قتلت القوات العراقية قائد تنظيم الدولة الإسلامية في الحي القديم بالموصل الثلاثاء مع تركيز المعركة التي ترمي إلى استعادة آخر معاقل المتشددين في العراق على جسر فوق نهر دجلة.

وقال ضابط بالشرطة الاتحادية إن الشرطة قتلت عبدالرحمن الأنصاري القائد العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية في الحي القديم أثناء عمليات لتطهير حي باب الطوب.

ومع انسحاب كثيرين من قادة التنظيم بالفعل من الموصل يعد مقتل الأنصاري ضربة للمتشددين الذين يدافعون عن منطقتهم المنطقة الخاضعة لسيطرتهم الآخذة في الانكماش. والسيطرة على الجسر الحديدي الذي يربط بين غرب المدينة وشرقها يعني أن القوات العراقية تسيطر على ثلاثة من خمسة جسور في الموصل فوق نهر دجلة والتي دمرت جميعها على أيدي المتشددين أو بسبب الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة. واستعادت القوات بالفعل السيطرة على الجسرين الواقعين في أقصى الجنوب.

ومع زيادة حدة القتال الثلاثاء بعدما تباطأ الاثنين بسبب الأمطار الغزيرة تدفق مدنيون للخروج من الأحياء الغربية التي استعادتها القوات الحكومية وهم يعانون من البرد والجوع لكنهم يشعرون بالراحة لتخلصهم من قبضة التنظيم المتشدد.

وقال ضباط إن قناصة الدولة الإسلامية أبطؤوا تقدم وحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية على الجسر الحديدي، لكن القوات ما زالت تتقدم ببطء.

كما توغلت القوات الحكومية في مناطق بغرب الموصل آخر معاقل الدولة الإسلامية في المدينة التي كانت معقلا لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في مناطق بالعراق وسوريا.

وقال العميد مهدي عباس عبدالله من وحدات الرد السريع إن القوات ما زالت تتقدم باتجاه الجسر الحديدي وتتخلص من القناصة المختبئين في المباني المحيطة.

وبالقرب من متحف الموصل استخدمت القوات العراقية مركبات مدرعة ودبابات لمهاجمة القناصة الذين يعرقلون تقدم القوات وتطهير المناطق المحيطة بالجسر.

ومنذ بدء الهجوم في أكتوبر/تشرين الأول 2016 تمكنت القوات العراقية بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة من استعادة شرق الموصل ونحو 30 بالمئة من غرب المدينة من قبضة المتشددين الذين هم أقل عددا، لكنهم يقاومون بشراسة دفاعا عن آخر معقل رئيسي لهم في العراق.

وعلى مدار اليوم ظلت القوات على بعد 100 متر من الجسر. وقال متحدث باسم وحدات الرد السريع صباح الثلاثاء "إنه مهم جدا لقواتنا تأمين ضفة النهر ومنع مقاتلي داعش من الالتفاف حول القوات المتقدمة."

وأضاف أنه من المتوقع أن تستعيد القوات السيطرة على الجسر الحديدي والمنطقة المجاورة له بنهاية اليوم.

وقال "السيطرة على الجسر سوف تضيق الخناق بشكل أكبر على مقاتلي داعش المتحصنين داخل المدينة القديمة."

قصف عنيف

وكان يمكن سماع أصوات القصف وزخات الأسلحة الآلية الثقيلة من وسط الموصل بينما أطلقت طائرات الهليكوبتر صباحا نيران مدافعها الرشاشة على الأرض.

وفي غمرة القتال تدفق النازحون من الأحياء الغربية وهم يحملون أمتعتهم وزجاجات مياه ومتعلقات أخرى. وكان بعضهم يدفع أطفالا أو عجائز مرضى في عربات يد.

ونقل الجنود النازحين إلى شاحنات على طريق الموصل بغداد بهدف نقلهم إلى مناطق لفحصهم. وغادر معظم النازحين قبل طلوع الشمس أو بعد أن سيطر الجيش على أحيائهم. وقالوا إن الطعام كان شحيحا.

وقال أشرف علي وهو ممرض فر مع زوجته وطفليه إن قذائف المورتر كانت تسقط وهم يلوذون بالهرب. وانتهزت الأسرة فرصة سيطرة الجيش على حيها لتتمكن من الفرار.

وقال علي "أراد داعش أن ننتقل إلى مناطقه لكننا هربنا عندما وصل الجيش."

ونحو 600 ألف مدني محاصرون مع المتشددين داخل المدينة التي عزلتها القوات العراقية تماما عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.

وتشمل القوات العراقية قوات من الجيش وقوات خاصة وعناصر البشمركة الكردية ومقاتلين شيعة.

وتسببت العملية التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2016 في نزوح ما يربو على 200 ألف من سكان الموصل.

وقالت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية الثلاثاء إن نحو 13 ألف شخص من النازحين من غرب الموصل يحصلون على مساعدة ومأوى مؤقت يوميا.

وقال ضابط عراقي يشرف على نقل النازحين "كلما تقدمنا كلما زاد عدد النازحين... هناك المزيد من السكان في هذا الجانب من المدينة ويحاول الناس المغادرة لأنه ليس هناك طعام أو إمدادات في منطقتهم."

وخسارة الموصل ستوجه ضربة قوية إلى التنظيم المتشدد إذ أنها أكبر مدينة سيطر عليها المتشددون منذ أعلن زعيمهم أبوبكر البغدادي من مسجد في الموصل في صيف 2014 نفسه زعيما لما سماها دولة الخلافة على أراض تمتد في العراق وسوريا.