الذي يدافع عن النظام الجزائري فهو شيات بن شيات ، جبان فَـقَـدَ  كرامته إلى الأبد ، شيات فقد  عزة النفس ولم يعد لديه مثقال ذرة من الإحساس  بالكرامة  ثم  يتبجح  بمدح النظام الجزائري ويدافع عنه  بحماسة  فما هو السبب ؟ السبب  ببساطة  هو  الخوف الذي سكنه وسكن أهاليه  بسبب  المُخَلَّفَاتِ النفسية  للعشرية السوداء ، لأن كابوس العشرية السوداء  يلاحقهم  في نومهم ويقظتهم ، و لأنهذا  الكابوس  المُرعب قد  تجذر وتغلغل  في أعماق أعماق  نفسيتهم   وأصبحوا  اليوم  أَذِلَّاءَ  مُهَانين  لا كرامة  لهم  إلى الأبد أي ( الحكرة  الدايمة  والرصاصة  النايمة  )  الرصاصة  التي تنتظر  الذي  يتحرك  من  الشعب الجزائري  لتنطلق  نحوه  وترديه  قتيلا كالكلب ، أصبح  الشعب الجزائري  لا عزة  نفس  له  ولا  كرامة  له إلى الأبد ... نعم إلى الأبد ..العالم الحر  كله  يدفع  الشعب الجزائري  لاقتلاع  هذا  النظام المجرم  لأن العالم  أصبح قرية صغيرة ويرى فيها  الجزائر  يعيش فيها   شعبٌ  منحوسٌ  يملك ثروات هائلة  لكنه  يعيش  الفقر المذقع  وشبابه  يهاجر  عبر قوارب الموت  مع  شباب أفقر دول العالم  كالصومال والنيجر ومالي  وغيرها  ، شباب دولة نفطية وغازية  يهاجر  في قوارب  الموت ، العالم  كله  يشاهد  عورة  النظام الجزائري  المفضوحة  من  قمة  الرئاسة  إلى  آخر شيات  يقف  حارسا على باب  كركوز  من كراكيز النظام  الحاكم في الجزائر ، العالم كله  يكتب  ويصور فضائح  حكام الجزائر  وينتقدونهم   بل  ويسبونهم  بأعلى  أصواتهم  ولا يخافون  منهم ومع ذلك  نجد  من  يدافع  عن هذا  النظام  من  الشياتين الجزائريين لا  بسبب  حبهم   له  بل  بسبب  الرعب  منه  و الخوف  من  أن  يعيد  المجرمون  الحاكمون  في الجزائر  عشرية  أو عشرينية  أخرى  يذبحون  فيها  هذه المرة  ملايين  من  الشعب  الجزائري ، ألم  يهددهم  سلال  وكذلك  صاحب المهام القذرة  أحمد أو يحيى أن  كل  الذين  سيطالبون  بمحاسبة  اللصوص الحاكمين في  الجزائر  سيكون الرد  عليهم  بعشرية حمراء أو سوداء أخرى ..فالويل لكم  يا من  يطالب  بمحاسبة  حكام الجزائر ، حتى ولو  سرقوا  كل ملايير الملايير من الدولارات من أرزاق الشعب الجزائري ...

أكبر هدف استراتيجي حققته العشرية السوداء في الجزائر هو ذبح كرامة الإنسان الجزائري :

هل يستطيع شيات  من كبار الشياتة  أو صغارهم   من الذين يدافعون عن النظام الجزائري  أن  يتنكر لما وقع  في  الجزائر  ما بين 1992 و 2000  ؟  هل يستطيع هؤلاء الشياتة  الذين  يتعاطفون – اليوم ونحن في 2018 - مع  الحَرْكِي حفدة  كابرانات  فرانسا  الذين  يحكمون  على الشعب الجزائري منذ 1962  إلى اليوم ، هل يستطيعون  أن  يقولوا  بأن الجزائر كانت  هادئة  مطمئنة  تبني نفسها بالمشاريع  التنموية  الاجتماعية ما بين عامي 1992 و 2000  ؟  هل يستطيعون أن  يتنكروا  للذبح الذي تعرض له  الشعب الجزائري أطفالا  وشبابا  ونساءا وشيوخا وكهولا  خلال  تلك الفترة  ؟  لماذا  يُطَأْطِئُونَ رؤوسهم   بل لماذا  يسجدون  للمجرمين اللصوص الحاكمين في الجزائر  وهم  يرتعدون من شدة الخوف  من  بطشهم  ؟  لماذا  يرتعد  الشياتة  كلما  سمعوا   أو قرأوا   انتقادات  أو  شتائم  أو  احتجاجات  ضد  المجرمين اللصوص الحاكمين في الجزائر ؟  لماذا  تجد  الشيات  يرتعد  من شدة الخوف ( وهو في بيته )  لأنه  فقط  قد  قرأ  أو  سمع  جزائريا  يحتج  أو  يشتم  حكام الجزائر  وكأنه  هو  الذي  شتم حكام الجزائر ؟  يقرأ  مقالا  يعري  حكام الجزائر ويفضح  سرقاتهم  وهو  يرتعد من شدة الخوف  ثم  تجده  يسارع  للدفاع  عن  الحلوف  الذين  يحكمون  الجزائر  لِيُبًرِّئَ  نفسه  وكأنه  يصيح  بأعلى صوته  ويقول  للجاثمين على صدر  40 مليون  جزائري  " أنا  والله  لست مع  هؤلاء  الذين  ينتقدونكم  ويسبونكم  ويعرون عوراتكم  ، فأنتم  لستم  لصوصا  وإنما  الشعب هو الذي  لا  يعترف  بالمجهودات  الجبارة التي  تقومون بها  ليلا ونهارا  أيها  الحاكمون الأعزاء  الفضلاء  ،  فأنا  أحب  حكومة  بلادي  وأعطيكم الدليل  هو  أنني  أكره  المَرُّوك  أي  المغرب  وأتمنى  لو  تبقى  الحدود مغلقة  معهم  إلى الأبد  مع  المروك  لأنهم   ظالمون  وأنتم  أعزائي  لم  تسرقوا  أموالنا  بل  الذي سرقها  هو العدو  الخارجي ، وأنا  الشيات  بن الشيات  أحبكم إلى الأبد  حتى ولو  احتقرتموننا  عشرات القرون  في  المستقبل  و نزعتم  منا  كرامتنا  إلى الأبد  لأنكم  تفعلون ذلك  من أجل  مصلحتنا  لأننا  جاهلون و نجهل  أين  تكون   مصلحتنا  ،  فمصالحنا  معكم  وأنتم  أدرى  أين  تذهب  أموالنا  فنحن  نُـقَـبِّـلُ الأيادي  ونركع  لكم  بل  نسجد  للذين  يسهرون على مصالحنا  ، نحن  الشعب الجزائري  شعب  طماع  ونستحق  الضرب  بالهراوات  إذا  خرج   ولو واحد منا  إلى الشارع  وإذا  فاض  الكيل  بكم   فنحن نستحق  السحق  بالدبابات  كما  فعل  البطل المغوار الجنرال خالد  نزار  الذي  أخرج الدبابات  حينما  خرج  المجرمون من الشعب الجزائري  في أكتوبر  1988 " ........

هذه  هي  صفات  الشياتة الذين لا يزالون  يرتعدون من  هجوم  عسكر الجزائر عليهم  إذا  سمعوا  أو قرأوا من  ينتقد  حكام  الكراكيز المجرمين  الجاثمين على صدر الشعب ، تجد الشيات  يدافع  عن  حكامه  المجرمين بالأكاذيب والتخاريف والترهات  وتزوير التاريخ  ودماء الأبرياء الذين  ذبحهم  النظام  الجزائري  لم تجف بعد  وسياسة  الوئام  المدني  التي  جعلها  حكام الجزائر الحقيقيون  مبررا  لوضع  المشلول  عقلا  وعضلات  على رأس السلطة  الصورية في الجزائر ، هذه  السياسة   لم  تأتي  سوى  بالويل والنحس على الشعب ، لأنها كانت  مبنية  على  تكوين  الشيات  كيف  يتقن  مهنة  ( التشيات )   عمل  بوتفليقة على  تكوين فئات كثيرة  من  الشياتة  حتى أصبح  ( التشيات )  مهنة  يقتاتون  بها   من  الريع  الغازي والنفطي  وأسكتوهم  ومن بقي في الجبال هاربا   طاردوهم  وأفنوهم عن آخرهم  و لا أحد  يعرف مصيرهم  شيئا ،  وقيل إن  عددهم  يقدر  بحوالي  100 ألف  يعترف النظام  الحاكم  بـ 50  ألف  يقول بأنهم  من المفقودين  أثناء  العشرية السوداء  مصيرهم  إلى اليوم لا يزال مجهولا  وذلك باعتراف  حكام الجزائر  ، أما  حقيقة  الأمر  هي أن  المختفين  يتجاوز  100 ألف  ولا  من يسأل عنهم   ، وتجد  أعدادا من أفراد  الشعب  لم  يصرحوا  بأهاليهم المختفين  خوفا  من الشياتة  أولا  حتى  لا يبلغوا  المجرمين الحاكمين  بذلك  ولم يصرحوا  بها  للصوص الحاكمين  من شدة  الخوف على ما بقي من  أهاليهم  وأبنائهم  ....

إذن نجحت العصابة الحاكمة في الجزائر منذ البيان رقم 1 الذي نشره  بومدين وانقلابه  على الحكومة المدنية  المؤقتة برئاسة فرحات عباس بتاريخ 15 جويلية 1961 ... أي نعم ، قبل الاستقلال الصوري للجزائر عن فرنسا في 05 جويلية  عام  1962  ، لكن  فرنسا تركت  وراءها  من  يفعل  في الشعب  أكثر  مما كانت ستفعل هي به ، ألم  يسكن الرعب  40 مليون جزائري حتى هذه الساعة  ونحن في عام 2018  ؟  لقد  نجح  حكام  الجزائر  في  إصابة  الجزائريين  بوباء الرعب الأبدي  بسبب  العشرية السوداء ...

عود على بدء :

في دولة غير الجزائر  لو تعرضت  امرأةٌ للاغتصاب فلا بد أن تخضع  لجلسات  عديدة  لدى  طبيب نفسي  لكي  تعود – نسبيا – إلى حياتها  الطبيعية ...

تصوروا  شعبا  بكامله  تعرض للاغتصاب  منذ  1961  أي منذ أن اغتصب  العسكر  السلطة المدنية  والانقلاب على الحكومة المدنية المؤقتة  برئاسة فرحات  عباس  وإصدار  بومدين للبلاغ رقم 1  بتاريخ 15 جويلية  1961 ،  فمنذ ذلك  الوقت  والشعب الجزائري  يتعرض لسلسلة  من  الاغتصابات ،ولا يزال يتعرض  هذا الشعب للإهانة  والاحتقار والمذلة والهوان  في  عيشه  اليومي ، شعب  فرض عليه  المغتصبون أن لا  يرفع  صوته  ليسأل  أين  ذهبت  مثلا   1000  مليار  دولار  في عهدات  بوتفليقة  فقط  أما ما  سرقوه قبل بوتفليقة فلا  من  يسأل عنه  ، وحينما  بلغ  ذلك  إلى علم  المجرمين الذين اغتصبوا  كرامة الشعب الجزائري   كان الجواب  من  طرف  صاحب المهام القذرة  وقبله  سلال  : " إذا لم تسكتوا  سنعيد  عليكم  عشرية  حمراء وسوداء أخرى  ... ليس لكم الحق  في  سؤال  المسؤولين عن  إهدار المال العام  لأن المسؤولين في الجزائر هم  فوق  السؤال " ...  بعد موت بومدين  ألم  يسرق بوتفليقة نفسه  20 مليار دولار  وهرب إلى إحدى دول الخليج  وبعد ذلك أعادوه  على رأس الدولة  لأنه لص مثلهم  ؟ ألم  يسرق المرشح اليوم  لخلافة بوتفليقة  المدعو شكيب خليل ثم  هرب ، ولا تزال الحجة عند  الوكيل العام للجمهورية  لكنه  هذا الأخير  قد سكت عنها  أو أمروه  بتمزيق  أمر الاعتقال  الذي أصدره في حق  شكيب خليل لأنه  فر  هاربا  عبر مطار  وهران  لأن  في  دهاليز الدولة  شياتين  مهمتهم   إبلاغ  سادتهم  بكل شاذة وفاذة  فبلغ  أمر الاعتقال لشكيب خليل ، فما  كادت  أن  تتحرك  سيارة  الأمن  حتى كان هو  خارج الجزائر... الساذج  الوحيد  الوحيد (  الساذج  بالمفهوم  الإيجابي ) البسيط  العاشق لوطنه الجزائر والذي لم  يستفد من وطنه  بأي شيء  والذي أتوا  به  إلى  الجزائر  أي إلى  المجزرة  معتقدا أن  تلبية  نداء الوطن واجب ، وجاء برجليه  طائعا وهو لا يعلم  عن مصيره  شيئا ،وليس لديه  شياتة  يخبرونه  بما  قرروا  في حقه  فنفذوا فيه حكم الإعدام  أمام  شاشات العالم  بدم  بارد  ألا وهو  المرحوم  والمشمول بغفران الله  الشهيد محمد  بوضياف ، كان بعيدا  عن  وكر  الجِيَف (  جمع  جيفة )  كان بعيدا عن وكر  المفترسين  prédateurs ))  الجيف  وسقط في فخهم  بسهولة  فلقي حتفه  وذهبت  روحه  سدى  لكن لا شك أنه مع  الشهداء والصالحين في جنة النعيم  لأنه  توفي على  يد  المجرمين  القتلة  ....

كل المقالات وكل الانتقادات المنشورة  في كل مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتقد حكام الجزائر  وتدعوا إلى  الانتفاضة ضد  هؤلاء  المجرمين الشيوخ الكراكيز الحاكمين في الجزائر كل  تلك المقالات لا  تحرك في  الفرد الجزائري  ساكنا  لأنه  عاش تحت وطأة  مخطط  جهنمي ( مخطط العشرية السوداء )  مخطط  لم يكن الهدف منه القضاء على الإرهابيين  في داخل الجزائر  فقط  بل  كان  ذلك  هدفا  بسيطا  لتحقيق استراتيجية  بعيدة المدى  وهي أن  يدخل الرعب  في  أعماق  نفسية   أجيال  عديدة  من  الشعب الجزائري  ولن يستطيع الشعب  التخلص من هذا الرعب  أو التحرك أبدا  إلا  بعد  قرون  من الزمن ، لأنه  شعب  لم  يحكم  نفسه  بنفسه  منذ  أيام السلالات  الأولى  التي  حكمته  بعد الإسلام  ( الأدارسة والفاطميون والموحدون والزيانيون  مثلا )  إلى أن جاء الأتراك  وبعدهم  الفرنسيس وبعد الفرنسيس جاءت ثورة الفاتح نوفمبر 1954  التي استبشر  بها الشعب الجزائري  خيرا  لكن  الجناح  العسكري  داخل الثورة  بقيادة  بومدين  اغتصبوا فرحة الشعب بالثورة  على الاستعمار وانقلبوا على الحكومة المدنية المؤقتة  حينما بدأت  بوادر الاستقلال تظهر في الأفق  وكان ذلك قبل الاستقلال أي في 15 جويلية 1961  كان الانقلاب على الحكومة المؤقتة التي يرأسها  فرحات عباس ، وأمسك  الجناح  العسكري داخل  قيادة الثورة  زمام الأمور  إلى  اليوم  ، وهو الذي خاض  مفاوضاته  مع  فرنسا  ، بعد اغتصاب الثورة  من  أهلها  وفاوض  فرنسا  بتصوراته هو للسلطة لما بعد الاستقلال الصوري  ،  وطبعا  خضع  الذين اغتصبوا الثورة  لشروط  فرنسا  ولا  تزال الجزائر إلى اليوم  تعيش هذه  الحالة ... وكذلك  حينما  رأى  العسكر الحاكم  في الجزائر أن الشعب قد  أدرك أنه أصبح  سجين  العسكر وقام بانتفاضة أكتوبر 1988  تصدى  للشعب  بطل العسكر الجنرال خالد نزار تصدى للشعب بالدبابات ، و كذلك لما  نجح  حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية  برئاسة  عباسي مدني في انتخابات نهاية  1991 انقلب العسكر على الشرعية  الشعبية  ووجدوها فرصة  لترسيخ   الرعب  في أعماق  قلوب الشعب الجزائري  فدخلوها  حربا  بلا رصاص  فقط  بذبح  الشعب من الوريد إلى الوريد  وبدم بارد  حتى  أصبحت الدواوير والمداشير  خاوية  على عروشها  ، بل كانت بعض  المداشير  تُذبح  أهاليها نهارا  جهارا على يد  جيش خالد نزار  ولا  تبعد عنها  الثكنة العسكرية للجيش الجزائري إلا ببضعة خطوات  بل  وبقية الجيش  يتفرج  على أفعال  المجرمين منهم  ، لم  يهدأ جيش خالد نزار  إلا  بعد  نفذ  وصية  أبيه  الروحي الجنرال دوغول بأن  ينفذ  حكمه  على الشعب الجزائري  وهو : أن يعيش هذا الشعب طيلة عمره  مرعوبا  خائفا  من  الاقتراب  من  أي  شيء  يَمُتُّ بصلة  للسلطة في الجزائر ...

إذن لم  تكن العشرية السوداء هدفا في حد  ذاتها   بل كانت  تكتيكا  ضمن  أهداف أخرى لتحقيق  استراتيجية  جهنمية  وهو  ذبح كرامة  الإنسان الجزائري  إلى الأبد حتى  لا  ولن  يرفع  رأسه  ضد الظلم  ولو  جَوَّعُوهُ  وعَـرّوْهُ قرونا  فسيبقى  مرعوبا  من  النظام  الحاكم إلى الأبد  بل  سيدافع  بعض الشياتة  من هذا الشعب المرعوب  عن هذا النظام  لأن الرعب  قد  سلبهم  روح  العزة والكرامة  إلى يوم القيامة وأصبحوا أنذالا  ضد  مصلحتهم وهم لا يشعرون .

فافعلوا  بشعب الجزائر ما شئتم  لأنها  بلادٌ  فَـقَدَتْ  كل  مؤشرات  الدولة الحديثة :  فلا  معارضة  لها  أنياب  تخيف النظام  بل  معارضة  ملساء  شكلية  تنبح  فقط  وفي بعض نباحها  تزكية  للنظام  القائم في الجزائر ، ووهذه المعارضة  لا تنفع  الشعب في شيء ،  فالشعب  قد  تنازل عن آخر  ذرة  عنده من الإحساس بالعزة و الكرامة ، ولا مؤسسات  تحمى  كيان الدولة  من  التلاعب ، فأين المادة  102 من الدستور  التي تسمح  بإزاحة  الرئيس إذا تبث  عجزه وتعويضه  برئيس مجلس الأمة  في انتظار  انتخابات رئاسية ، لن يستطيع أحد  المطالبة  بتنفيذ  المادة 102  أولا لأنه  لا وجود لمؤسسات  في الجزائر ومن يدعي أن  في الجزائر مؤسسات فهو  من كبار  المجانين ، في الجزائر مؤسسة واحدة هي مؤسسة  العسكر ،  ثانيا لأن الجميع  مرعوب عشش  الرعب  في أعماق أعماق  نفسيته  وأصبح  يرتعد من مثل  هذه الأمر ( يا سيدي  خلليني  نعيش برك )  ... يقولون للشعب الجزائري  : " جوع كلبك  يتبعك  "  فيرد عليهم  الشعب "  سمعا وطاعة  يا حكامنا  المخلصين ، نعم  إننا  سنتبعكم  كلما  جُعْنَا  ونرضى بما  ترمونه  من  فضلات من فتات  موائدكم  ، وحتى ونحن نقترب  من موائدكم  الفارغة أصلا  فإننا نقترب منها  ونحن  نرتعد  من شدة الخوف  منكم  بسبب ما فعلتم  بأجدادنا وآبائنا  من  ذبح  وتقتيل ، وشكرا لكم  أن تركتمونا  نصطف  في  نظام  وانتظام  من أجل شكارة حليب غبرة  التي لا نصل إليها  إلا بعد  جهد  جهيد  من شدة  ارتعاد  ركبنا  وخوفا على  نفوسنا  من  إعادة  عشرية سوداء وقد تكون عشرينية أو ثلاثينية  فنحن  شعب  خلقه  الله للذبح  والتقتيل ، فما تركه  الفرنسيس أكملوه  لو  عدنا  لنطالب بجزء يسير جدا من  كرامتنا  فافعلوا بنا ما شئتم  لأننا  نظلم  أنفسنا  ، لقد تنازلنا لكم  على  كبريائنا  وكرامتنا  فافعلوا بنا ما شئتم  ، وإذا  كان هناك  شيء آخر  ستطلبونه  منا  بالإضافة إلى  تنازلنا عن كرامتنا  سنتنازل  عنه بكل فرح وسرور  فأنتم فوقنا  ونحن  تحتكم  فافعلوا بنا ما شئتم  ،  فكما  تنازلنا  لكم  وعن طواعية  عن كل شيء في هذا الوطن  ما فوق الأرض  وما في باطنها  فنحن سنتنازل لكم  أيضا عن آخر  ذرة  من عزتنا وكرامتنا  إن  بقيت  فينا .... إن أموالنا ذهبت ولن  نسألكم  أين ذهبت ؟  وذهبت كرامتنا  ولن نسألكم  أن تعيدونها  لنا  لأن الإحساس بالكرامة  عندنا  قد مات فينا  يوم  رأيناكم  تذبحون أطفالنا ونساءنا  ونحن  جبناء  جامدون  كالأصنام  لم نحرك ساكنا  ... فارتاحوا  فلن نزعجكم  أبدا  لكن  سندافع  عن أنفسنا  إذا  تجرأ أحدٌ  وانتقدكم  وشتمكم  ، سندافع عن أنفسنا  بمدحكم  و الركوع بل والسجود لكم  أيها الأقوياء  بالسلاح  الذي  اقتنيتموه  من أجل  فنائنا  بـ  11  مليار  دولار فقط   ... عشتم  لشعب هذا البلد  المرعوب  دوما  ولا  تخافوا  منا   فستصاب  تلك  الأسحلة  التي اشتريتموها بالصدأ  لأننا  نعدكم  بأننا  لن  نحرك ساكنا أبدا  وسندافع عنكم  ضد  أولئك  الذين  يعرون عوراتكم  وسنعمل مخلصين على إعادة  ستر  عوراتكم  لأننا   شعب  بلا  كرامة  لا يجب أن يحكمه  إلا  حكاما  لا  يأبهون   لعوراتهم  وهي عارية  أمام  أنظار  العالم  ، أولئك  هم  حكامنا الذين  ارتضيناهم  لأنفسنا  لأننا  لا نفس لنا "..

فعلا  إن كل  المؤشرات  التاريخية والسياسية والاجتماعية والسوسيوثقافية  تؤكد بما لا يدع مجالا  للشك  أن هناك  على أرض الجزائر شعب  خنوع  يكدس الجيش السلاح من أجل  إفنائه  حتى  يلحقه الصدأ  ولا يحرك هذا الشعب  ساكنا ، ويعيد الجيش شراء أسلحة أخرى  وتتكدس حتى  يلحقها  هي أيضا  الصدأ ، وهكذا  تكون الشعوب المرعوبة  فلا  ماتوا بسلاح  مقداره  11 مليار  دولار  ولا  عاشوا  عيشة  العزة والكرامة بنصف دولار  لأنهم  قد  افتقدوا الإحساس بالعزة والكرامة  منذ  العشرية السوداء ..

هل يمكن  أن تتطوع  منظمات  إنسانية  دولية   وتتفضل بزيارة  الشعب الجزائري  لتعرف حالته النفسية ، لكن المشكل  العويص  هو  أن هذه  المنظمات  يجب  أن يرافقها  40  مليون  طبيب  نفساني  لمعالجة  هذا  الشعب من  مخلفات  العشرية  السوداء ، والمشكل الأعوص هو  أن  السلطات الحاكمة في الجزائر  لن  تترك  مثل هذه  المنظمات  الدولية أن  تدخل للجزائر لتداوي هذا الشعب من مخلفات  تلك العشرية المنحوسة ، كيف  تتركها  تدخل البلاد  وهي التي  فعلت في  شعبها  ما فعلت  حتى  بلغ تلك الحالة  لدرجة أن الشياتة في الجزائر أصبحوا يتكاثرون من جراء إهمال  أولئك المرضى  المصابين  بالمرض المزمن  المذكور سابقا  وهو  الرعب الساكن في  عمق أعماق  هذا الشعب المغبون ، أصبح الشياتة في الجزائر يتكاثرون  بسبب العدوى بذلك الوباء الفتاك ...

لقد بدأت الكتابة  عن فساد  الحكم  في  جنوب إفريقيا  منذ مدة  قصيرة  واستطاع  الشعب خلال  هذه  المدة القصيرة أن  يدفع  الرئيس جاكوب زوما إلى الاستقالة  من رئاسة  الدولة وهو صحيح الجسم سليم العقل يمشي على قدميه ، ونحن منذ عهد  دقيوس (  اقتباسا من الأستاذ هشام عبود ) ونحن منذ  عهد  دقيوس ونحن  نُسَفِّهُ النظام الجزائري وننتقده بالدلائل والحجج ، وأكبر حجة هي أن العالم كله  ضحك علينا  حينما  أعطينا  بوتفليقة  عهدة رابعة وهو كسيح ،  وها هو العالم اليوم  قد  وضعنا جميعا  كشعب جزائري  ضمن المخبولين والمعتوهين وفاقدي العقل والصواب لأننا  سمحنا لأنفسنا  بمجرد  الحديث  عن عهدة  خامسة لبوتفليقة ، ألم أقل لكم  بأنكم  فقدتم  آخر ذرة من  الإحساس بالكرامة ؟.....

هل تعلمون أن كثيرا من الشباب الجزائري في الخارج  ينكر أنه جزائري  ويفضل أن ينتسب للصومال أو جزر الواق واق على أن يعرفوا عنه أنه جزائري !!!!

برافو  يا  عسكر الجزائر  لقد حققتم  استراتيجية  الرعب والخوف الأبدي  في نفوس الشعب الجزائري !!!!  فعيشوا على  ظهره  مئات آلاف القرون لأنه  شعب  فقد الإحساس  بالكرامة  نهائيا  ....

 

سمير كرم  خاص بالجزائر تايمز