أعلنت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف من المقاتلين العرب والأكراد يحظى بدعم الولايات المتحدة، الأحد أنها دخلت إلى مطار الطبقة العسكري الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا.

وقال المتحدث الرسمي باسم تلك القوات العميد طلال سلو إن "قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على أكثر من خمسين بالمئة من مطار الطبقة العسكري"، لافتا إلى أن "المعارك مستمرة داخل المطار ومحيطه".

وتوقع "أن تتم السيطرة على المطار بشكل كامل خلال الساعات القليلة القادمة".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا من المطار بسبب قصف مدفعي كثيف وغارات تشنها مقاتلات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت في وقت سابق الأحد أنها سيطرت على بلدة الكرامة فيما تستعد لشن هجوم على معقل تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة من المتوقع أن يبدأ في أوائل أبريل/نيسان.

وتضيّق تلك القوات المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب، الخناق على الرقة المحاصرة داخل جيب آخذ في التناقص يقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات وتقدمت نحوها في هجوم متعدد المراحل على مدى عدة أشهر.

وقال دجوار خبات وهو قائد ميداني لقوات سوريا الديمقراطية إنه يتوقع بدء الهجوم على الرقة في أوائل أبريل/نيسان بعد أن ضيق المقاتلون المدعومون من واشنطن الخناق على المدينة من أكثر من جبهة.

والكرامة هي آخر بلدة كبيرة إلى الشرق من الرقة التي تبعد نحو 18 كيلومترا. وتمكن مقاتلون آخرون من قوات سوريا الديمقراطية من الوصول بالفعل لمنطقة تبعد بضعة كيلومترات من معقل الجهاديين الرئيسي في سوريا من جهة الشمال الشرقي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت بالكامل تقريبا على الكرامة، لكن اشتباكات ما زالت تدور بينها وبين مقاتلي الدولة الإسلامية.

وإلى الغرب من الرقة تسعى تلك القوات للسيطرة على مدينة الطبقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات إضافة إلى سد وقاعدة جوية قريبين بعد أن ساعدت طائرات هليكوبتر أميركية مقاتليها على إقامة رأس جسر عبر النهر الأسبوع الماضي.

وقال خبات إن قوات سوريا الديمقراطية حاصرت القاعدة الجوية، لكن المرصد قال إنها لا تزال على بعد عدة كيلومترات.

وأضاف المرصد أن الدولة الإسلامية كانت قد سيطرت على القاعدة خلال المكاسب التي حققتها في أغسطس/آب 2014 وقتل متشددوها وقتها 160 جنديا على الأقل.

وتسارعت وتيرة تقهقر التنظيم المتطرف في الأشهر الماضية أمام ثلاث حملات عسكرية مختلفة ضدها في سوريا.

وتتقدم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الذي تقوده واشنطن من الشمال والشمال الشرقي.

وسيطر مقاتلون من المعارضة يحاربون تحت راية الجيش السوري الحر ومدعومون من تركيا على مساحات من الأراضي في الشمال على الحدود التركية، فيما يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه وهم روسيا وإيران ومقاتلون شيعة، إلى الشرق من حلب وإلى الشرق من تدمر.

ووصل الجيش السوري الذي يتقدم إلى الشرق من حلب إلى نهر الفرات على بعد نحو 55 كيلومترا شمال غربي الطبقة، لكن خبات قال إنه لا يعتقد أن الجيش النظامي لديه قوات كافية لدخول معركة للسيطرة على المدينة.

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية لن تسمح لأي قوة عسكرية أخرى بدخول الرقة.

وكان قيادي في وحدات حماية الشعب الكردية قد أعلن أنها تعتزم زيادة عددها إلى نحو 100 ألف مقاتل بما يشكل جيشا شبه نظاميا لحماية المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الأكراد.

لكن مراقبين للوضع في شمال سوريا يعتقدون أن الزيادة المرتقبة في عدد القوات الكردية يأتي في إطار تصاعد التوتر مع أنقرة التي ترفض قيام كيان كردي على تخومها يكون امتدادا جغرافيا للأكراد في العراق وتركيا.

ويرجح أن الوحدات الكردية تفكر في تأمين مكاسبها لمرحلة ما بعد تحرير الرقة وسط مخاوف من هجوم تركي أو من فصائل تدعمها تركيا أو من قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي بداية 2014، طرد تنظيم الدولة الاسلامية الفصائل المعارضة التي كانت منتشرة في الرقة وسيطر عليها تماما.

وفي حزيران/يونيو من العام نفسه، اعلن "الخلافة" في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور. وفي آب/اغسطس سيطر التنظيم المتطرف على محافظة الرقة بكاملها بعد استيلائه على مطار الطبقة من قوات النظام السوري والذي يبعد 55 كلم غرب الرقة.