أعلن متحدث باسم الجيش الأميركي الخميس أن واشنطن بصدد إرسال 400 جندي إضافي إلى سوريا لدعم الهجوم على الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي في بغداد الكولونيل جون دوريان إن "هذه القوات مؤقتة"، مؤكدا بذلك تقريرا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، يتواجد جنود من القوات الخاصة الأميركية على الأرض في سوريا لتقديم المشورة وتدريب القوات المحلية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، وخصوصا قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف يضم مقاتلين من العرب والأكراد.

وهؤلاء الجنود الذين سيتم إرسالهم، هم خصوصا من مشاة البحرية الذين يعملون على المدافع من عيار 155 ملم، المتمركزة في منطقة الرقة.

وبينهم أيضا جنود من القوات الخاصة المجهزة بآليات "سترايكر" المدرعة والذين أرسلوا إلى منطقة منبج إلى الشمال لتجنب وقوع أي معارك محتملة بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية.

وتسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية الشهر الماضي توصيات وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحتل مساحات واسعة في سوريا.

وبحسب الصحافة الأميركية، فإن الخطة تقترح إرسال مدفعية وقوات خاصة إضافية ومروحيات هجومية.

وأوضح دوريان أنهم يعدون دعما لوجستيا وناريا للقيام بهجوم ناجح على محافظة الرقة، معقل التنظيم في سوريا.

وشدد على أن التحالف ماض في إستراتيجيته المبنية على دعم القوى المحلية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية أينما كان.

واعتبر دوريان أن قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري "تواجه عدوا صعبا وتحتاج لدعم هام"، على غرار عملية تحرير الموصل في العراق.

وتنضم القوات الجديدة إلى نحو 500 جندي أميركي ينتشرون بالفعل في سوريا.

وتشكل هذه الزيادة في عدد القوات الأميركية في سوريا انخراطا أكبر في النزاع تحت مسمى المشورة العسكرية ودعم أكراد سوريا في مواجهة التنظيم المتطرف.

وقال تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة الخميس إنه يقترب من مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف ومن المتوقع أن يصل إلى أطراف المدينة خلال بضعة أسابيع في الوقت الذي انتشرت فيه وحدة مدفعية تابعة لمشاة البحرية الأميركية للمساعدة في الحملة.

وقوات سوريا الديمقراطية، التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016 تعمل القوات مع التحالف الذي تقوده واشنطن على تطويق الرقة.

وقال طلال سيلو المتحدث باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية "نتوقع خلال عدة أسابيع أن يكون هناك حصار للمدينة."

وقال جون دوريان إن القوات الأميركية الإضافية لن يكون لها دور في الخطوط الأمامية وستعمل مع شركاء محليين في سوريا في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية والتحالف العربي السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية نفذها التحالف قتلت 23 مدنيا من بينهم ثمانية أطفال في منطقة ريفية شمالي الرقة الخميس. وقال التحالف إنه يحقق في الواقعة.

ويحارب الجيش السوري المدعوم من روسيا تنظيم الدولة الإسلامية أيضا كما تقاتل جماعات من المعارضة المسلحة تحت راية الجيش السوري الحر بدعم من تركيا التنظيم في شمال سوريا. ويقاتل الجيش السوري الحر الدولة الإسلامية أيضا بدعم أردني في جنوب سوريا.

وقطعت قوات سوريا الديمقراطية هذا الأسبوع الطريق بين الرقة ومعقل التنظيم في محافظة دير الزور وهو آخر طريق رئيسي خارج من المدينة التي يحدها من الجنوب نهر الفرات.

وقال دوريان إن الجهود المبذولة لعزل الرقة "تسير بشكل جيد للغاية" ويمكن أن تستكمل خلال بضعة أسابيع، مضيفا "بعد ذلك يمكن اتخاذ قرار دخول" المدينة.

وتابع أن المدفعية ستساعد في "تسريع هزيمة داعش في الرقة." وقال إن قوات مشاة البحرية مسلحة بمدفعية عيار 155 مليمترا.

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه المدفعية قد استخدمت بالفعل قال دوريان إنه لا يعتقد ذلك.

وأضاف "كان هناك بالفعل ما يمكن وصفه بحملة جوية لا هوادة فيها لتدمير قدرات العدو وقتل مسلحيه في المنطقة. سنستمر في ذلك ونكثفه بهذه القدرات الجديدة."

وقال مصدر عسكري كردي إنه من المتوقع وصول تعزيزات أميركية أخرى في الأيام المقبلة.

وقال دوريان إن مجموعات الجيش الأميركي ستقوم بمهمة مختلفة عن مهمة مشاة البحرية في عملية نشر للجنود معلن عنها من قبل قرب مدينة منبج لطمأنة تركيا وشركاء الولايات المتحدة في سوريا في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.

وتقول تركيا إن المقاتلين الأكراد موجودون في منبج. وتنفي وحدات حماية الشعب ذلك.

وقال دوريان إن الدور المحتمل لتركيا "ما زال موضع نقاش على مستوى قيادة الجيش وعلى المستوى الدبلوماسي".

وأضاف أن بلاده زودت التحالف العربي السوري وهو جزء من قوات سوريا الديمقراطية، بشحنة جديدة من المدرعات الناقلة للأفراد بعد تسليم شحنة سابقة كان قد أعلن عنها سابقا في أواخر يناير/كانون الثاني.