تبقى مبادرة تمتيع بعض الجهات الجنوبية بالحكم الذاتي ضمن سيادة الدولة المغربية الديمقراطية المُوَحَدة بمثابة حل نهائي سلمي أخلاقي قانوني متوازن، يؤسس لثقافة و ممارسة ديمقراطية جديدة بالمنطقة وفق مبدأ رابح-رابح .

مُبادرة الحكم الذاتي التي أكد القرار الأممي على أنها ذات جدية و مصداقية ، هذه المبادرة المغربية الديمقراطية تؤسس لربيع الصحراء الأخضر.

فلا أحد داخل دولة الجزائر يستطيع إنكار حقيقة أن المعنى الحقيقي لمفهوم حق تقرير المصير الذي ناضل من أجله رواد حركات التحرر الوطني بالقارة الإفريقية وفي طَلِيعَتهم بطل التحرير الملك محمد الخامس تغمده الله بواسع رحمته ، هذا المعنى الحقيقي كان ينادي بحق الدول الإفريقية المُسْتعمرة في تحرر شعوبها و حق تقرير المصير من الاستعمار الأوروبي ، و ليس اصطناع دويلات جاهزة للاستعمال المشبوه على مخلفات الحدود الاستعمارية التي تخدم أجندات خطيرة على الأمن و السلم الإفريقي و العالمي .

لأن مفهوم تقرير المصير لا يمكن أن يصبح سلاحا سياسويا ضد مجتمع التنوع البشري ، مثلما لا يمكن أن يتحول مفهوم تقرير المصير إلى كلمة حق يراد بها باطل التفرقة العرقية أو الدينية و شرعنة الانفصال عن الوطن الأم ، ومحاولة تقسيمه وفق مقاربات زرعها خُدَّام المُسْتَعْمِر الذي نهب ثروات افريقيا طيلة عقود و لم يترك خلفه إلاَّ الخراب و مأساة أجيال من المستضعفات و المستضعفين بأفريقيا يعانون وسط الأوبئة و المجاعة و الفقر و مذاهب التمييز العنصري.

و يمكن الجَزْم أن المبادرة المغربية المتينة بروح الديمقراطية و حقوق الإنسان و الترسانة الدستورية و القانونية التي ترتكز عليها ، و المنبثقة من تعاقد مجتمعي دستوري انخرط فيه المواطنات و المواطنون المغاربة المقيمون و المقيمات بصورة مستمرة في أرض وطنهم الأم، بالجهات الجنوبية المغربية المُوَحَّدَة بثابت دستوري و اختيار ديمقراطي رائد في القارة الإفريقية .

هذه المبادرات الساعية نحو ترسيخ إختيار مصير السلم و السلام و حداثة التعايش الثقافي و الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ، الذي يظل السبيل النّْيُوَاقِعِي القادرعلى تغيير عقليات الأبارتايد العرقي و الأيديولوجي و دمج باقي المكونات الثقافية العديدة ضمن الاختيار الديمقراطي المغربي المتقدم القائم على الحرية و المسؤولية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية و المجالية و المساواة في المُواطنة وفي الإنسانية .

و رغم كيد الكائدين و مسالكهم الوَعِرَة، فإن المغرب حَقَّقَ الرِّيَادة في إبداع مبادئ سامية جعلت للتعايش الثقافي مكانته العريقة داخل وجدان الثقافات المحلية بالوطن المغربي المُوَّحَد. فكيف يحاول البعض مقارنة ما لا يُقارن ؟ ! كيف يمكن مقارنة وَهْمَ جبهة مُخيَّمات الجلاء في أرض الخلاء بالجزائر ، مع جدية و مصداقية العمق الحقوقي و التنموي للحل النهائي المغربي المُتجسد في مبادرة الحكم الذاتي الديمقراطية ؟ ! كيف يمكن مقارنة واحات المغرب بكِيتُوهات أفظع سجن بين رمال دولة الجزائر يجمع الأبرياء من ضحايا جبهة الابارتايد الأيديولوجي ؟ ! كَيْفكُمْ يا حُكَّام الجزائر؟ ! و مالكم كيف تحكمون ؟ ! ثم إرتقبوا مع ولاد الشعب .. إنَّا لَمُرْتَقبون  ! سيكشف الله الغطاء عن أعين العالمين ليُصبح البَصَرُ حديداُ يرى فظاعة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية ، و المسكوت عنها بمخيمات الجلاء في أرض الخلاء بدولة الجزائر.

هذا نبض القلوب الراغبة في السلام و التنمية يُسْمِعكُم دَقَّات عباراته الباحثة عن عودة أَحِبَّة مُغَيَّبِين - ظُلمًا و جورًا - عن الإطلاع على حقيقة ما يعيشه جنوب المغرب الحبيب من تجربة تنموية ديمقراطية رائدة بإفريقيا ، و التي تَسْتَحِقُّ التحاق ولاد الشعب المغربي المُحْتَجَزِين بمخيمات و مساكن بدائية في فيافي الصحراء القاحلة و المُحاصرين بين أسلحة عصابات الاسترزاق السياسوي و جماعات الإرهاب الدموي و مافيا المخدرات و التهريب و شياطين المُتَاجِرِين بالبشر الديمقراطية أولا و أخيرا.

عبد المجيد مومر الزيراوي للجزائر تايمز