جاء هورست كوهلر ... ذهب هورست كوهلر ...استقبل هورست كوهلر ... البوليساريو والنظام الجزائري سيصابون بالجنون حتما لأن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر في الصحراء المغربية  له  امتياز خاص  في الجزائر فهو  يَتَصَدَّرُ رأس قائمة المواد الاستهلاكية التي يسمح لها حكام الجزائر بالدخول إلى لجزائر وقتما  أراد ومهما كانت الظروف ، بخلاف الكثير من المواد الاستهلاكية  الضرورية  للشعب الجزائري الممنوعة من الدخول للجزائر بسبب  سياسة التقشف التي فرضها  قائد المهام القذرة  المدعو  أحمد أو يحيى  بسبب انهيار  الاقتصاد  الجزائري ، لكن الوضع مختلف مع المغرب فهل  يدخل هورست كوهلر إلى المغرب كلما أراد  ؟ طبعا لا ... وألف لا ... لكن  ما علاقة كوهلر وقائمة  مواد الاستهلاك  الممنوعة من الدخول للجزائر : العلاقة  هي أن الدبلوماسية الجزائرية قد  لَحِقَهَا  العَجْزُ والْخَرَفُ  وهي تحتضر وقد تلتحق بالرفيق الأعلى في القريب العاجل ، هذا من جهة ومن جهة  أخرى أن هورست كوهلر  يعرف  الوضعية  الحقيقية  للجزائر اقتصاديا  وسياسيا  ودبلوماسيا  وأن خزينتها  قد ساهم في إفراغها   - بعد  لصوص حكام الجزائر -  سلفه  كريستوفر روس  ... قضية الصحراء – حسب  كوهلر - مجرد  ذريعة  فارغة  الشكل والمضمون  وليست  بيده  أي مبادرة  لحلها ( لأنها في العمق ليست مشكلة بل حركات صبيانية وعجرفة  على  الفارغ  للانتقام  من  شيء  مبهم  )  ... إلا  إذا  كان  حكام الجزائر قد  أخذوا  درسا  و عبرة  قاسية  من  كريستوقر روس  و تابعه  بان كي مون الجاهل...  أو قد يكونوا  قد أنهكهم  طمعهم في  ربح  مثقال  ذرة من وراء  هذا  السراب الذي  تبعوه  مدة  43  سنة وشرعوا  يتخلون  عن  هذا  الطمع  الذي أصبح  عبئا  ثقيلا  جدا عليهم  وأصبحوا  ألين  من  العجين  ويبحثون  عن  خيط  ولو  عن  خيط  عنكبوت  للتخلي عن هذا  العبء  غير مطالبين بسوى  الحفاظ على بعضٍ  من ماء الوجه   إن كان  لبعضهم  قطرة من  ماء  الحياء ( قلت إلا  إذا  كانوا قد أخذوا درسا مما  فعله بهم  الكلب كريستوفر روس ) .... القضية  اليوم  وأكثر من أي وقت  مضى  هي بيد المغرب ، لأننا  نجد  أن  حكام الجزائر وزبانيتهم من البوليساريو قد  اشتعلت  النيران  في  أذيالهم  لأن المغرب  أصبح أكثر  وعيا  بدور  ممثل  الأمين العام للأمم المتحدة  ( بنفسه )  التافه  والذي  لا قيمة له ،  لذلك  فهو  يمطط  عملية  لقاء  كوهلر وقد  يرفض  لقاءه  إلا  بشروط  المغرب لأنه اليوم  قوي جدا  وخاصة  أنه  يريد  أن  يرد  للأمانة العامة  الأمم المتحدة  الصاع  صاعين  بل أكثر  من ذلك ...

أولا : جذور مسلسل  الفشل  الذريع  لحكام الجزائر  في ملف الصحراء  :

إن  الجهل  بحيثيات أي ملف  يدفع  ثمنه  الجاهل  أضعافا  مضاعفة  ، فجهل  حكام الجزائر  بحيثيات هذا الملف  واعتقادهم  أن صناعة  دويلة  في المنطقة  أمرا  سهلا  نتج عنه  43  سنة  من إهمال الشعب الجزائري  و حرمانه  من حاجياته التنموية الضرورية  جدا والتي لا تحتاج  للمال فقط  بل تحتاج  أن تُنجز في وقتها  المناسب  ، وإذا لم  تُـنْجَز في وقتها  فقد  تتضاعف مخاطر عدم إنجازها في وقتها  مئات المرات،  وعند  ذلك لا  ينفع  المال لتدارك  انهيار الدولة  ، لأن عنصر الزمن  أساسي جدا  في التنمية  الاجتماعية  لكل بلد ، وحكام الجزائر  كانوا  منشغلين  بقضيتهم  الوطنية الأولى  قضية  سراب الصحراءولم  يكسبوا منها أي شيء  سوى المذلة في الأوساط الدولية والقارية  ، ولن  يكسبوا منها  شيئا في المستقبل لأن  المنتظم الدولي  لا يشكل لديه  هذا النزاع  الثنائي  بين  الجزائر والمغرب  أي  انزعاج   خاصة وأن  الأمين العام الجديد  يعرف  حيثيات الملف منذ  حرب  الرمال  عام 1963  ، ويخطيء من يدعي أن 43 سنة من إهمال  إنجاز التنمية الاجتماعية والاقتصادية  في الجزائر  يمكن  تَدَارُكُهُ بسرعة  لتستمر الجزائر في مناكفة المغرب في  حقه  التاريخي ، فلن ،  وأكررها : مرة أخرى  لن  يمكن  تدارك  الحضيض  الذي  بلغته الجزائر على  جميع النواحي  حتى ولو بلغ سعر برميل النفط  200  دولار ، لأن الوقت  الذي  استعاد فيه المغرب  صحراءه  وأنهى  الصراع على  الأرض  ووقع  مع  شردمة من  المغاربة الانفصاليين  اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1991 ، يكون بذلك رمى بملف الصحراء في سلة المهملات  الأممية و تفرغ  لمعضلة التنمية  واختار  لنفسه  الانغلاق على الذات  حتى  أعاد هيكلة  البنية الاقتصادية  للمملكة  برمتها ، وتحرك بصمت  وتوأدة و شيئا فشيئا   يغزو  إفريقيا  بنشر  شبكة  للأبناك  المغربية  بعموم إفريقيا و كذلك  شبكات لشركات التأمين المغربية  بإفريقيا ، وفي ذلك الوقت  مرت على الجزائر  مصيبتان : الأولى هي العشرية السوداء  والثانية هي  بوتفليقة  الذي عاد بالجزائر  إلى  ما  قبل  التاريخ ...

إن  الأخطاء القاتلة التي  ارتكبها حكام الجزائر  طيلة  56 سنة  وهزيمتهم  في القضية الصحراوية  هزيمة  شنعاء  واسعة  وعريضة  وفي كل  المجالات ، لقد كانت  هذه  الأخطاء  بمثابة  ذبح  لدولة الجزائر من الوريد إلى الوريد ...نذكر مثلا :

1) خطأ  الاختيار السياسي  - قبل  ظهور  قضية الصحراء - أي  اختيار نظام  " الدولة الشمولية  القمعية " فحصرت  الجزائر  نفسها في زاوية  مغلقة  بحجة  الإمساك  بتنفيذ مبادئ الثورة  الجزائرية  لاستثمار  انتصاراتها  في كل الميادين ، لكن  الثورة الجزائرية  وما  فعله  المصريون أو عبد الناصر بالخصوص في عقول العصافير لحكام الجزائر بالنفخ  في  أطماعهم  مستثمرين  البروباغندا  الدولية  التي رافقت  الثروة  الجزائرية ، في حين  كان الشعب  الجزائري أحوج  لمبادئها  وشحنتها  للدفع بالبلاد نحو  تجاوز  مرحلة التخلف  ومسخ الهوية  التي عاشها طيلة 130  سنة ....تلاعب بهم جمال عبد الناصر وأدخلهم في حرب  الرمال مع المغرب  لتنفيذ مشروع  وهمي  كان يؤمن به عبد الناصر وهو القضاء على كل  الملكيات  العربية  لأنها في نظره  رمز  للرجعية ،  وهو الأمر الذي  دفع  حكام الجزائر للبحث عن  وَهْمٍ  آخر  اسمه  الريادة في المنطقة المغاربية  بحجة أنهم يمثلون  (الدولة التقدمية ) في المنطقة ...

فلو اختار حكام الجزائر  الديمقراطية  والتعددية  الحزبية  بعد الاستقلال  لما سقطوا  في مستنقع  عبد الناصر القومي الذي فشل في شهوره الأولى، ولو  اختاروا الديمقراطية  التعددية  فربما قد  تكون  لهم مناعة قوية  ضد  الخوض  في القضايا  الخاسرة  على المستوى الاستراتيجي  مثل  السقوط في قضية الصحراء  التي  كانت من  يومها  تحمل  تناقضا صارخا مع  مشروع  عبد الناصر  القومي والوحدوي ....أو على الأقل  كانت  حساباتهم  وحرية الاختيار  بين  مصالح الشعب الجزائري  المُلِحَّة  والضرورية  من جهة ، وأطماع  حكامهم من جهة أخرى ، ربما  لكانت ستتغير  نتائجها  في اتجاه  تغليب  مصلحة الشعب  الجزائري الذي ضاعت عليه  فرصة  القفزة النوعية  التي كان  سينجزها  مرتاحا  وعلى جميع الأصعدة  اقتصاديا واجتماعيا ... لعل  الفاهمين  لهذه  المأساة  سيذرفون  بدل  دموع الندم  دماء  الفشل  الفظيع  ونحن في 2018 ، فلا  ربحنا  الصحراء  ولا  قفزنا  تلك القفزة النوعية التي كنا فعلا سنكون  بها  ( يابان إفريقيا )  لو أغلقنا الأبواب على أنفسنا  وخدمنا  مصالحنا  الاقتصادية والاجتماعية  بصمتٍ وهدوء حتى  ننبجس كالنبع  الصافي  بقوة في المنطقة المغاربية  لنفاجئ الجميع  بمصداقيتنا  ونقاء ثورتنا ، ولكن لا ينفع الندم بعد زلة القدم ...

2) ومن سوء حظ  حكام الجزائر الذين اختاروا  الحكم الشمولي القماع  أن  سلط الله عليهم  القذافي  فهو  ديكتاتوري  آخر كان  يزيد في نفخ  غطرسة  حكام الجزائر  ضد الأنظمة الملكية العربية ،  والقذافي هو الذي  زاد  في نفخ أطماعهم ، خاصة بعد موت عبد الناصر  تنصيب نفسه خليفة له !!!! وهكذا  جَرَّهُم إلى  مستنقع  الصحراء الغربية  وقد ساعده  في ذلك الجنرال فرانكو  انتقاما من المغرب الذي  أهانه ... ومات فرانكو  في  خضم  المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية  وأُقْبِرَ  وغُصَّتُهَا  في حلقه ، كما مات بومدين بعد ثلاث سنوات ميتة غامضة  حاملا معه  نفس غصة الجنرال فرانكو ، وتوالى الرؤساء والحكومات على الجزائر  وقضية الصحراء المغربية  تراوح مكانها  طيلة 43 سنة ، وقد حمل وِزْرَهَا  بوتفليقة  وهو وزير لخارجية  الجزائر وكذلك  وهو رئيس للجزائر  حتى شلت هذه  المعضلة كل جسمه  وذهنه وأصبح لا يتحكم  حتى في لُعَابِهِ الذي يسيل على خذيه ، ولم يعد  يقوى على مجاراة  متاهات  قضية الصحراء ومَطَبَّاتِها التي  لا يتوقف المغرب عن  زَجِّ   الجزائر  كلها فيها  كلما  تَحَيَّنَ لذلك  فرصةً، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واستراتيجيا.

3) ومن أخطاء المجال الديبلوماسي :  ضياع  حلفاء حكام الجزائر  في إفريقيا  إلى الأبد  وأصبحوا  وحيدين  و لا يفكرون إلا كيف يمكنهم  إعادة  التوازن في الاتحاد الإفريقي  ولم يعودوا  يطمعوا في عودة الأمور كما كانت من قبل ،  فانشغالهم  اليوم  هو  أن  يُجَنِّبُوا  البوليساريو  فضيحة الـطًّـرْدِ  من  منظمة الاتحاد الإفريقي لأن المغرب  وحلفاءه داخل  المنظمة  قد وضعوا خطة  لطرد  كيان لا تعترف به الأمم المتحدة ، كيان  وهمي لا أرض له ، بل  في الحقيقة هناك في الاتحاد الإفريقي  دولة  اسمها  الجزائر بمقعدين لا أقل ولا أكثر.

4) ضياع 43  سنة من  الانغماس في  حياكة  المؤامرات  ونسج  الدسائس  للمغرب  وينفقون على ذلك من أموال الشعب الجزائري ... فقد  ضاعت 43  سنة  في قضية  مبنية على الباطل  وتركوا الشعب الجزائري الذي  هو  الأهَمُّ  والأَصَحُّ  للوقوف  على قضاياه  الملحة  والمزمنة ، وأصبح الشعب في هذه اللخبطة  مهمشا ، وهو  في حاجة  للمدارس والمستشفيات والطرق والقناطر  وتطوير  المدن ، بل  بناء مدن جديدة  لاستيعاب  تزايد  عدد سكان الجزائر ، تركوا كل ذلك واهتموا  بالبوليساريو  ومشاكل البوليساريو المُدَلَّلِ ،  وعسكر البوليساريو وموظفي البوليساريو في الداخل  والخارج  وما  ينفقون  على كل ذلك من  الملايير من الدولارات.

5) الغريب في الأمر أن  ظروفا  قاسية مرت بها  الجزائر طيلة 43  سنة  توالت  الحكومات  خلال هذه المدة  ومع ذلك ولا  حكومة واحدة فكرت في  معاناة الشعب الجزائري من أعباء  قضية البوليساريو الخاسرة  بلا  شك ، ومع ذلك  لسنا  ندري لماذا  نتمسك  بهذا  السرطان القاتل  إلى الآن حتى أصبح لغزا ...

6) بعد ضياع  الصحراء الغربية المغربية نهائيا  على  حكام الجزائر بتوقيع اتفاقية إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو عام 1991 ،  فُـتِحَتْ مخازن الأموال الجزائرية  لتمويل  الإعلام  الجزائري أولا  ثم صناعة  إعلام  لدويلة الوهم ، فكانت  وسائل  لنشر الأكاذيب ، ويمكن القول أن حكام الجزائر حينما  نجح  الملك الحسن في إقبار ملف الصحراء في الأمم المتحدة  ، ظنوا أن أموالهم  يمكنها أن  تفلح في إخراج  الملف وبعث الحياة  فيه لكننا  - ونحن في 2018  -  لا زلنا نرى كيف أن الجزائر وهي  تحترق على جميع الجهات  وتُـقَـبِّـلُ الأيادي  ليقبل المغرب الجلوس للتفاوض مع البوليساريو حتى  لا تظهر الجزائر في الصورة مباشرة  بأنها  مُوَرَّطَةٌ في مستنقع  الصحراء  الآسن   .

إن فشل حكام الجزائر  في قضية الصحراء له أسبابه  منها : الجهل  بحيثيات الملف  على رأسها تزوير تاريخ المنطقة المغاربية  وخاصة ما يتعلق  بالفترة  الاستعمارية  في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرية  وما  فعل  فيها  تزوير  حكام الجزائر من تشويه ،  ولا يمكن أن نغفل غباوة  حكام  الجزائر  في تحوير وتحريف وتأويل قرارات  محكمة العدل الدولية  وكذا  قرارات مجلس الأمن  حسب  هواهم من جهة  وجهلهم المطبق  من جهة أخرى ، والقانون لا يرحم  النرجسيين الأنانيين  الذين يعتبرون أنفسهم  مركز  الكون .. فانظروا لمركز الكون – الجزائر-  كيف  يصارع من أجل  البقاء  وتلك  أَمَانِي  الحشرات  والهوام  والهاموش  والديدان ، أي الصراع من أجل البقاء فقط لا غير ...

ثانيا: المغرب  يحبط  مخطط  بان كي مون وكريستوفر روس  لتدمير المنطقة المغاربية :

لقد استفاد حكام الجزائر  من  تلاعب  بعض موظفي الأمم المتحدة  برجل جاهل أمي  اسمه بان كي مون  لا يمت بصلة  لهذه  الدنيا ،  وقد زاد الطين بلة  اختياره  لممثله الماكر  من  اللوبي  الجزائري  الصهيوني في أمريكا  وهو كريستوفر روس  رجل  الشرق الأوسط  بامتياز ( لأنه قضى 08  سنوات كسفير لأمريكا في سوريا ) الذي  صدَّهُ  المغرب وقمعه  بل وأذله  أشد إذلال  خاصة  حينما  تأكد  للمغرب أن روس  يخطط  لإدخال  المغرب  والمنطقة  المغاربية  برمتها  في مثل ما جرى ويجري  في الشرق الأوسط  من  تدمير للدول وتخريب  لحضارات إنسانية  عظيمة  حقدا وكراهية  من كريستوفر روس ... فَحَرَّمَ  المغربُ  على روس أن يضع قدميه  على أرض المغرب أبدا ، وكذلك كان ، فقبل انتهاء  مدته القانونية  على الأقل بسنة ونصف لم يضع روس  قدميه  على أرض المغرب ، فانهارات كل  دسائسه  مع  حكام الجزائر على ظهر  بغلٍ اسمه بان كي مون ... لقد فضحهما ملك المغرب في قمة المغرب مع دول الخليج بالرياض في خطابه الشهير الذي استغرب الكثير من الملاحظين كيف عَرَّى  ملك المغرب  مخطط أمريكا أيام  أوباما  في إلحاق  المنطقة المغاربية  بالشرق الأوسط  في  عمليات  تغيير خريطة العالم العربي التي افتضح أمرها فيما بعد ...

لا يمكن للمغرب القوي اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يقبل  صبيانيات  الدبلوماسية  الجزائرية  المهترئة  مع  الوقت الطويل الذي قضته  في  أسلوب وحيد  وهو  الاشتغال باللعب  على عنصر  المؤامرات والدسائس  وشراء الذمم ... فهل نجاح الدبلوماسية  الجزائرية  هي أن يفرح  حكام الجزائر بضعة ثوانٍ  قال  فيها  الجاهل المعتوه  بان كي مون  " الصحراء محتلة "  والتي لاتزال  زلته  تلك  تؤدي عنها الأمم المتحدة  ثمنا  باهضا إلى اليوم  إضافة إلى  سقوط  الدبلوماسية الجزائرية في الحضيض اليوم  2018 ... وللتاريخ   فقد كان أفراد  بعثة الأمم المتحدة  في الصحراء المغربية ( المينورسو )  يعيشون أحلى  أيامهم   بفضل الكرم المغربي  وبفضل بنياته  السياحية التي تضاهي  مثيلاتها  في  أرقى دول العالم  من فنادق  خيالية  في  العيون و أكادير والداخلة ، وقد كان عناصر بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء ( المينورسو ) يستفيدون منها  مجانا  ومن  العيش فيها  منذ  وجودها  في المنطقة  وقد كان من النادر أن  يلتحق  عنصر  من عناصر ( المينورسو ) بمنطقة الصحراء  التي لا يستطيع أعضاء بعثة ( المينورسو )  تحمل قساوة مناخها  صيفا  وشتاءا ، فقد كانوا يبعثون تقاريرهم  المكررة  إلى الأمم  المتحدة من فنادقهم الفاخرة  إما من العيون أو الداخلة أو أكادير ، وقد كان المغرب  يوفر كل هذه الخدمات المعيشية  لهؤلاء  مجاناتحت  مبرر  مساهمة المغرب  في نفقات البعثة الأممية  في الصحراء ، واليوم  والمهم هو اليوم ، أولا  أصبحت  سيارات ( المينورسو ) تلاحقها الشرطة المغربية  والدرك الملكي  عند ارتكاب  أ حد سائقيها لأي مخالفة مثلهم مثل باقي الشعب المغربي في الصحراء المغربية  لأنهم في الماضي كانوا  يتحركون  في المنطقة دون حسيب ولا رقيب  فكأنهم  أوصياء  على  المغاربة ، لكن اليوم  وضعهم المغرب  في حجمهم الطبيعي  وفق ما تنص  عليه  بنود  اتفاقية  وقف إطلاق النار الموقعة بين المغرب والبوليساريو عام 1991 ، ثانيا  أصبح  عناصر ( المينورسو ) يؤدون  واجبات العيش كاملة  لأن المغرب أصدر أوامره  لجميع الفنادق وجميع مرافق العيش ( كالمطاعم الفاخرة مثلا )  في المنطقة  بإجبار عناصر ( المينورسو ) على أداء  واجبات  الخدمات المغربية داخل المغرب كبقية  الناس ، وقد كان كثير من  العاملين  في بعثات الأمم المتحدة  يَتَمَنَّوْنَ  التعيين في الصحراء لأنهم كانوا يقضون  فيها  أجمل أيام عطلهم  مع أفراد عائلاتهم ....لقد انتهى ذلك  العصر  بسبب  زلة لسان الجاهل بان كي مون ، ثالثا هو أن الدليل على أن أزمة المغرب مع الأمانة العامة  للأمم المتحدة لا تزال قائمة  إلى الآن ولم تحل  تماما  ولم يعد  المغرب  كما  كان  يستفيد منه  الجميع  ومنهم  البوليساريو أنفسهم  ، والدليل على أن الأزمة لا تزال قائمة بين المغرب والأمانة العاة للأمم المتحدة  هو أن البوليساريو لا  يزال لحد الساعة  يطالب باستكمال عودة  بعض عناصر ( المينورسو ) التي طردها المغرب بعد أزمته مع الأمانة العامة للأمم المتحدة ... وماذا  جرى  للمغرب ؟  لاشيء ... لا يزال  يصول ويجول في صحرائه  دون أن  يمسه  سوء لا من طرف الأمم المتحدة  ولا من طرف  مجلس الأمن ولا من طرف الاتحاد الأوروبي ، أما الاتحاد الإفريقي فهو صفر على اليسار، فما عاد إليه  المغرب إلا  ليطرد  منه  البوليساريو الذين أصبح  المغرب بجانبهم  كابوسا  يزعجهم ليل نهار ..

عود لى بدء :

هل يعقل أن يقبل المغرب التفاوض مباشرة مع  أفراد من  شعبه  غَرَّرَ بهم  حكام  الجزائر  وطالبوا  بانفصال الصحراء  المغربية  عن  وطنه  الأم  المملكة المغربية ، فالذين  يُمَطِّطُونَ هذا المشكل هم  أولئك الذين  رَحَّلُوا  مغاربةً  من الساقية الحمراء ووادي الذهب بالقوة إلى مخيمات  تندوف  عام 1975 ووضعوهم هناك كرهائن  أو كذروع بشرية  ، إذن  يجب  التفاوض مع  الذين  حملوا رجال ونساء وأطفال وشيوخ  البوليساريو عام 1975  من أجل إرجاعهم من حيث  اختطفوهم  ، أي إرجاعهم إلى وطنهم  الأصلي  المغرب  من طنجة إلى لكويرة ... وبالتفكير مليا  في  حياة  هؤلاء  الانفصاليين وبعد  43  سنة  من تخبُّط هؤلاء الانفصاليين في متاهات لا نهاية لها  أصبح  مخرجهم الوحيد هو الانتقام  من الذين  انتزعوهم من  أهاليهم  ورموا بهم في  صحراري لحمادة  وبعضهم  مسخوا هويته  ودينه  وألقو به  في كوبا أوفينزويلا  ، فعلى الجزائر أن تعلم  أن هؤلاء المغاربة الانفصاليين في الجنوب المغربي  أصبحوا  خطرا  ليس على المغرب بل على دول  المنطقة  برمتها  بعد  اكتشاف  الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المغربية  ارتباط  جماعة من هؤلاء الانفصاليين  بداعش الذي شرع ىينقل  رجاله وأسلحته  نحو تندوف ويتسلل  من هناك نحو جنوب الساحل والصحراء ، إن المغاربة الذين  حاربوا  مع داعش في سوريا والعراق  انتقلوا  عبر ليبيا  ووصلوا إلى  أطراف الجزائر الشاسعة مع حدود  الدول الستة التي تحيط بها  والتي تقدر بحوالي  7000  كلم  والتي لن يستطيع  عسكر قايد صالح السيطرة على  هذه الحدود  حتى ولو  اجتمع معه  جن السماء والأرض ، فقد اجتمعت اليوم  في  وكر  تندوف  جماعات لها  خبرة  قتالية  اكتسبتها في سوريا والعراق مع  جماعات مغربية انفصالية  جمعها  عسكر الجزائر  ليضرب بها  المغرب ،  لكنهم سيبدأون بدون شك  بالحلقة الضعيفة جدا  أي الدولة الفاشلة  في المنطقة  وهي  الجزائر  بلا شك ولا خلاف ، خاصة وأنها  بقيت  وحيدة  حيث  رفضت التعاون مع خمسة  دول إفريقية  بقيادة فرنسا  لمحاربة الإرهاب وهي ( مالي وموريتانيا والتشاد والنيجر وبوركينا فاسو ) فبهذا التصرف  وإصرارها  الدائم على  رفض أي  شريك  عسكري  لها في محاربة الإرهاب في  المنطقة ، قد افتضح أمر حكام الجزائر ، فهم  مُصِرُّونَ على  عدم  إشراك  أي أحد  في  مطابخهم  لمحاربة الإرهاب  نظرا  لوجود  انفصاليين صحراويين مغاربة وجزائريين  وغيرهم  ضمن  القيادات الإرهابية  في  جنوب الساحل والصحراء ، فحكام  الجزائر  من  طَبْعِهِمْ  المُقَامَرَة والمراهنة  ، وهي اليوم  تقامر  بمصير شعبها  بتحالفها  مع  الإرهاب  وعلى رأسه  داعش الذي بدأ  يطل  برأسه  في المنطقة المغاربية  ، فالمقامرون المغامرون من حكام الجزائر الذين  يراهنون دائما على  بغل خاسر أعتقد أن هذه المرة  سيركلهم  البغل الذي راهنوا  عليه  سواءا  بالتحالف معه  أو  بالادعاء  كذبا  أنهم  ليسوا ضده  ، لكن الارهابين   هم  مثل  حكام الجزائر  لادين  لهم ولا ملة  ولا  منطق  ولا صديق  فسيدمرون  حكام الجزائر قبل غيرهم  ....

أصبحت الجزائر  وحيدة في إفريقيا  ، وتعيش  هذه السنوات أبشع  أيام انحطاطها  على جميع  الأصعدة  سياسيا  واقتصاديا  واجتماعيا ... وطالما  المغرب يراكم  هذا الكم  الهائل من الانتصارات  الاقتصادية  والسياسية  في إفريقيا  فعليه أن يتراجع  عن  مقترح  الحكم الذاتي  في الصحراء  ولن يقبل  بغير  الاندماج التام  لصحرائه في  وطنه  الأم ، و لا مفاوضات  إلا مع  الجزائر  ولا شيء غير الجزائر وإلا  كيف للمغرب أن يترك  المرض  ويحاول أن يعالج  أعراض المرض ... المرض هو الجزائر  أما  البوليساريو في تندوف وغيره في مالي  والنيجر  ليسوا  سوى  أعراض  للمرض الأصلي وهو الجزائر ، فلا مفاوضات إلا مع الجزائرولا أحد غير حكام الجزائر ، وخاصة  جيش الجزائر  الذي  يعيش  مؤخرا  أزمة الدفاع  عن  السلطة  التي ستطير  من بين  يديه  إذا  رَمَّشَ  مجرد رمشة  عين  ستطير السلطة  من بين يديه  إذا  هو  أخلط  أوراق  المغرب مع  أوراق  الإرهابيين ،  فقد  يَعْمِي اللهُ  بَصيرته  ويخلط  أوراق  المغرب مع  أوراق  الإرهابيين  وستكون  بذلك نهاية   الجيش الجزائري   بل  خراب  المنطقة المغاربية  كلها  لا قدر الله  ، لذلك ندعو الله  أن  يهديهم سواء السبيل  وينحازوا  للحق الذي  مهما  طغى عليه الباطل  فإن  عدالة السماء  لن  تترك  الباطل  يعربد على الحق في منطقتنا المغاربية  وقارتنا الإفريقية  العزيزة  و نستغل هذه الفرصة  لنطلب من أهاليها  الصفح والغفران  على ما لقوه من  حكامنا  من بطش  وطغيان ... 

سمير كرم  خاص للجزائر  تايمز