أجمع المشاركون في ندوة علمية نظمت اليوم الخميس بالرباط حول موضوع "العلاقات المغربية الإفريقية الجديدة: الأبعاد الجيو-استراتيجية والرهانات التنموية"، على أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تمنح المملكة موقعا جديدا لحماية مصالحها الاستراتيجية والدفاع عن وحدتها الترابية.

   واعتبر المشاركون في هذه الندوة العلمية، التي نظمها المرصد العلمي للدراسات في الحكامة والتدبير التابع لجامعة محمد الخامس وكلية علوم التربية أن الرهان الأكبر للمغرب يبقى السعي إلى توسيع وتقوية التحالف الذي يجمع المملكة بباقي الدول الإفريقية، من أجل مواجهة خصوم الوحدة الترابية وإحباط محاولاتهم لإطالة أمد النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

   وأكدوا أن الحضور المغربي يمثل فرصة للرقي بإفريقيا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا موضحين أن الاتحاد الإفريقي يشكل من ناحية أخرى فرصة للمغرب لإيجاد الإطار الملائم لتثمين جهوده الكبيرة وتضحياته الجسام من أجل تنمية إفريقيا.

   وأضاف المشاركون في الندوة أن المغرب حافظ على علاقاته مع مختلف الدول الإفريقية بالرغم من انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية منذ سنة 1984، ولم يتنكر يوما للروابط الحضارية والتاريخية المتينة التي ربطت المملكة بباقي الدول الإفريقية، مسجلين أن المغرب يعتبر البعد الإفريقي عنصرا جوهريا من عناصر هويته .

    وشددوا، من ناحية أخرى، على أن الجانب الأمني يعتبر أحد أهم التحديات التي تواجه الاتحاد الإفريقي حاليا لا سيما مع تنامي نشاط الإرهاب الدولي بالقارة مؤكدين أهمية التنسيق مع الدول الإفريقية لمكافحة الإرهاب والتطرف بالنظر للتجربة الكبيرة التي راكتمها المملكة في هذا المجال.

    وتهدف هذه الندوة العلمية إلى تعميق النقاش حول الفرص التي تفتحها عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، وكذا التحديات والرهانات التي تواجه المملكة على المستوى الإفريقي، وانعكاساتها على الصعيد الدولي في ظل المتغيرات الأخيرة.

   وركزت مداخلات ثلة من الخبراء والأكاديميين والباحثين المهتمين بالشأن الإفريقي وبعلاقة المغرب بدول القارة، خلال هذه الندوة ، على مجموعة من المحاور منها على الخصوص "الجامعة المغربية، أي دور لتعزيز العلاقات المغربية الإفريقية"، و"دول جنوب إفريقيا في السياسة الخارجية المغربية: التحديات والآفاق"، و"إمارة المؤمنين ومواجهة الخطاب المتطرف للجماعات الإرهابية بإفريقيا"،و "الاتحاد الإفريقي ورهانات حل النزاع المفتعل في الصحراء"و "عودة المغرب للاتحاد الإفريقي قراءة في أفق سياسة المغرب الخارجية".