قال زعيم الحوثيين باليمن الجمعة إن جماعته ستواصل تطوير قدراتها العسكرية في الوقت الذي صعدت فيه الجماعة المتحالفة مع إيران هجماتها ضد السعودية بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع.

وذكرت وسائل إعلام رسمية سعودية أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت الأربعاء ثلاثة صواريخ أطلقها الحوثيون على الرياض ومدينتين أخريين وهي رابع مرة خلال خمسة أشهر تحلق فيها صواريخ فوق العاصمة السعودية. كما أسقطت الدفاعات السعودية طائرتين بدون طيار للحوثيين في مدن بجنوب المملكة.

وكانت البعثة السعودية في الأمم المتحدة الخميس قدمت رسالة لمجلس الأمن حول الهجمات الصاروخية الحوثية ضد المملكة وضد الملاحة البحرية، أكدت فيها أن عجز مجلس الأمن عن التحرك منح الضوء الأخضر لإيران والحوثيين.

وقال عبدالملك الحوثي في خطاب بثته قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون "كلما استمر العدوان (في اشارة الى عمليات التحالف الداعم للشرعية في اليمن) في حربه فإن قدراتنا العسكرية سوف تكبر وتتطور وتتعاظم"، مضيفا أن لحركته الحق في صنع طائرات بدون طيار واستخدامها.

وقالت محطة بلقيس التلفزيونية الخاصة إن أحد مصوريها اليمنيين ويدعى عبدالله القادري توفي متأثرا بجروح أصيب بها فيما قالت إنه هجوم صاروخي حوثي الجمعة، استهدف سيارة تقل صحفيين في محافظة البيضاء وقالت إن مراسلا لمحطة تلفزيونية أخرى أصيب في الهجوم.

وقالت المحطة على موقعها الإلكتروني "نعت قناة بلقيس استشهاد مصورها في محافظة مأرب عبدالله القادري في قصف صاروخي لمليشيا الحوثي على منطقة قانية بمحافظة البيضاء".

وأكدت مصادر طبية وفاة المصور متأثرا بجروحه وقالت إن صحفيا آخر في حالة خطيرة. ولم يتضح عدد من كانت تقلهم السيارة التي استهدفها الهجوم.

ويتهم التحالف الحوثيين بأنهم يحصلون على السلاح والدعم من إيران وهو اتهام تنفيه الجماعة وطهران، إلا أن تقارير أممية وأدلة عرضتها الولايات المتحدة أثبتت التورط الإيراني في تسليح الانقلابيين ولم تترك حجة لطهران التي تحاول في كل مرّة القاء المسؤولية على التحالف العربي في مأساة اليمن للالتفاف على حقيقة التدخل الإيراني والمآسي التي أنتجها انقلاب الميليشيا الشيعية على السلطة الشرعية في اليمن.

وتقول منظمة أبحاث التسلح في النزاعات المعنية بمراقبة الأسلحة إن لديها أدلة على أن طائرات بدون طيار استخدمت الأربعاء وإن معدات أخرى يستخدمها الحوثيون صنعت في إيران وليست محلية التصميم أو التصنيع.

انتقادات سعودية لمجلس الأمن

وقدمت بعثة المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة رسالة لمجلس الأمن الخميس حول الهجمات الصاروخية الحوثية ضد المملكة وضد الملاحة البحرية.

وأكدت الرسالة السعودية على أن عجز مجلس الأمن عن التحرك منح الضوء الأخضر لإيران والحوثيين.

وأشارت الرسالة السعودية إلى أن الثغرات في نظام التحقق في اليمن مكنت إيران من تزويد الحوثيين بالصواريخ.

وكانت الرياض قد وجهت رسالة سابقة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الصواريخ البالستية الحوثية الإيرانية، تسلمها الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن من السفير عبدالله المعلمي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة.

وطالبت السعودية مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين، وضرورة محاسبة إيران لتزويدها ميليشيا الحوثيين بالصواريخ البالستية.

ويأتي التصعيد الحوثي الإيراني فيما يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مشاوراته مع الأطراف اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، من أجل إحياء مشاورات السلام المتعثرة منذ أكثر من عام ونصف.

والتقى غريفيث في ثاني أيامه بالرياض التي وصلها الأربعاء، قيادات الأحزاب والمكونات السياسية الموالية للحكومة الشرعية والتي تقيم بشكل مؤقت في السعودية.

وذكرت وكالة "سبأ" اليمنية الرسمية، أن قادة الأحزاب أكدوا دعمهم لأي جهود من شأنها تحقيق السلام المستدام في اليمن، معربين عن أملهم في نجاح مهمة المبعوث الأممي المتمثلة في "إيقاف الحرب واستئناف المسار السياسي".

ورأت الأحزاب اليمنية في التصعيد الأخير للحوثيين والهجمات الصاروخية المتكررة على الأراضي السعودية "تأكيدا على عدم جديتهم (الحوثيين) في التجاوب مع جهود السلام"، وفق المصدر نفسه.

ودعت الأحزاب المبعوث الأممي إلى العمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن والتي حددت المسؤولين عن عرقلة وتعطيل العملية السياسية بالبلاد.

كما أشارت إلى أنه "لا يمكن أن تنجح أي جهود سلام قبل تسليم المليشيات (الحوثيين) للسلاح الذي استولت عليه عقب انقلابها وانسحابها من المدن والمؤسسات التي تحتلها".

ومن المقرر أن يتوجّه المبعوث الأممي إلى نيويورك لتقديم إحاطة حول اليمن في مجلس الأمن الدولي في منتصف ابريل/نيسان لعرض نتائج جولته الإقليمية الأولى التي بدأها أواخر مارس/ آذار.

وشملت الجولة زيارة الرياض وصنعاء ومسقط وأبوظبي والتقى خلالها قيادات الحكومة الشرعية وممثلين من جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام والأحزاب الموالية للشرعية.

كما التقى أيضا قادة المجلس الانتقالي الجنوبي وأحمد علي صالح نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في أبوظبي.

وتأتي هذه التطورات فيما أعلن مصدر عسكري يمني الخميس، سيطرة القوات الحكومية على مواقع استراتيجية، عقب اشتباكات مع جماعة الحوثي الانقلابية في محافظة البيضاء وسط البلاد.

وقال عبدالرزاق جابر، رئيس شعبة التوجيه المعنوي في قطاع ماهلية التابع للجيش، إن معارك عنيفة اندلعت فجر الخميس بين الجيش والحوثيين بمنطقة قانية التابعة لمديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب.

وأضاف أن الجيش سيطر على مواقع استراتيجية، بينها سوق قانية وتمكن من تأمينه بالكامل كما سيطر على جبال استراتيجية بالمنطقة.

ووفق المصدر نفسه، فإن المعارك أسفرت عن مقتل أكثر من 5 مسلحين حوثيين وإصابة عشرات.

ولم يفصح المصدر العسكري عن الضحايا المحتملين في صفوف القوات الحكومية، غير أنّ مصدرا عسكريا آخر أفاد بمقتل 4 على الأقل من عناصر الجيش.

وتكمن أهمية محافظة البيضاء في أنها تربط بين المحافظات الجنوبية والشمالية وتتداخل حدودها مع عدة محافظات يمنية هي صنعاء ومأرب (شرق) وشبوة (جنوب شرق) وذمار (شمال) وإب (وسط) والضالع ولحج وأبين جنوبا.