أعلن الموفد الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بريت ماكغورك الأحد أن القوات العراقية قطعت آخر المنافذ المؤدية إلى مدينة الموصل ما أدى إلى محاصرة الجهاديين داخلها.

وقال ماكغورك للصحافيين في بغداد إن "تنظيم الدولة الإسلامية محاصر، فالليلة الماضية قامت الفرقة التاسعة في الجيش العراقي قرب بادوش بشمال غرب الموصل، بقطع آخر المنافذ" المؤدية إلى المدينة.

وأضاف أن "جميع المقاتلين الموجودين في الموصل سيموتون فيها".

ويأتي هذا الإعلان بينما أكد أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الأحد أن القوات العراقية استردت نحو ثلث غرب الموصل من مقاتلي التنظيم المتطرف، مضيفا أن الجنود يواصلون تقدمهم في المزيد من الأحياء.

وقالت الشرطة الاتحادية ووحدات الرد السريع إنها دخلت منطقة باب الطوب بالمدينة القديمة حيث يتوقع أن يكون القتال فيها هو الأشرس بسبب حاراتها الضيقة التي لا يمكن للمدرعات المرور فيها.

والقوات العراقية المدعومة من تحالف تقوده الولايات المتحدة أكثر عددا وتسليحا بكثير من متشددي التنظيم الذين يدافعون عن آخر معقل رئيسي لهم في العراق باستخدام السيارات الملغومة والقناصة وقذائف المورتر.

وهناك ما يصل إلى 600 ألف مدني محاصرون مع المتشددين داخل المدينة التي عزلتها القوات العراقية فعليا عن بقية الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وقال اللواء الركن معن السعدي للصحفيين في الموصل إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب داهمت حي الجديدة وحي الأغوات الأحد وإن المتشددين يبدون مظاهر ضعف رغم مقاومتهم العنيفة في بادئ الأمر.

وقال "العدو فقد قدرته القتالية وعزيمته وهنت. بدأ يفقد القيادة والسيطرة"، مضيفا أنه تمت استعادة نحو 17 من 40 حيا في غرب الموصل.

وقال السعدي إنه يتوقع أن تستغرق استعادة النصف الغربي من المدينة وقتا أقل من استعادة الشرق الذي تمت السيطرة عليه في يناير/كانون الثاني بعد قتال استمر مئة يوم.

ونزح أكثر من 100 ألف شخص بسبب القتال في الأسبوعين الماضيين فقط ليبلغ العدد الإجمالي للنازحين أكثر من 200 ألف منذ بدء الحملة لاستعادة غرب الموصل.

وتلقى سكان حي المنصور الذي طرد متشددو التنظيم منه قبل أيام مساعدات أحضرها متطوعون من شرق الموصل في حين حلقت طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة وأطلقت صواريخ ونيران أسلحة آلية ثقيلة على أهداف بالمدينة.

وبدأت الحملة لاستعادة غرب الموصل الذي يفصله نهر دجلة عن شرقها قبل ثلاثة أسابيع.

وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية إن قواته إلى جانب فرقة الرد السريع وهي فرقة من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية أصبحت الآن على مسافة نحو 300 متر من الجسر القديم وهو واحد من خمسة جسور تصل غرب الموصل بشرقها. وتسيطر القوات العراقية بالفعل على الجسور الجنوبية.

وسيمثل فقد الموصل ضربة قوية للتنظيم المتشدد فهي أكبر مدينة سيطر عليها التنظيم منذ أن أعلن زعيمه أبوبكر البغدادي من مسجد بالموصل في صيف 2014 دولة الخلافة في مناطق من العراق وسوريا.

لكن من المتوقع أن يظل التنظيم يشكل تهديدا بلجوئه لأساليب عنيفة مثل التفجيرات.

ومع تقدم مجموعة متنوعة من القوات لإسقاط دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق بالعراق وسوريا بدأ يظهر المزيد من الدلائل على جرائم الحرب التي ارتكبها المتشددون الذين استهدفوا الشيعة والأقليات الدينية وحتى معارضيهم من السنة.

وقال متحدث باسم ميليشيات شيعية الأحد إن القوات عثرت على مقبرة جماعية تضم رفات مئات من السجناء أغلبهم من الشيعة قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية عندما اجتاح مقاتلوه سجن بادوش في يونيو/حزيران عام 2014.

واستعادت قوات الجيش العراقي وفرقة العباس وهي إحدى جماعات الحشد الشعبي الشيعي منطقة بادوش في الأيام القليلة الماضية وقطعت خطوط الإمداد المتبقية للموصل مستكملة تطويق المدينة.