قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان يوم الثلاثاء ان جماعات معارضة مسلحة في سوريا خطفت وعذبت وأعدمت أفرادا من قوات الامن السورية ومؤيدين للرئيس بشار الاسد وأدانت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ممارسات مقاتلي المعارضة الذين يتهمون منذ فترة طويلة القوات الحكومية والموالين للاسد بارتكاب نفس الانتهاكات وقالت سارة ليا واطسون مديرة الشرق الاوسط في هيومن رايتس ووتش في رسالة مفتوحة لجماعات المعارضة ومن بينها المجلس الوطني السوري "التكتيكات الوحشية التي تنتهجها الحكومة السورية لا تبرر انتهاكات جماعات المعارضة المسلحة."

وأضافت "يتعين على زعماء المعارضة ان يوضحوا لاتباعهم انه يجب الا يلجأوا الى التعذيب والخطف والاعدام تحت اي ظروف" والمعارضة المسلحة السورية متشرذمة بدرجة كبيرة ولا يتبع فيما يبدو العديد من الميليشيات الى تسلسل قيادي منظم او تنصاع لاوامر المجلس الوطني السوري وبدأت الانتفاضة السورية المندلعة منذ عام وقتل فيها وفقا لتقديرات الامم المتحدة 8000 شخص كحركة احتجاج سلمية. لكنها تحولت الى العنف بدرجة كبيرة حيث تقع اشتباكات يومية بين المسلحين وقوات الامن في شتى انحاء البلاد وتحدثت هيومن رايتس ووتش عن عشرات من تسجيلات الفيديو التي تبث عن طريق اليوتيوب ويظهر فيها أفراد من قوات الامن او أنصارهم المزعومين وهم يعترفون بارتكاب جرائم تحت التهديد فيما يبدو. وقالت انه في 18 فيديو على الاقل ظهر محتجزون وقد علت على وجوههم السحجات او خضبت بالدماء او كانوا يعانون من انتهاكات جسدية أخرى وفي أحد هذه التسجيلات ظهر رجل وقد علق من رقبته في شجرة أمام عدد من المقاتلين المسلحين وقد كتب على الفيديو ما يعني انه فرد من الشبيحة وهي ميليشيات غير نظامية موالية للاسد.

وذكرت هيومن رايتس ووتش ان بعض الهجمات استهدفت فيما يبدو شيعة او أفرادا من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد ويحذر محللون من تحول الانتفاضة الى حرب أهلية بين العلويين والسنة الذين يشكلون 75 في المئة من بين 23 مليونا هم تعداد سوريا ويمكن ان يعمق هذا من الانقسامات الطائفية في الشرق الاوسط حيث يقف أنصار الاسد في ايران وحلفاء طهران الشيعة في لبنان والعراق في مواجهة قوى سنية تهيمن على الحكومات العربية من مصر الى الخليج وقالت واطسون ان المعارضة السورية "تحتاج الى ان توضح ان رؤيتها هي عن سوريا تقلب صفحة الانتهاكات في عهد الاسد وترحب بالكل بغض النظر عن الطائفة الدينية التي ينتمون لها وبغض النظر عن خلفياتهم دون تمييز."