في خُطوة تصعيدية جديدة، قامت السلطات في جنوب إفريقيا بِتفعيل الحُكم الذي كَانت قد أصدرته المحكمة العليا في البلاد في قضية حَجز سفينة "تشري بلوسوم" التي كانت مُحملة بالفوسفاط المغربي؛ وذلك بإطلاق المزاد العلنيّ، أمس الاثنين، لبيع الشحنة البالغة 55 ألف طن من الفوسفاط الذي جرى حجزه العام الماضي.

وبحسب ما نقلته النسخة الإنجليزية لوكالة "رويترز" للأنباء، فإن "السلطات في جنوب إفريقيا قد افتتحت المزاد أمس الاثنين لشراء 55 ألف طن من الفوسفاط على متن سفينة استولت عليها العام الماضي، وحددت قيمة الشحنة في مليون دولار"، مضيفة أن "السلطات استندت في خطوتها إلى قرار محكمة العدل الأوروبية حول الاتفاق الفلاحي مع المغرب، الذي استثنى الأقاليم الصحراوية من هذا الاتفاق"، بتعبير وكالة رويترز للأنباء.

وكان قد تمَّ توقيف السفينة "NM Cherry Blossom"، التي تحمل علم جزيرة مارشال، مُحمّلة بشحنة الفوسفاط المغربي، في ميناء "بورت إليزابيث" بجنوب إفريقيا في ماي الماضي، بعد أن قضت إحدى محاكم جنوب إفريقيا بضرورة بقاء السفينة في الميناء حتى يتم الحسم في القضية، نظرا لكون الشحنة قادمة من الأقاليم الجنوبية.

المحكمة العليا في "بورت إليزابيث" كانت قد أصدرت، الشهر الماضي، حكما يقضي ببيع شحنة الفوسفاط، التي تبلغ حمولتها 55 ألف طن، منها 45 ألف طن من الفوسفاط عالي الجودة. وقال الموقع الإلكتروني لشركة "كلير أسيت": "سيتاح تحليل مختبري مستكمل للعينات المحصل عليها هذا الأسبوع لتحديد الخواص الفيزيائية والكيميائية للبضائع"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

ونقلت وكالة رويترز في قصاصتها تفاصيل قضية مماثلة وقعت العام الماضي، عندما حاولت جبهة "البوليساريو" مصادرة شحنة فوسفاط مغربي في بنما، قبل أن تصدر المحكمة العليا في هذا البلد قرارها بأن "القضية سياسية، والمحكمة لا يمكنها البت في هكذا أمور احتراما للمسلسل الدولي الجاري".

وقال مسؤول في جبهة البوليساريو إنهم "سيكونون سعداء بأي نتيجة تحصل من البيع"، في حين أكد مسؤول آخر في الجبهة الانفصالية أن "أي أموال تم جمعها ستنقل إلى جبهة البوليساريو ويمكن أن تستخدم في قضايا مماثلة"، على حد تعبيره.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، قال في تصريح سابق إن "خطوة حجز الفوسفاط المغربي تمثل مناورة جديدة من طرف خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية"، في إشارة إلى جبهة البوليساريو والجزائر التي تدعمها، معتبرا أن "هذه المناورة سيكون مصيرها الفشل كما فشلت مناورات سابقة".

بدورها، كانت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أكدت في وقت سابق أن السفينة (تشري بلوسوم) التي ترفع علم جزر مارشال، احتجزت في ميناء بورت إليزابيث بأمر من محكمة بحرية مدنية.

وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، لم يصدر عن السلطات المغربية أي رد أو توضيح بخصوص بيع شحنة الفوسفاط المحجوزة في جنوب إفريقيا في المزاد العلني.