قالت الأمم المتحدة الاثنين انها "لم تلاحظ" اي تحرك لعناصر بوليساريو في المنطقة العازلة في الصحراء المغربية وذلك بعد ان اخطرت الرباط مجلس الأمن الدولي عن انتهاكات شديدة الخطورة ارتكبتها الجبهة الانفصالية.

في الاثناء، ابلغ العاهل المغربي الملك محمد السادس الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش باستفزازات بوليساريو في الصحراء، بحسب ما صرح رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني الذي قال ايضا ان الملك سيبلغ القوى الكبرى بالتطور الجديد.

ورصد المغرب بالتفاصيل التوغلات الأخيرة لبوليساريو في الصحراء.

وفي رسالة بعث بها الى رئاسة مجلس الامن الدولي الاثنين، قال السفير المغربي لدى الامم المتحدة عمر هلال ان انتهاكات البوليساريو حصلت في منطقتي الكركرات والمحبس، حيث العديد من العناصر المسلحة للبوليساريو دخلت هذه المنطقة على متن مركبات عسكرية ونصبت الخيام، وحفرت خندقا، وأقامت سواتر بأكياس من الرمل".

وكان وزير الخارجية ناصر بوريطة للصحافيين قال الاحد "هناك استفزازات ومناورات. الجزائر تشجع البوليساريو على تغيير وضع هذه المنطقة" العازلة، محذرا من انه "إذا لم تكن الأمم المتحدة مستعدة لوضع حد لهذه الاستفزازات، فان المغرب سيتحمل مسؤولياته ولن يتسامح مع أي تغيير يمكن أن يحدث في هذه المنطقة".

لكن المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك قال من جهته ان بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية (مينورسو) "لم تلحظ أي تحرك لعناصر عسكرية في المنطقة الشمالية-الشرقية". وأضاف ان "مينورسو تتابع مراقبة الوضع من كثب".

وقال معلقون في المغرب ان الأمم المتحدة يبدو انها "تتغافل" عن انتهاكات بوليساريو، وطرحوا مخاوف من "العودة الى الانحياز" الى جانب الانفصاليين، في اشارة الى التوتر الشديد الذي ساد علاقة المغرب مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون.

والصحراء جزء من المغرب منذ انسحب منها المستعمر الاسباني في 1975. ويدور نزاع منذ ذلك الحين بين المغعرب وبوليساريو التي تريد فصل المنطقة عن المملكة، بدعم من الجزائر.

ويعتبر المغرب قضية الصحراء الجزء الرئيسي في السياسة الخارجية، ولا يتهاون في اعمال السيادة على اقاليمه الجنوبية، التي طرح فيها خطة للحكم الذاتي الموسع، وهو ما يرفضه الانفصاليون.

وقال العثماني إن المغرب لم ولن يسمح بتغيير المعطيات على أرض الواقع بالمنطقة العازلة، لا سيما تشييد بعض البنايات فيها، وأي عمل من هذا القبيل يعتبره المغرب اعتداء عليه.

ودعا رئيس الحكومة، جميع الأحزاب السياسية والنقابات إلى "التعبئة الشاملة بشأن قضية الوحدة الترابية التي لا يمكن التراجع عنها".

وإذ حذرت الرسالة المغربية الى مجلس الامن من ان هذه الانتهاكات "تهدد بشكل جدي أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية"، فإنها تشكل "عملا مؤديا الى الحرب".

وأكدت الرسالة ان "مجلس الأمن مدعو على وجه الاستعجال، إلى استخدام سلطته لفرض احترام وقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية وإلزام البوليساريو بالانسحاب الفوري وغير المشروط والكامل من المنطقة الواقعة شرق الجدار" الفاصل في الصحراء المغربية.

وشدد هلال في رسالته على ان "المغرب الذي تحلّى، حتى الآن، بضبط النفس وروح المسؤولية العالية، بناء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي والمجتمع الدولي، لن يقف مكتوف الأيدي أمام تدهور الوضع على الأرض. ويتعين على الأطراف الأخرى، بعد ذلك، تحمل المسؤولية الكاملة عن عواقب أفعالهم".

واعتبرت بوليساريو الاحد التصريحات المغربية محاولة "للتنصل من عملية السلام".

وكان مجلس الامن الدولي حضّ قبل عشرة ايام المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الصحراء المغربية على مواصلة المحادثات حول اعادة اطلاق المفاوضات لتسوية النزاع.

وقد التقى المبعوث الاممي هورست كوهلر اعضاء المجلس في اجتماع مغلق لاطلاعهم على محادثاته مع ممثلي المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو.

واعرب اعضاء مجلس الامن عن "دعمهم الكامل" لجهود الرئيس الالماني السابق من اجل "اعادة احياء عملية التفاوض بدينامية وروحية جديدة".

 

بن موسى للجزائر تايمز