عيّن مجلس الوزراء اللبناني الأربعاء العميد الركن جوزف عون قائدا جديدا للجيش ليحل محل العماد جان قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية التي ظلت ضامنا للسلم الأهلي منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975-1990.

وكان عون يتولى مهام قائد الفيلق التاسع في الجيش وتمت ترقيته في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء إلى رتبة عماد.

ويبلغ القائد الجديد للجيش اللبناني من العمر 53 عاما وتطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط وألحق بالكلية الحربية عام 1983 وقد حاز العديد من الأوسمة والترقيات.

كما شارك في عشرات الدورات العسكرية المختلفة داخل وخارج لبنان إضافة إلى حصوله على شهادة جامعية في العلوم السياسية.

وساهم في تطوير انتشار قوات الجيش اللبناني على الحدود الشرقية من خلال قيادة الفوج التاسع الذي ينتشر في عرسال وجرود منذ اندلاع المعركة مع عناصر جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.

وتحتجز الدولة الإسلامية منذ آخر مواجهة قبل عامين مع قوات الجيش اللبناني تسعة من الجنود اللبنانيين لايزال مصيرهم مجهول إلى الآن.

وينتظر العماد عون تحديات أمنية كبيرة في ظل التوترات القائمة في المنطقة وخطر الارهاب الذي يتربص بلبنان أيضا.

ومن الملفات الحارقة التي تنتظره الملف الحدودي مع سوريا ومع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما أن تعيين جوزف عون يأتي في ظل مشاكل داخلية في لبنان يتداخل فيها السياسي بالأمني ومنها ملف المخيمات الفلسطينية التي تشهد من فترة إلى أخرى اشتباكات دموية ويتخفى في بعضها متطرفون إسلاميون.

وتلا وزير الإعلام ملحم رياشي قرارات مجلس الوزراء التي شملت أيضا تعيينات جمركية وقضائية وأمنية.

ومن أبرز المسؤولين الأمنيين الذين تم تعيينهم العميد عماد عثمان الذي أصبح مديرا عاما لقوى الأمن الداخلي خلفا للواء إبراهيم بصبوص في حين ظل اللواء عباس إبراهيم مديرا عاما للأمن العام بصفة مدنية بعد قبول استقالته العسكرية وإحالته للتقاعد.

وتأثر لبنان من الصراع المستمر منذ ست سنوات في سوريا وتعرض لبعض الهجمات التي نفذها متشددون تسللوا عبر الحدود. وتقاتل وحدات من جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد.

ويقول مسؤولون لبنانيون إن 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان.

وفي ظل الضعف الذي تعانيه حكومة لبنان تقدم عدة دول الدعم للقوات المسلحة اللبنانية باعتبارها حصنا ضد زعزعة الاستقرار.

وعلقت السعودية العام الماضي مساعدات قدرها ثلاثة مليارات دولار لقوات الأمن اللبنانية بسبب ما تراه تزايدا في التقارب بين بيروت وإيران وعلى خلفية مصادرة حزب الله المدعوم من طهران لقرار الدولة اللبنانية.

وقال وزير الدفاع يعقوب الصراف "مقارنة مع الجيوش الباقية لا يزال عمل كبير ملقى على قائد الجيش ...كل آمالنا معقودة عليه".

وسيكمل قائد الجيش اللبناني الجديد ولايته حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون الذي اختاره قائدا للجيش، بصفته رئيس المجلس الأعلى للدفاع.

وبحسب العرف يبقى جوزف عون أيضا مرشحا في المستقبل لرئاسة لبنان مع نهاية ولاية الرئيس الحالي أو حدوث شغور في منصب الرئاسة لسبب أو لآخر.