بالجولة الواحدة و العشرين من البطولة الاحترافية ،  تدخل الفرق الوطنية المتنافسة على الصدارة ،     و الأخرى المدافعة عن فرص البقاء في قسم الأضواء ، مرحلة السرعة النهائية ، و بالتالي فإن كل اللقاءات المتبقية بمثابة امتحان عسير ، و منعرج بالغ الخطورة ، مما يعني أن جل الفرق الكروية في حاجة ماسة إلى مزيد من الاجتهاد و المثابرة و الإصرار من أجل الأفضل . و إذا كنا كمغاربة معنيين بمسارات كل النوادي الوطنية ، و مهتمين بإنجازاتهم و ألقابهم التي تسمو بمكانة رياضتنا نحو الأعلى ،  فإننا  نتابع بشغف كبير طموح الاتحاد الرياضي  ممثل مدينة طنجة كنادي يطمح للبصم على نتائج نوعية ،  و لا يخفي رغبته الملحة في كتابة التاريخ الرياضي الوطني بأحرف من ذهب ، و إدخال الفرحة على قلوب جماهير عاشقة لكرة القدم و إلى أبعد مدى .

 

وكي نكون أكثر دقة فنحن لا نحصر حلمنا في الإحراز على بطولة هذه السنة ، بل نروم ما هو أهم من ذلك ؛ بناء نواة صلبة للتجربة الرياضية ، كممارسة فنية راقية ، تصبح رافعة اقتصادية فعالة . فسواء تمكن أشبال المدرب الكفء السيد إدريس المرابط من الظفر بدرع البطولة و هذا ممكن جدا ، أو حصلوا على المراتب المشرفة ، التي تخول لهم المشاركة في المنافسات الإفريقية والعربية ، فإننا مصرون على بلورة نهضة رياضية شاملة تسير و المناخ التنموي بالغ الأهمية الذي تشهده عروس الشمال ، و هذا لن يتأتى إلا عبر خطة استراتيجية متوسطة و بعيدة الأمد ، تُبلور عبر مؤسسات رسمية و مدنية ، و خبراء مختصين بمختلف الميادين السياسية و الاجتماعية و الثقافية  و الاقتصادية ، حتى لا تكون هذه الصحوة مجرد سحابة صيف ، قد تذوب عند أول منعطف منخفض الحرارة !

 

و معلوم أن فريق اتحاد طنجة لكرة القدم من ضمن الفرق المغربية التي تخلو خزانتها من الألقاب       و الإنجازات التي تميز النوادي المرجعية ، بيد أن ساعة الحقيقة قد دقت لمعانقة هذا المبتغى ، فلم يعد مستحبا أن ننتظر إلى ما لا نهاية النتائج المفصلية . صحيح نملك كل مقومات الإنجاز الرياضي الرفيع ، من ملعب رياضي بديع ، و إعلام متحمس و محفز ، و جماهير قل نظيرها عربيا و إفريقيا ، تميزت بأعدادها الغفيرة ، و طرقها المبهرة في المساندة و خلق شتى مظاهر الفرجة و الاحتفالية ، لكننا في انتظار أداء رياضي يتسم بالاستمرارية و الإشعاع داخل الوطن و خارجه . فهل يدرك مسؤولو هذه المدينة جسامة المهة التي على عاتقهم ، و ينصرفوا لإعداد برامج رياضية ثورية  تقطع مع المسلكيات السياسوية الضيقة ، و تنهج سبيل المقاربة العلمية ، محكمة البناء  من أجل إقلاع رياضي فعال ؟ في انتظار أن يتبلور هذا الحلم المشروع على أرض الواقع ، نتمنى حظا سعيدا لفارس البوغاز .



الصادق بنعلال