قالت حملة قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الرقة الأربعاء إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أنزل جوا قوات أميركية وقوات سورية متحالفة معها في المحافظة موسعا الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التحالف الذي تقوده واشنطن وفر جسرا جويا ودعما بالنيران لقوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة الطبقة السورية.

وقال البنتاغون الأربعاء أن المدفعية الأميركية والطيران يساندان عملية لقوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية لإستعادة سد استراتيجي في مدينة الطبقة قرب الرقة في شمال سوريا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجور أدريان رانكين-غالواي إن "قوات التحالف تقدم دعما" لقوات سوريا الديمقراطية بالمدفعية والإسناد الجوي لاستعادة سد الطبقة غرب الرقة. وأكد مسؤول أميركي في الدفاع أيضا أن القوات الأميركية استخدمت المدفعية في هذه العملية.

وقال قيادي في قوات سوريا الديمقراطية إن قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) "نفذت مع عناصر من الوحدات الكردية والعربية إنزالا جويا من المروحيات في ثلاث قرى جنوب نهر الفرات هي أبو هريرة ومشيرفة ومحمية الثورة بهدف التقدم باتجاه مدينة الطبقة".

وتبعد تلك القرى حوالي 15 كيلومترا غرب مدينة الطبقة، مشيرا إلى أن عناصر أخرى من قوات سوريا الديمقراطية عبرت بحيرة الأسد في زوارق لتصل إلى مكان الإنزال لدعم الهجوم.

وأعلنت "حملة غضب الفرات" عن قطع تلك القوات "الطريق الدولي حلب - الرقة - دير الزور" الذي يعد طريق إمدادات أساسي لتنظيم الدولة الإسلامية بين مناطق سيطرته في المحافظات الثلاث.

وتشكل مدينة الطبقة هدفا لقوات سوريا الديمقراطية في إطار حملة "غضب الفرات" التي أطلقتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من التقدم غرب الرقة ضمن المرحلة الثانية من هجومها في يناير/كانون الثاني وسيطرت على عشرات القرى والمزارع لتتقدم أكثر باتجاه مدينة الطبقة.

وتعد مدينة الطبقة معقلا للتنظيم المتطرف ومقرا لأبرز قياداته وهي تبعد نحو 50 كيلومترا عن مدينة الرقة.

وأكد المصدر في قوات سوريا الديمقراطية أن "لمدينة الطبقة أهمية إستراتيجية فهي تضم سجونا ومقرات ومخازن أسلحة للتنظيم، بالإضافة إلى أنها تقع قرب أكبر سد في سوريا هو سد الفرات". ويقع السد على بعد 500 متر من مدينة الطبقة.

وقال التحالف الكردي العربي السوري المدعوم أميركيا في بيان نشر على الإنترنت، إن العملية تهدف إلى السيطرة على منطقة الطبقة الإستراتيجية على ضفة نهر الفرات المقابلة لمناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وللحد من تقدم القوات الحكومية السورية في هذا الاتجاه.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت في فبراير/شباط المزيد من الأسلحة والعربات المدرعة لقوات سوريا الديمقراطية ونشرت دوريات في مدينة منبج للحيلولة دون وقوع صدام بين قوات درع الفرات التركية والوحدات الكردية، في تحول تكتيكي لافت يعكس انخراط واشنطن أكثر في الصراع السوري.

كما أرسلت أيضا نحو 400 عسكري لتعزيز قواتها المتواجدة على الأرض السورية وقوامها نحو 500 جندي في خطوة أعقبت حينها اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكبار القادة العسكريين لاطلاعه على خطة تتعلق بحسم سريع للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

والتطورات الأخيرة تأتي أيضا في ظل توتر كبير بين القوات التركية في شمال سوريا والوحدات الكردية وفي الوقت الذي تزايدت فيه المؤشرات على قرب موعد معركة الرقة التي تقف قوى متضادة على خطوط التماس في محيطها.

ارتفاع وتيرة التوتر بين تركيا والأكراد

وفي حادثة تسلط الضوء على التوتر بين تركيا والوحدات الكردية في هذه الجبهة التي تعد أعقد الجبهات، فتحت أنقرة الأربعاء النار على منطقة يسيطر عليها الأكراد المدعومين أميركيا في شمال غرب سوريا بعد أن قالت إن أحد جنودها قتل برصاص قناص عبر الحدود السورية.

وقال الجيش التركي إن الجندي قتل في إقليم هاتاي الحدودي التركي برصاص قناص عبر الحدود من عفرين في سوريا التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.

ووحدات حماية الشعب حليف عسكري للولايات المتحدة وتلعب دورا مهما في العمليات التي تدعمهما واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق سورية على مسافة أبعد إلى الشرق.

وأقامت الوحدات كذلك علاقات مع روسيا وقالت هذا الأسبوع إن موسكو تقيم قاعدة عسكرية في عفرين وستساعد في تدريب مقاتليها، إلا أن روسيا نفت ذلك.

وتنظر أنقرة لوحدات حماية الشعب الكردية باعتبارها منظمة إرهابية وذراعا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا داخل تركيا.

وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وتشارك في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأغضبها الدعم الأميركي للوحدات الكردية وحذرت من أنها لن تسمح بإقامة "دولة إرهابية" في شمال سوريا. واتهمت أنقرة وحدات حماية الشعب بانتهاك حقوق الإنسان ومحاولة تهجير مدنيين سوريين من العرب والتركمان.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب إن الجيش التركي كان هو المعتدي في واقعة الأربعاء وإن القصف التركي على البلدات الحدودية حول عفرين أصاب عشرة مدنيين بجروح ومازال مستمرا.

وتابع "لن نقف مكتوفي الأيدي بالتأكيد في مواجهة أي عدوان وسنستخدم حق الرد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس."

ومما أثار استياء تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية تمكنت من إقناع واشنطن وموسكو بالوقوف في صفها بعد أن صورت نفسها قوة منظمة قادرة على مواجهة الجماعات المتشددة واستعادة أراض من التنظيم المتطرف.

وكانت الوحدات الكردية قد أعلنت قبل أيام أنها تعتزم زيادة عدد أفرادها إلى 100 ألف مقاتل لتعزيز دورها العسكري في مواجهة الدولة الإسلامية وحماية المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ويطمح أكراد سوريا الذين أعلنوا في السابق إقامة إدارة للحكم الذاتي في مناطق سيطرتهم، إلى إنشاء كيان مستقل على الحدود مع تركيا وهو ما ترفضه الأخيرة وتعتبره تهديدا لأمنها القومي وأمرا محفزا للنزعة الانفصالية لأكرادها.

وعلى اثر حادثة إطلاق تركيا النار على منطقة خاضعة لسيطرة أكراد سوريا، قال ريدور خليل إن القوات الروسية توجهت إلى المنطقة التي تعرضت للقصف.

وأضاف "نعم توجهت القوات الروسية إلى منطقة جندريس حيث القصف التركي"، موضحا أن القوات الروسية هي نفسها التي كانت قد انتشرت في منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في وقت سابق هذا الأسبوع.

وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إن القوات الروسية انتشرت في عفرين بموجب اتفاق يشمل تدريب مقاتليها. وقالت روسيا إن فرعا "لمركز المصالحة" التابع لها والذي يتفاوض على اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار في سوريا نقل إلى عفرين.