بدأ الجيش السوري يحشد قواته لشن هجوم مضاد على قوات المعارضة التي حققت مكاسب ميدانية في طريقها إلى حماة.

وقال مصدر "تم استيعاب الهجوم والآن يتم تعزيز خطوط الدفاع التي تم إقامتها على اتجاهات الخرق."

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جماعات متشددة وجماعات معارضة أخرى أحرزت تقدما على القوات الحكومية السورية شمالي حماة في إطار أكبر هجوم للمعارضة منذ شهور الأمر الذي يسلط الضوء على الآفاق القاتمة لمحادثات السلام التي تستأنف في وقت لاحق.

وقال المرصد الذي يراقب الحرب إن المعارضة المسلحة استولت على نحو 40 موقعا من الجيش منها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة وذلك منذ بداية هجوم حماة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.

وذكرت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري ومقره بريطانيا أن الهجوم يتزامن مع اشتباكات في العاصمة دمشق حيث يخوض الجيش والمعارضة قتالا على أطراف وسط المدينة في حي جوبر لليوم الخامس وسط قصف مكثف.

ومن المستبعد أن يغير الهجوم المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية على مدى 18 شهرا والتي توجت في ديسمبر/كانون الأول 2016 باستعادة جيب المعارضة في حلب لكنه أظهر الصعوبة التي يواجهها الجيش في الدفاع عن العديد من الجبهات في آن واحد.

ويثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، المزيد من الشكوك حول جهود السلام في جنيف حيث تستأنف المحادثات الخميس بعد مفاوضات سابقة لم تحقق تقدما يذكر.

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف "نأمل في رؤية شريك جاد على الطرف الآخر من الطاولة."

ويحضر ممثلون عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران ومقاتلين شيعة محادثات جنيف كذلك. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن وزارة الخارجية السورية قولها إن "الهدف الحقيقي لهذه الاعتداءات هو التأثير على مباحثات جنيف."

وقال المرصد إن معارضين بقيادة تحالف تحرير الشام المتشدد الذي يضم جماعات تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر حققوا تقدما جديدا الليلة الماضية واستمر القتال الخميس.

وأضاف أنهم بحلول ظهر الخميس كانوا قد هزموا القوات الحكومية في نحو 40 بلدة وقرية ونقطة تفتيش شمالي حماة وتقدموا حتى صاروا على مسافة بضعة كيلومترات من المدينة وقاعدتها الجوية العسكرية.

وسيطرت المعارضة في إحدى المناطق على قرية شيزر واقتربت من تطويق بلدة محردة، ذات الأغلبية المسيحية التي يسيطر عليها الجيش.

وكان يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بشأن سوريا قال "ليس من الجيد للمفاوضات أن يعاني المدنيون من الطرفين. لكنه أيضا قد يشكل دافعا للتقدم في المحادثات."

حماة ودمشق

وأقوى فصيل في تحالف تحرير الشام هو ما كان يعرف باسم جبهة النصرة التي كانت الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى انفصلت عنه رسميا العام الماضي.

وتنفذ الولايات المتحدة، التي تدعم بعض جماعات الجيش السوري الحر خلال الحرب إلى جانب تركيا ودول خليجية، ضربات جوية تستهدف قادة تحرير الشام منذ يناير/كانون الثاني.

وقال سامر عليوي المسؤول بجماعة جيش النصر المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وتقاتل قرب حماة على حساب للمعارضة على موقع للتواصل الاجتماعي إن الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضة في أماكن أخرى وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة.

وأضاف "بعد فشل المؤتمرات السياسية فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة."

وقالت هيئة إنقاذ الطفولة نقلا عن طاقمها المدني الميداني إن تصاعد القتال أسفر عن نزوح آلاف العائلات.

وقالت في بيان أصدرته في الأيام القليلة الماضية "اضطر عشرة آلاف شخص على الأقل إلى الفرار من منازلهم في منطقة حماة."

وقال المرصد السوري إن الاشتباكات تصاعدت في دمشق حول المنطقة الصناعية في جوبر على مشارف أحياء وسط العاصمة بعد منتصف الليل.

وذكرت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحكومة أن اشتباكات وقعت في وقت مبكر من صباح الخميس في جوبر واستهدف قصف مكثف مواقع للمعارضة في المنطقة.

وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لمراسل يتحدث من حي العباسيين بالعاصمة في ساعة الذروة الصباحية لكن الشارع بدا هادئا لا تمر به سوى سيارة واحدة أو اثنتين وعدد قليل من المارة وترددت أصوات انفجارات في الخلفية.

ونبّه إيغلاند إلى أن الاشتباكات حول دمشق أدت إلى انقطاع المساعدات عن 300 ألف شخص يعيشون في الضواحي الشرقية المحاصرة.

وقال "المجاعة ستطل برأسها إلا إذا وصلنا إلى هناك في الأسابيع المقبلة."