نفى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الثلاثاء، وجود اتفاق بين الإقليم والولايات المتحدة بشأن عودة البيشمركة (قوات الإقليم) إلى المناطق المتنازع عليها مع بغداد، معلنا دعمه لإجراءات بغداد في تلك المناطق.

وقال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لحكومة الإقليم في مدينة أربيل "نؤيد خطوات بغداد في حفظ الأمن في مناطق النزاع ومستعدون لإجراء كل ما يلزم بهذا الخصوص".

وتابع "الحكومة العراقية ملتزمة ومستمرة بالمبلغ الذي خصصته لصرف رواتب موظفي الإقليم ولا أعتقد أن هناك قرارا أو حديثا غير ذلك".

وأصبحت حكومة الاقليم شبه المستقل أميل إلى التهدئة مع الحكومة المركزية في بغداد على اثر أزمة ناجمة عن استفتاء الانفصال أجرتها كردستان في 25 سبتمبر/ايلول 2017 ودفع بغداد لاتخاذ اجراءات عقابية قاسية دعمتها كل من تركيا وإيران.

وفاقمت الاجراءات العقابية الوضع في الاقليم الذي يشهد أصلا أزمة سياسية واقتصادية خانقة، ما اضطرت حكومة الاقليم إلى الدخول في مفاوضات مع الحكومة المركزية لتسوية الخلافات العالقة وأزمة الاستفتاء.

وبشأن زيارة وفد من حكومة الإقليم إلى بغداد، قال بارزاني "سمعت ذلك في الإعلام فقط وإن حدث فهو أمر طبيعي، فالتواصل مستمر على كافة الأصعدة وبجميع الجوانب"، مضيفا "لا مخطط لزيارة وفد إلى بغداد في الوقت الحالي".

وأرسلت الحكومة العراقية مؤخرا، أموالا للإقليم لدفع رواتب موظفي الحكومة في خطوة هي الأولى منذ 2014، رغم بقاء الخلاف حول حجم المبلغ بين بغداد وأربيل.

وأضاف "لا وجود لأي اتفاق أو محادثات رسمية بين البيشمركة وبغداد وأميركا للعودة لتلك المناطق بالرغم من وجود مخاوف من توتر الأوضاع هناك".

وتقول مصادر إعلامية أميركية إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، يسعى إلى إشراك قوات البيشمركة في حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها عقب زيادة وتيرة الهجمات المسلحة التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية على الطريق الرابط بين بغداد وكركوك من جهة وبين ديالى وبغداد من جهة ثانية.

وفرضت قوات البيشمركه وأيضا الأسايش (قوات أمنية خاصة بالإقليم) سيطرتها على المناطق المتنازع عليها منذ 2003، إلا أن تلك القوات انسحبت إثر إعادة انتشار للقوات العراقية في تلك المناطق عقب استفتاء الانفصال.

وتشمل المناطق المتنازع عليها أراض في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى ومحافظة كركوك الغنية بالنفط والتي تعد أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

وسيطرت القوات العراقية في عملية خاطفة وسريعة ودون مقاومة تذكر على تلك المناطق بما فيها النفطية والتي كانت خاضعة لسنوات لسيطرة القوات الكردية.

وشاركت قوات البيشمركة في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية ونجحت في انتزاع العديد من المناطق من سيطرة التنظيم المتطرف.

وحاولت حكومة اربيل في خضم الحرب على الارهاب إعادة رسم حدود الاقليم من خلال فرض الأمر الواقع بمنطق الأرض لمن يسيطر عليها، لكن الوضع تغير بمجرد هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية من جهة واجراء الاقليم استفتاء على الانفصال دفع بغداد للتحرك.

وكانت تقارير سابقة خلال الحرب على الدولة الاسلامية قد اشارت إلى انتهاكات قامت بها قوات البيشمركة شملت عمليات تهجير للعرب ومحاولات لتغيير الوضع الديمغرافي في المناطق المختلطة بين العرب والأكراد والاستيلاء على ممتلكات المهجرين.