قيل قديما"الوقت من ذهب ان لم تقطعه يقطعك"وفعلا يمكن ترجمة ذلك الى الواقع العملي اليومي،فهنالك الكثير من الناس لايعرف كيف يستغل وقته بطريقة جدية وحقيقية ومفيدة لاسباب عديدة في مقدمتها دخول عناصر التشويق في حياتنا بطريقة جذابة ومثيرة"كالانترنيت والجوال والفضائيات" فهذه التكنلووجيا اخترقت وقتنا وجعلته يتفتت،لانعلم ماذا نفعل امام هذه الطوفان الذي غرق فيه الكثيرون دون ان يدركوا مخاطر ذلك؟ في الواقع ان عامل التشويق هو السبب بهذا الجانب،ومن اجل السيطرة على وقتنا في ظل هذه الظروف نحتاج الى جهود كبيرة وجبارة للحد من تسلط التكنلووجيا علينا يمكن اختصارها بما يلي:

1- الاهتمام باعمالنا المدرة للربح ونجعلها في مقدمة اولوياتنا،دون الالتفات الى اي شيء اخر .

2- نضع خطة يومية تعتمد على مصالحنا الشخصية لتكون برنامج نسير عليه في عملنا.

3- الابتعاد عن الامور غير المفيدة في وسائل التسلية.

4- متابعة البرامج والدروس التي يمكن الاستفادة منها في عملنا واستغلالها لمصلحتنا.

5- تجنب المواد المدسوسة التي تدعو للهو المحرم لانها قد تعيق نشاطاتك اليومية.

هذه ابرز النقاط التي من الممكن ان تحد من فوضى الوقت لنكسبه ونضعه في جعبتنا.

تحقيق الهدف المنشود

مانراه في مجتمعنا العربي للاسف ان الشاب او الشابة لايكترثون لما ذكرناه بسبب القصور في الثقافة العامة او العملية جراء غياب الاسس التربوية خلال وجودهم في الحياة الدراسية.

من هنا علينا الاهتمام بعناية لانتاجنا الفكري والمالي والثقافي ونبذل الغالي والرخيص من اجله ،حتى لانكون فريسة سهلة للهو والتسلية فقط،وهذا يتحقق اذا ماخططنا لذلك،هنا لانريد ان نلغي التسلية واللهو من حياتنا ،لكن يجدر بنا ان نضع اولويات لحياتنا بهذا الخصوص.

خطة لما بعد العمل والانتاج

ومن المهم وضع خطة لما بعد العمل والانتاج مثل كيفية استغلال وقتنا بعد تحقيق الهدف المنشود ،في هذا السياق يمكن ايجاز ذلك بنقاط معينة في مقدمتها.

- الاهتمام براحة الجسد بعد ساعات طويلة من العمل عبر الاستجمام ومشاهدة برامج ترفيهية.

- مطالعة كتاب او مجلة او صحيفة بالتوازي مع متابعتنا للتلفاز او الانترنيت.

- الاتصال بالاصدقاء للاطلاع على احوال من حولك.

- الاهتمام بالجانب الروحي ايضا عبر الاستماع الى القران الكريم والمحاضرات الدينية .

- لاتنسى اسرتك فانها واحة السعادة لك تابع هموها ومشاكلها.

- النوم جزء مهم في حياتك فقد اكدت دراسات بريطانيّة أنّ أفضلَ وقتٍ للنّوم هو الساعة العاشرة وسبعٍ وثلاثين دقيقة، وذلك للتمتّع بالنوم الهادئ والمريح، وقالت إنّ ساعات النوم في أشهر البرد القارص تقلّ بمعدل أربعين دقيقةً عن الأشهر الدافئة، وفسرت الدراسة ذلك بأنّ البرد يجعل الشخص يتقلب كثيراً في السرير قبل التعمّق في النوم، وهناك دراسةٌ حديثةٌ قالت إنّ خمسةً وخمسين في المئة من الناس حولَ العالم لديهم اضطراباتٌ في النوم.

عالمنا العربي لايستثمر الطاقات

ان تحديد الدقائق والساعات لكل شيء في حياتنا يعد خطوة عظيمة ،لان الانجرار وراء الروتين والتسويف في اوقاتنا سيهدم مانبنيه ونرسمه لمستقبلنا،من هنا على المهتمين بتربية الشباب والشابات وضع دراسات مستفيضة تضعهم على الطريق الصحيح،فعالمنا العربي مازال لايستثمر هذه الطاقات الا من خلال التوظيف الحكومي ،هذا هدر لهذه الطاقات التي ستكون عامل مساعد لزجها في اتون الروتين واللامبالاة لاستثمار الوقت ويرجع ذلك لعدة اسباب ابرزها:

- عدم اكتراث الحكومات العربية بالطاقات الشبابية لديها نظرا لتركيبة انظمتها.

- عدم وضع استراتيجية جادة لاستغلال الوقت بطريقة معاصرة وذكية.

علاء التميمي