ما هو ممكن عندما يتعلق الأمر بالحداثة والانفتاح على الآخر أو عندما يتعلق الأمر بالقول للآخرين إنه بالإمكان أن نكون في الآن ذاته بلدا عربيا وإسلاميا٬ وبلدا يوجه تضامنه التام لفضاء الشرق الأوسط وفي نفس الوقت بلدا قادرا على الاعتراف بالآخر" وأعرب أزولاي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل نظم مساء أمس الثلاثاء بروما حيث تسلم جائزة السلام لعام 2012من المؤسسة الايطالية (دوتشي) ٬ عن اعتزازه "بأن يمنح هذا الحفل طابعا مغربيا" كما عبر أزولاي ٬ الذي حصل على هذه الجائزة اعترافا بجهوده من أجل السلام والحوار بين الثقافات٬ عن ارتياحه "للاعتراف بالمغرب وتكريمه لتوفره على ما أهو أعمق وأكثر تفردا٬ وفي هذا الفضاء المرجعي الذي تقترحه المملكة لبقية المجتمع الأممي عندما يتعلق الأمر بتحالف جميع حضاراتنا والجمع بين كل تواريخنا وروحانياتنا".

 

وأكد أزولاي عزمه على مواصلة العمل الذي يقوم به "للمساهمة في إقرار المصالحة والتفاهم والأخوة بين الإسلام واليهودية" و"العمل على استرجاع الكرامة والعدالة والسيادة التي ناضل من أجلها الشعب الفلسطيني لسنوات" وقال "إنني أجد في مغربيتي مصدرا لعدم التخلي ومواصلة العمل من أجل سلم أخلف٬ حاليا للأسف٬ جميع المواعيد التي ضربت له" وبخصوص التحولات العميقة التي عرفتها المنطقة٬ أبرز المستشار الملكي أن" المغرب تمكن مرة أخرى من التعبير عن قدراته على الاستباق والإصلاح والإنصات والحفاظ على دينامية التغيير والإصلاح التي تحدوه منذ سنوات".

 

 

وشدد في هذا الصدد على "الخطاب المؤسس"الذي وجهه جلالة الملك للشعب المغربي يوم 9 مارس والدستور الذي تم اعتماده في يوليوز الماضي٬ معتبرا أن هذا الدستور "يلخص بشكل رائع واقع المغرب كبلد إسلامي تأسست وحدته على التقارب بين مكوناته العربية الإسلامية والأمازيغية والحسانية الصحراوية٬ واغتنت بروافده الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية" ومنحت مؤسسة (دوتشي)٬ الناشطة في مجال تشجيع الحوار بين مختلف الثقافات٬ جائزتها للسلام لعام 2012 لكل من السيد أزولاي والمفتي الكبير للبوسنة مصطفى سيريك ورئيس جماعة سان إيجيديو فرانكو إمباغليازو وحرص أزولاي بهذه المناسبة على الإشادة بالمفتي سيريك "كرفيق درب وصديق قديم ظل صوته دوما صوت النور والعقل" وكذا بجماعة سان إيجيديو "التي كانت دائما في الصفوف الأولى للمساعدة في حل النزاعات الأكثر حدة" وجرى تسليم الجائزة خلال حفل نظم على هامش ندوة حول "المسيحية واليهودية والإسلام: جذور وآفاق مشتركة" نشطتها الشخصيات الثلاثة المتوجة وحضرها بالخصوص سفير المغرب بإيطاليا حسن أبو أيوب وبعد التعبير عن أسفه للاعتداء الذي تعرضت له إعدادية يهودية مؤخرا في تولوز٬ استعرض أزولاي٬ أمام ثلة من الشخصيات المرموقة٬ مساره الشخصي بين الإسلام واليهودية والتحدي الذي رفعه باستمرار من أجل جعل التعايش السلمي ممكنا بين دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية٬ مشددا على أنه "لا يزال بالإمكان تحقيق هذا السلام وهذه المصالحة المنشودين بإلحاح ".

 

 

وأعربت الشخصيات المتوجة كل على حدة بهذه المناسبة عن اعتزازها بنيل هذه الجائزة إلى جانب "رفاق درب جمع بينهم نهج السلم والحوار" مؤكدة على "قوة العقيدة التي تؤدي حتما إلى التسامح والأخوة" وأبرز رئيس جماعة سان إيجيديو بالخصوص أن "الواقعية تتجسد في السلم والصداقة" وأن "السلم ورش مفتوح للجميع" كما سبق للبابا يوحنا بولس الثاني تأكيد ذلك من جهة أخرى٬ خص أزولاي القناة التلفزية الإخبارية الإيطالية (راي نيوز 24) بحديث مباشر أكد فيه على تفرد المغرب كبلد تسود فيه "ثقافة الإصلاح" وذكر في هذا الصدد بأن المملكة لم تنتظر "الربيع العربي" كي تنخرط في إصلاحات مؤكدا أن المملكة شرعت في هذه الإصلاحات منذ سنوات وتواصل تشبثها بنهج " البحث عن الافضل" تحت قيادة الملك محمد السادس كما أشار أزولاي إلى التفاهم الذي يميز العلاقات بين الأديان في المغرب وأهمية مؤسسة إمارة المؤمنين بالمملكة وردا على سؤال حول الاعتداء الذي استهدف إعدادية يهودية في تولوز٬ أعرب السيد أزولاي عن مشاعر الأسى إزاء هذا العمل الدنيء٬ مذكرا بأن جلالة الملك بعث ببرقية إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عبر فيها له ولعائلات الضحايا عن صادق التعازي وخالص مشاعر المواساة ويذكر أنه سبق لأزولاي أن حظي بالتكريم في كل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال والبرازيل والأرجنتين والمكسيك.