تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة لنكسة سياسية كبيرة بعدما طلب من الجمهوريين سحب مشروع تعديل نظام الرعاية الصحية قبيل التصويت عليه لتعذر جمع أكثرية، بحسب مصدر في الكونغرس.

وقال المصدر إن رئيس مجلس النواب ورئيس كتلة الجمهوريين بول راين "تحادث اليوم في مع الرئيس الذي طلب منه سحب مشروع القانون".

ووسط الفوضى بشأن التصويت التقى بول ريان رئيس الذي كان يدعم مشروع القانون، مع ترامب في البيت الأبيض قبل سحبه من قاعة المجلس بعد مناقشات استمرت ساعات.

وكان ترامب راهن على سمعته كصانع صفقات في التصويت المهم وسط تهديدات معارضين جمهوريين بنسف مشروع القانون الذي طرحه حزبهم لإلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الذي أقره باراك أوباما.

وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض إن ترامب "فعل كل ما هو ممكن" لتمرير مشروع القانون، موضحا أن الرئيس الأميركي سيتحدث الجمعة من البيت الأبيض بعد الهزيمة السياسية التي مني بها.

وكان مقررا أن يصوت أعضاء مجلس النواب الـ430 (193 ديمقراطيا و237 جمهوريا) على المشروع، لكن عدد الجمهوريين الذين أعلنوا معارضتهم له يفوق ثلاثين، ما يعني هزيمة مؤكدة عند التصويت.

فاضطر زعماء الجمهوريين في مجلس النواب سحب التشريع من المناقشات بسبب عدم حشد أصوات كافية لدعمه برغم حملة مستميتة لحشد التأييد من جانب البيت الأبيض وحلفائه في الكونغرس فيما يشكل انتكاسة مدوية لترامب.

وكان زعماء الجمهوريين يعتزمون التصويت على التشريع، بعدما أوقف ترامب المفاوضات مع الجمهوريين الذين كانوا مترددين إزاء الخطة وأصدر إنذارا بالتصويت الجمعة لصالح التشريع أو ضده.

ولم يتضح ما إذا كان مشروع القانون قد يعاد طرحه في وقت آخر برغم أن ترامب أبلغ صحيفة واشنطن بوست قائلا "لقد سحبناه فحسب".

ودون إقرار مشروع القانون بالكونغرس سيظل قانون الرعاية الصحية، الذي يعد إنجازا بارزا في السياسة الداخلية للرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما والمعروف باسم أوباما كير الصادر في 2010، قائما برغم تعهدات الجمهوريين على مدى سبع سنوات بإلغائه.

وكان إلغاء قانون أوباما كير وإصدار بديل له ضمن أولويات الحملة الانتخابية لترامب في 2016 وكذلك لمعظم المرشحين الجمهوريين "بدءا من صائدي الكلاب الضالة فصاعدا" على حد وصف المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في بيان الجمعة.