التقرير الذي أصدره البنك الدولي حول انهيار الاقتصاد والخدمات الاجتماعية الأساسية في قطاع غزة، يدق للمرة الألف بل الآلاف جرس الإنذار بأن غزة هاشم ستصبح غير قابلة للحياة الآدمية إذا استمر هذا الوضع على ما هو عليه.

كما أن معاناة أهلنا هناك جراء هذه الأوضاع أصبحت لا تطاق وتهدد بالانفجار في أية لحظة في وجه الاحتلال الذي يفرض حصاراً محكماً على القطاع منذ أحد عشر عاماً، والعالم فقط يصدر البيانات ويعقد اللقاءات ولكن دون اتخاذ أية خطوات عملية لإرغام الاحتلال الإسرائيلي على رفع هذا الحصار الظالم.

فصدور التقارير والبيانات وعقد اللقاءات دون اتخاذ أية خطوات عملية، وفرض عقوبات على الاحتلال ستؤدي بالنتيجة إلى زيادة هذه المعاناة لأبناء شعبنا الذي وصلت نسبة البطالة بين قواه العاملة إلى أكثر من 47٪ وأن جزءا منهم من خريجي الجامعات الذين أغلقت في وجوههم كافة الأبواب من أجل العمل في تخصصاتهم جراء هذا الحصار الذي يندى له جبين الإنسانية.

كما أن نسبة المرضى بارتفاع مستمر جراء تلوث المياه حيث، أن نسبة المياه الملوثة وصلت إلى 95٪ إلى جانب النقص في الكهرباء وإغلاق العديد من المصانع وتباطؤ عملية إعادة الإعمار الناجمة عن الحروب العدوانية التي شنها الاحتلال على القطاع في غضون سنوات معدودة وعدم التزام الدول المانحة بالوفاء بتعهداتها مما يهدد بانفجار لا تعرف نتائجه.

إن تقرير البنك الدولي الحالي ليس الأول ولن يكون الأخير، وإن عدة تحذيرات صدرت من عدة هيئات ومؤسسات دولية حول تدهور الأوضاع في قطاع غزة وفي غضون عدة سنوات سيصبح غير صالح للعيش.

ومما زاد الطين بلة المحاولات الأميركية والإسرائيلية لتصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من خلال وقف المساعدات الأميركية لها مما زاد من معاناة شعبنا في القطاع خاصة وأن جزءا كبيراً من سكانه هم من اللاجئين الذين شردوا من ديارهم على أيدي العصابات الصهيونية.

ومؤتمر روما الذي عقد أمس وتم من خلاله التعهد بمبلغ مئة مليون دولار إضافي لدعم «الاونروا» يحل الأزمة مؤقتاً، رغم أن الكل يعرف وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة بأنه لا غنى عن دور وكالة الغوث لحين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وان جميع محاولات تصفيتها ستبوء بالفشل لأن قضية اللاجئين والأوضاع في قطاع غزة هما سياسيتان وليستا إغاثيتان فقط.

ومن هنا فإن المطلوب أيضاً الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار الظالم عن القطاع ليتسنى لأبنائه العمل والعيش الكريم، كما أن على الدول المانحة الوفاء بالتزاماتها من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، وعلى مصر العروبة أيضاً العمل على فتح معبر رفح بصورة دائمة رغم أننا نقدر الأوضاع الأمنية السائدة في سيناء، ولكن من الضروري والملح فتح هذا المعبر باعتباره المتنفس الوحيد للقطاع في ضوء استمرار الحصار الإسرائيلي.

كما يقع على عاتق السلطة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والإسلامي مواصلة العمل من أجل إنقاذ أهلنا هناك من الأوضاع المتدهورة والتي لا ترضي أحداً.