يصل إلى الخرطوم غدا الخميس وفد رفيع من حكومة جنوب السودان في زيارة للسودان للترتيب لقمة تجمع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لمناقشة وحل القضايا الخلافية العالقة بين البلدين وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أن وفد حكومة الجنوب برئاسة باقان أموم رئيس وفدها إلى مفاوضات أديس أبابا سيعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين السودانيين للترتيب لإنجاح القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير التي من المقرر أن تعقد بمدينة جوبا عاصمة الجنوب في الثالث من أبريل/ نيسان القادم وأوضحت الوكالة أن المشاورات بين الجانبين ستشمل الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وكان وفدان من الخرطوم وجوبا قد وقعا في الثالث عشر من الشهر الجاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اتفاقيتين، الأولى لرسم الحدود، والثانية لمعالجة أوضاع مواطني البلدين بما يمكنهم من حرية التنقل وحرية العمل وحرية التملك وحرية التجارة يذكر أن هناك قضايا عالقة بين السودان ودولة جنوب السودان التي انفصلت عن الشمال في يوليو/تموز الماضي تتعلق بمنطقة أبيي الغنية بالنفط وترسيم الحدود ورسوم تصدير نفط الجنوب عبر الشمال.

 

وتأتي زيارة وفد حكومة الجنوب للخرطوم عقب اتهامات من جانب السودان مؤخرا لحكومة الجنوب بالاستعداد لمهاجمته. واتهم  مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني الأسبوع الماضي قادة دولة جنوب السودان بالسعي لزعزعة استقرار بلاده وبتسخير أموال النفط لتمويل الحرب ضد الخرطوم ويشار إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير قال في لقاء تلفزيوني مطلع الشهر الماضي إن الأجواء بين بلاده وجنوب السودان أقرب إلى الحرب منها إلى السلام.

 

 

سلفاكير يدعو
في هذه الأثناء دعا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الذي يزور مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الاتحاد الأوروبي إلى تسهيل المفاوضات مع السودان وقال سلفاكير عقب مباحثات مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، إنه دعا الرئيس السوداني عمر البشير إلى زيارة جوبا الشهر القادم لمناقشة كل القضايا الخلافية وأضاف أنه طلب من الاتحاد الأوروبي السعي لانعقاد هذا اللقاء لإنهاء العمل الذي بدأه البلدان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا
من جهته أعلن باروسو عن منح جنوب السودان 45 مليون يورو مساعدة إنسانية لهذا العام، إضافة إلى 700 مليون يورو سبق أن تم تخصيصها لهذه الدولة الحديثة الاستقلال كما طرح باروسو إمكانية إعفاء حصة من البضائع القادمة من جنوب السودان إلى الدول الأوروبية من الضرائب حتى يتمكن من تنويع آلياته الاقتصادية وتوفير مصادر دخل للدولة بما يحقق الرفاهية لمواطنيها اعتمادا على التجارة الخارجية وأكد المسؤول الأوروبي دعم الاتحاد لجنوب السودان لكي ينجح في إرساء السلام مع جيرانه وإطلاق عجلة التنمية، مشددا على ضرورة المضي قدما في المصالحة مع السودان من خلال إيجاد آلية مشتركة لحل المشاكل العالقة بينهما وعلى رأسها ترسيم المناطق الحدودية والمواطنة وبناء علاقات دائمة ومستقرة بين الجانبين.