صوت مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، ضد مشروع قرار يدعو لوقف الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن. في وقت يزور فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن.

وذكرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أن مجلس الشيوخ رفض محاولة دفع الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للسعودية في عملياتها باليمن.

وأضافت أن 55 عضوًا في المجلس صوتوا ضد مشروع القرار، مقابل تأييد 44 آخرين.

وكان مشروع القرار الذي تقدم به الأعضاء مايك لي (جمهوري) وبيرني ساندرز(مستقل) وكريس مورفي (ديمقراطي)، يطلب من ترامب سحب أية قوات أمريكية في اليمن في غضون 30 يومًا ما لم يحاربوا القاعدة.

وأشارت توقعات سابقة إلى أنه من غير المرجح أن ينجح مجلس الشيوخ في مسعاه نظراً لأن قيادته الجمهورية وعددا من كبار الشخصيات من الحزبين في لجنة العلاقات الخارجية يعارضون اتخاذ هذا القرار.

إلا ان التصويت يسلط الضوء على التدخل الأمريكي والنزاع العسكري المتصاعد في أفقر دولة في الشرق الأوسط، الذي وصفت الأمم المتحدة الوضع فيها على أنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.

ويدعم الجيش الأمريكي حاليا التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

وتقف مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين وراء خطوة التصويت، ومن بينهم بيرني ساندرز.

وأعرب عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي عن قلقهم بشأن النزاع في اليمن الذي قتل فيه عدد كبير من المدنيين وتسبب في أزمة إنسانية وأوصل الملايين إلى حافة المجاعة.

ومنذ 2015 قدم البنتاغون في ظل رئاسة باراك أوباما “دعماً غير قتالي” للسعودية يتضمن تبادل معلومات استخباراتية وتزويد المقاتلات بالوقود جوا.

وقال السيناتور الجمهوري مايك لي في قاعة المجلس إن “الإدارة الحالية واصلت حرب أوباما”.

وأكد أهمية إدراك أن حل المسألة “لن يعيق القدرة العسكرية لقتال جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة داخل اليمن”.

والأسبوع الماضي، طلب وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس من الكونغرس عدم التدخل في الدور الأمريكي في الحرب، محذرا من أن فرض قيود يمكن أن “يزيد من أعداد القتلى المدنيين ويعيق التعاون بشأن مكافحة الارهاب، ويخفض نفوذنا مع السعوديين“.

وقتل أكثر من 9200 شخص وجرح عشرات الآلاف في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن التي تشهد حرباً أهلية وحربا بالوكالة بين القوتين الإقليميتين السعودية وإيران.

مسؤولية دستورية 

ويعارض زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل هذه الخطوة، ويؤكد أن القوات الأمريكية “لا تشارك في تبادل إطلاق النار مع قوات معادية” في اليمن.

إلا أن ساندرز طعن في التلميحات بأن الولايات المتحدة ليست ضالعة في الحرب.

وأضاف، الثلاثاء، “قل ذلك لليمنيين الذين تدمر منازلهم وحياتهم بأسلحة مصنوعة في الولايات المتحدة وتسقط عليهم من طائرات يقوم الجيش الأمريكي بتزويدها بالوقود، على أهداف تم اختيارها بمساعدة أمريكية”.

وهذا القرار الذي يدعمه كذلك عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي كريس ميرفي، أجبر المجلس على تصويت هو الأول من نوعه لـ”سحب القوات الأمريكية من الحرب غير المصرح بها”.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال عدد من كبار المستشارين العسكريين والدبلوماسيين إن الإدارة الأمريكية لا تسعى إلى الحصول على تفويض جديد بشن عمليات عسكرية في المناطق الساخنة في العالم.

وأصدر الكونغرس أول تصريح باستخدام القوة العسكرية في 14 سبتمبر/أيلول 2001 بعد ثلاثة أيام من الهجمات على نيويورك وواشنطن.

ومنذ ذلك الحين اعتمد الرؤساء جورج دبليو بوش وباراك أوباما وترامب على ذلك التفويض إضافة إلى تفويض لاحق في 2002 كأساس للعمليات ضد الجماعات الإسلامية المسلحة.