في خضم التكهنات بتوقيت وشكل الرد العسكري الأمريكي على ما تسمّيه الولايات المتحدة والغرب بالهجمات الكيماوية على المدنيين في مدينة دوما، تتفق العديد من المصادر على أن الهجوم قد يبدأ بين السادسة والسابعة من مساء الخميس بالتوقيت المحلي للعاصمة الأمريكية واشنطن، فجر الجمعة بتوقيت دمشق.

مؤشرات عديدة بدأت تلوح في الأفق؛ أهمها أن الرئيس الأمريكي كان قد أكد أن الرد الأمريكي سيكون خلال 48 ساعة على الأكثر، لكن وأمام إعلان الوكالة الدولية للأسلحة الكيماوية نيتها إرسال مفتشيها إلى سوريا بدأ من يوم السبت، يرى المراقبون أن ذلك ربما يحول دون أي تحرك أمريكي وهو ما يضيق حيز الخيارات الزمنية أمام ترامب بشأن الوفاء بوعد بالرد الصارم عبر ما أسماه بـ"صواريخ ذكية متطورة وجميلة".

التقارير الميدانية الواردة من البحر الأبيض المتوسط تفيد، كذلك، بأن حاملات الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" والمدمرات الأمريكية الخمس الأخرى المكلفة بشن الضربات الصاروخية على سوريا قد اتخذت مواقعها القتالية، بالقرب من الساحل السوري وجنوب جزيرة قبرص، كما أنها قد أنهت حالة التأهب؛ وهو ما يصعب إمكانية التراجع عن قرار الهجمات.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي، ظهر الخميس، إنه "على العالم أن ينتظر قرارا مهما قريبا جدا.. وسنرى ماذا سيحدث".

تصريحات الرئيس الأمريكي تترافق مع تأكيدات غربية (فرنسية وأمريكية) بوجود أدلة دامغة على استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية ضد المدنيين في مدينة دوما؛ وهو المؤشر الذي يترك تحرك محققي المنظمة الدولية بدون أي معنى في الوقت الراهن.. كما تدعمه تصريحات سابقة لنيكي هايلي، مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، بأن الرد الأمريكي لن يكترث بنتائج مباحثات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

ونقلت بعض المصادر عن المؤرخ العسكري آندرو كارول أن امتلاك الولايات المتحدة لتقنيات الرؤية الليلية بعيدة المدى وتقنيات الرصد عن بُعد يرجح احتمال أن تكون الضربات خلال فترة الظلام؛ وهو ما دأب الجيش الأمريكي على فعله كما في حالة ليبيا 1986، و"عاصفة الصحراء" عام 1991، وقصف بغداد في سنة 1993، وعملية "ثعلب الصحراء" سنة 1998، وغزو العراق سنة 2003، والسابع من أبريل سنة 2017 حين أطلق الجيش الأمريكي 59 صاروخا توماهوك لقاعدة الشعيرات الجوية السورية.

وتسود حالة الترقب في العاصمة الأمريكية؛ فيما أنهى الرئيس الأمريكي اجتماعا بالبيت الأبيض مع فريقه العسكري ومسؤولين كبار في الأمن القومي.