قال متحدث عسكري إن قوات الجيش الوطني الليبي المتمركزة في الشرق نفذت ضربات جوية حول موانئ نفطية رئيسية في منطقة الهلال النفطي السبت سعيا لاستعادة السيطرة على المنطقة من فصيل منافس.

وتراجعت قوات الجيش الوطني الليبي التي تتمركز في الشرق والقوات المتحالفة معها الجمعة من ميناءي السدر ورأس لانوف النفطيين، وهما من أكبر المرافئ النفطية في البلاد، إثر هجوم من سرايا الدفاع عن بنغازي.

وأثار الهجوم مخاوف من تصعيد جديد للعنف حول الموانئ ويعرض للخطر زيادة كبيرة في إنتاج ليبيا من النفط كانت قد تحققت بعدما سيطر الجيش الوطني الليبي على أربعة موانئ في سبتمبر/أيلول لينهي بذلك إغلاق ثلاث منها.

ويحوم إنتاج ليبيا النفطي في الآونة الأخيرة حول 700 ألف برميل يوميا وهو ما يزيد عن مثلي إنتاجها العام الماضي لكنه لا يزال أقل بكثير من إنتاجها قبل انتفاضة عام 2011 والذي كان يبلغ 1.6 مليون برميل نفط يوميا.

وعلى الرغم من إعادة فتح ميناءي السدر ورأس لانوف أمام التصدير فإن أضرارا بالغة لحقت بهما نتيجة قتال سابق ويعملان بأقل كثيرا من قدرتهما.

ولم يتضح إلى أي مدى استعادت كتائب دفاع بنغازي السيطرة على الميناءين.

وقال مسؤول في ميناء رأس لانوف إن الميناءين مغلقان وعاد أغلب المهندسين إلى منازلهم. وأضاف أنه وفقا للعمال الذين غادروا الجمعة، فإن قوات سرايا الدفاع عن بنغازي دخلت بعرباتها وتمركزت أمام الميناءين.

وقال مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط إن عدد العمال في الميناءين جرى تقليصه وإن المؤسسة وشركاءها يراقبون الموقف.

واقتحم مسؤولون على صلة بحكومة أعلنت نفسها في طرابلس وتعارض الجيش الوطني الليبي مقر المؤسسة السبت لإصدار بيان بشأن الهجوم على الميناءين.

وقال صنع الله "تدين المؤسسة الوطنية للنفط وبشدة اقتحام أفراد من هيئة النفط والغاز التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني لمقر المؤسسة بالقوة. في محاولة رخيصة لإدخال المؤسسة الوطنية للنفط في الصراعات السياسية."

وتابع قائلا "لا ينبغي أن تكون المؤسسة الوطنية للنفط و منشآتها ورقة للمساومة في الصراعات السياسية ويجب تحييد قطاع النفط عن هذه الصراعات."

من جانب آخر قالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في بيان إنها عقدت اجتماعا طارئا الجمعة لبحث سبل حماية منشآت النفط في المنطقة ومراجعة جداول التحميل الحالية.

ولا توجد معلومات بأن هناك ناقلات تحاول الرسو في الموانئ حاليا لكن مصادر شحن قالت إن من المقرر أن تصل ناقلة إلى ميناء السدر في السابع من الشهر لنقل 630 ألف برميل إلى شركة أو.إم.في الاسترالية.

وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إن ضربات جوية نفذت في رأس لانوف والسدر وبن جواد وهراوة ردا على تقدم كتائب دفاع بنغازي.

وقال العقيد مفتاح المقريف مسؤول المنشآت النفطية المقرب من حفتر "ان قواتنا تتجمع وتستعد لمهاجمة راس لانوف".

وقال أحد سكان رأس لانوف إنه سمع أصوات طائرات حربية فوق البلدة فجر السبت وأعقبتها أصداء تفجيرات واستمرت تلك الضربات خلال اليوم. ونشر سكان صورا لحرائق وأضرار لحقت بمبان نتيجة الضربات فيما يبدو.

وتتشكل سرايا الدفاع بنغازي من مقاتلين أخرجهم الجيش الوطني الليبي من بنغازي حيث يشن بقيادة المشير خليفة حفتر حملة عسكرية منذ قرابة ثلاث سنوات على الإسلاميين وخصوم آخرين.

وتلك المعركة مرتبطة بصراع أكبر بين فصائل سياسية ومسلحة في شرق ليبيا وغربها مما تسبب في تعطيل إنتاج النفط بشدة لعدة سنوات.