توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد الرئيس السوري بشار الأسد بدفع "ثمن باهظ" لشنه هجوما دمويا بأسلحة كيمياوية على مدنيين في دوما وألقى باللوم على إيران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعم الأسد الذي وصفه بـ"الحيوان".

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "كثيرون ماتوا من بينهم نساء وأطفال في هجوم كيمياوي طائش في سوريا. المنطقة التي شهدت تلك الفظاعة محاصرة ويطوقها الجيش السوري بما يجعل الوصول إليها من العالم الخارجي غير ممكن بالكامل".

وأضاف "الرئيس بوتين.. روسيا وإيران.. مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. ثمن باهظ سيدفع".

وجاءت تهديدات ترامب فيما قال مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي في مقابلة تلفزيونية، إن الولايات المتحدة "لا تستبعد أي خيار" في الرد على الهجوم بأسلحة كيمياوية في سوريا.

وحذرت موسكو الأحد واشنطن من أي "تدخل عسكري بذرائع مختلقة" في سوريا قد تكون له تبعات جسيمة، نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة قرب دمشق، بعدما حملت الولايات المتحدة روسيا المسؤولية عن أي هجوم من هذا النوع.

ووصفت ما يتردد عن هجوم كيمياوي جديد في غوطة دمشق الشرقية بأنها "استفزازات سبق أن حذرت موسكو منها تهدف لتبرير ضربات محتملة على سوريا من الخارج".

ونقل موقع روسيا اليوم عن الخارجية الروسية الأحد قولها في بيان صحفي، إن المنظمات التي استندت إليها تقارير عن هجوم كيمياوي "سبق أن ضُبطت متلبسة في التواطؤ مع الإرهابيين".

وحذر البيان من أن "أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سوريا، حيث يتواجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقا وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية".

وأشارت الخارجية إلى أن "الأنباء عن استخدام السلاح الكيميائي في دوما وردت في وقت يواصل فيه الجيش السوري عملياته القتالية في الغوطة الشرقية من أجل تحرير سكانها من قبضة المسلحين والإرهابيين الذي يستخدمون المدنيين كدروع بشرية".

وكانت منظمات إغاثية أكدت مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا السبت جراء هجوم يشتبه في أنه كيمياوي استهدف آخر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، وسط مخاوف من أن عدد القتلى قد يتجاوز المئة.

واعتبر مصدر في وزارة الخارجية السورية الأحد أن الاتهامات التي توجهها دول غربية ومعارضون لدمشق بشن هجوم كيميائي في مدينة دوما "أسطوانة مملة غير مقنعة"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقال المصدر إن "مزاعم استعمال الكيميائي باتت أسطوانة مملة غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الاٍرهاب في سوريا"، مضيفا "في كل مرة يتقدم الجيش العربي السوري في مكافحة الاٍرهاب تظهر مزاعم استخدام الكيميائي لاستخدامه كذريعة لإطالة أمد عمر الإرهابيين في دوما".

وندد البابا فرنسيس الأحد بالهجوم الكيمياوي الذي وردت تقارير بشأنه في سوريا ووصفه بأنه استخدام لا يمكن تبريره "لوسائل إبادة".

وقال البابا في ختام قداس في ساحة القديس بطرس "ليس هناك حرب طيبة وحرب سيئة ولا شيء يمكن أن يبرر استخدام وسائل إبادة ضد أشخاص وسكان بلا حول ولا قوة".

وحث "الجيش والزعماء السياسيين على اختيار مسار آخر هو المفاوضات التي تعتبر الطريق الوحيد الذي يمكن أن يقود إلى السلام وليس القتل والدمار".

وأعلنت إيران الأحد أن الاتهامات الموجهة إلى قوات النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد مدينة دوما هي "مؤامرة" جديدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ورأت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن "مثل هذه المزاعم والاتهامات الصادرة عن الأميركيين وبعض الدول الغربية، إنما هي مؤشر لمؤامرة جديدة ضد الحكومة والشعب السوريين وذريعة للقيام بعمل عسكري سيزيد حتما من تعقيدات الوضع في هذا البلد وفي المنطقة".

وفي الوقت الذي ندد فيه الرئيس الأميركي بالهجوم وتوعد الرئيس السوري بدفع ثمن باهظ، أعلن مصدر سوري رسمي الأحد التوصل إلى اتفاق لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا).

وينص الاتفاق بحسب المصدر الرسمي على "خروج كامل إرهابيي ما يسمى جيش الإسلام إلى جرابلس (شمال) خلال 48 ساعة"، كما يقضي بإفراج الفصيل المعارض عن معتقلين لديه.

وسرعان ما أفادت وكالة سانا عن "دخول عشرات الحافلات إلى مدينة دوما" تمهيدا لبدء عملية الإجلاء.

وفي مدينة دمشق تعالت أصوات اطلاق نار احتفالا بعد الإعلان الذي صدر بعد تعثر اتفاق سابق واستئناف الجيش السوري خلال اليومين الماضيين هجومه على دوما.

كما يأتي الإعلان عن الاتفاق الجديد غداة اتهام مسعفين ومعارضين القوات الحكومية بشن هجوم بـ"الغازات السامة" الأمر الذي نفته دمشق.

وكان المصدر الرسمي أفاد في وقت سابق بأن مفاوضات جرت "حصرا" مع الحكومة السورية "بعدما استجدى إرهابيو جيش الإسلام طوال ليل أمس (السبت) وقف العمليات العسكرية".

واثر عملية عسكرية جوية وبرية وعمليتي إجلاء لمقاتلين معارضين، تمكن الجيش السوري من السيطرة على 95 بالمئة من الغوطة الشرقية لتبقى دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي دخل في مفاوضات معقدة مع روسيا.

وأعلنت روسيا من جانب واحد عن اتفاق لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام تم بموجبه بداية الأسبوع الماضي إخراج نحو ثلاثة الاف مقاتل ومدني إلى شمال البلاد، قبل أن يتعثر مع محاولة الطرفين فرض المزيد من الشروط ووسط انقسام في صفوف الفصيل المعارض.

واستأنفت القوات الحكومية الجمعة والسبت حملتها العسكرية ضد مدينة دوما للضغط على فصيل جيش الاسلام.

ومن شأن خروج الفصيل الاسلامي المعارض من دوما أن يتيح للجيش السوري استعادة كامل الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز لفصائل المعارضة قرب دمشق.

بلقاسم الشايب للجزائر تايمز