59 يومًا هو عمر عملية «غصن الزيتون» العسكرية، والتي شنتها القوات التركية وتمكنت من خلالها السيطرة مع قوات من الجيش السوري الحر على مدينة عفرين التي كانت تخضع لوحدات حماية الشعب الكردية.

وبعد السيطرة على عفرين، بات السؤال الأبرز الآن ماذا ستفعل تركيا في سوريا بعد عفرين؟ وهل ستتوقف العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا؟

أجابت صحيفة «إنترناسيونال» الإيطالية في تقرير لها عن هذه الأسئلة، حيث أشارت إلى أن الرئيس التركي سيركز على محاربة الأكراد.

وأوضحت الصحيفة أن من المنتظر أن يسعى بعد عملية غصن الزيتون إلى استهداف وطرد الأقليات الكردية من الحدود التركية، جنبا إلى جنب مع كل من سوريا والعراق.

ومن المتوقع أن تكون منبج الخطوة التالية في المخطط التركي، إلا أن ذلك من شأنه أن يتسبب في صدام بين واشنطن وأنقرة.

توغل في العراق

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد الماضي، قبيل مغادرته لحضور قمة مع زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بدء عملية عسكرية في منطقة سنجار شمالي العراق.

وقال أردوغان: «قلنا إننا سوف ندخل سنجار شمالي العراق أيضا والآن بدأت العمليات العسكرية هناك»، مضيفًا أن تركيا ستتخذ كل ما يلزم إذا فشلت عملية الحكومة العراقية في سنجار، فيما أدانت العراق العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية، وأكدت موقفها الرافض لوجود أي قوات على الأراضي العراقية أو محاولة القيام بعمليات عسكرية من قبل أي دولة من دول الجوار.

فشل المفاوضات

وعلى مدار الأيام الماضية جرت مفاوضات العسكرية بين العراق وتركيا إلا أنها انتهت بالرفض، حيث رفض العراق أن يمر الجيش التركي عبر أراضي العراق للوصول إلى سنجار واعتبر ذلك احتلالاً من الجيش التركي لأراض عراقية واختراق سيادة دولة العراق.

فيما رد قائد الجيش التركي بأنه سيجتاز مناطق في الأراضي العراقية وسيصل إلى سنجار لضرب قاعدة إرهابية للأكراد ولجيش حماية الشعب الكردي، مضيفًا: «لسنا طامعين باحتلال الأراضي العراقية وسنقوم بتنفيذ عمليات ولن نخرج الا بعد التأكد من ضرب البنى التحتية لجيش حماية الشعب الكردي».

قاعدة عسكرية

ومع اشتعال الأوضاع بين الدول الثلاث، أعلنت القوات المسلحة التركية، بناء قاعدة عسكرية في جبال بالقايا، قرب الحدود مع العراق، موضحةً أن بناء القاعدة يأتي لمنع مرور الإرهابيين من الحدود العراقية وضمان أمن الحدود.

وعن الهدف البعيد وراء القاعدة العسكرية، تحدث المحلل السياسي التركي، «فايق بولط»، عن طموحات بلاده للسيطرة على «حلب» إضافة لـ «الموصل وكركوك»، لتعيد السيطرة على المناطق التي كانت تحتلها «الدولة العثمانية»، قبل 100 عام، في سوريا والعراق.

حرب محتملة

وتوقعت مجلة «إكونوميست» البريطانية أن تشهد الأيام القادمة حربًا بين الجيشين السوري والعراقي من جهة والقوات التركية من جهة، وذلك بالتزامن مع الرفض العراقي للتدخل التركي للتقدم تجاه سنجار، بالإضافة إلى تطلع الأخيرة نحو أهداف جديدة تابعة للأكراد في سوريا بعد عفرين.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أتراك أنهم ينوون نقل الحرب نحو شمال شرق سوريا لضرب ميلشيات كردية متواجدة هناك وفي العراق، وحيث تتواجد قواعد للتنظيم الأم لقوات وحدات حماية الشعب الكردية، حزب العمال الكردستاني.

مشكلة كبيرة

وتوقعت مجلة «إكونوميست» أن تواجه الخطط التركية مشكلة كبيرة، لأن معاقل الأكراد السوريين في شرق سوريا، والتي تمتد من منبج نحو الحدود العراقية، مطوقة بقوات أمريكية يصل عددها إلى 2000 جندي، كما تمكنت وحدات حماية الشعب، مدعومة بقوة جوية أمريكية من إلحاق هزيمة كبرى بجهاديي داعش.

واليوم تريد تركيا من أمريكا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أن تفسح لها المجال لتهاجم الوحدات الكردية، معتبرةً أن قواتهاً لا تقل خطراً عن «داعش».