المسلم في عمله هو حريص على نيل رضا الله سبحانه في شأنه كلّه في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته حاله كحال من يغرس الأشتال ويثبتها في الأرض لتنبت وتكبر في صورة جميلة بهية ورائحة زكية عطرة ثم إذا سأل الناس عنها أشير إليه بالبنان وقيل هذا غرس فلان فيطير فرحاً وسروراً فنتيجة عمله أثمرت فلم يضيع جهده هباء ولم يخسر العناء. 

في الأثر النبوي ومما يروى من عطر النبوة أنّ النبي صلى الله عليه و سلم رأى الصحابي الجليل أبو هريرة وهو يغرس غرساً فقال له ألا أدلّك على غراساً خير من ذلك، فالتفت الصحابي الجليل منتبهاً فرسول الله عليه السلام الذي لا ينطق عن الهوى لا يقول إلّا حقاً ولا ينطق إلا صدقاً، قال، قل: سبحان الله والحمد لله ولاإله الا الله والله أكبر فهي غراس الجنة.

وما أعظمها من كلمات وذكر يفوح عطراً فسبحان الله هي تنزيه له سبحانه والحمد هو الثناء والتمجيد ولا إله إلا الله هي توحيده سبحانه فهو الواحد الأحد الفرد الصمد والتكبير هو التعظيم والإجلال فللّه در من حرص على ترديد هذه الأذكار صباحاً ومساءاً.

قال تعالى "الذين يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"، فهي التي ترفع الدّرجات و يحصل بسببها المؤمن الحسنات وهي الحرز المكين والحصن الحصين من تمسّك بها نجا ومن اعتصم بها في درجات الجنة علا.

وقد أسماها رسول الله صلى الله عليه و سلم غراساً لأنّها تغرس كما تغرس النّبتة في الأرض فكذلك هي تلك الكلمات تغرس في الجنة لأنّ مكانها ثمً، فلنحرص على ترديدها دائماً جعلنا الله من الفائزين بالجنان الحائزين على رضا الله سبحانه في الدنيا والآخرة.